بابل- تاريخ يتحدى القرون والأساطير
بابل إحدى أقدم حواضر العالم وأشهر مدن العراق- أرض الرافدين. ويدور لغط كبير حول سرقات وعمليات تدمير طالت آثارها ولغط حول تغييرات ديموغرافية وتاريخية أجراها صدام حسين على المكان. DW كانت هناك لتحسم الجدل حول الحقيقة .
بابل من السماء
بابل كما تبدو من فوق، بقايا السور في المقدمة، وخلفه شبكة متاهة الدفاع عن المدينة، وفي الخلف جانب من قصر الملك نبوخذ نصّر الأكبر، وأجزاء من معبد المدينة.لا آثار تدل على مساكن أهل بابل، فهل كانوا خارج الأسوار؟
أسد بابل
أسد بابل الشهير الذي يرمز لقدرة البابليين على سحق أعدائهم، الجسد الراقد تحته يظهر انسحاق العدو تحت جبروت الأسد رمز بابل القديمة. الأسد مصنوع من حجر البازلت وهو نسخة أصلية وليست اسمنتية كما أشيع. بنت قاعدته البعثة الأثرية الألمانية التي اكتشفت وحمت آثار ميزوبوتاميا عام 1902 وما بعده على مراحل.
سور بابل
بقايا سور بابل الذي حمى المدينة من هجمات الفرس والكيشيين والميديين. اختفت أجزاء كبرى من السور ولم تبق سوى أجزاء سور طيني بُني من اللِبِن "الخشت"، فهل كانت بابل تصد أعداءها بأسوار الطين، أم أنّ عوامل الطبيعة والزمن قد دفنته، أم أن يد السراق على مدى العصور نهبت أحجار السور؟
شارع الموكب
من أعلى جدران قصورهم كان ملوك بابل يستعرضون مواكب الجيوش والفتوح، ومواكب السبي والغنائم بعد الانتصارات وهي تمر في شارع الموكب الذي كساه البابليون بقار ثبت على مدى آلاف السنين بوصفه سرية بقيت مجهولة. حاولت هيئة الآثار العراقية في عهد صدام حسين إعادة تغطيته عام 1984 لكن القار تآكل وبدأ يختفي.
أنهار بابل
ترقد بابل على ضفة نهر الحلة الظاهر في الصورة، وعلى مسافة قريبة منه يجري نهر الفرات الذي لا يظهر بسبب تغير مجراه بفعل سدود أنشأتها تركيا وسوريا على مجراه عبر آلاف السنين. هذان النهران هما المذكوران في التوراة حيث اعتاد أن يجلس رجال ونساء يهود السبي ويتذكرون ماضيهم في بلدهم الذي احتله البابليون وسلبوه منهم الى ميزوبوتاميا.
بابل والجيش الأمريكي
وضعت الولايات المتحدة الأمريكية خلال عملياتها في العراق عام 2003 وحدات من قواتها في بابل ضمن حدود المدينة الأثرية. واتهم أفراد الوحدات بسرقة آثار بابل وتخريبها. تُظهر الصورة مكان قطع آجر انتزعت من جدار وهي بعض قطع الآجر التي أضيفت في حملة صدام حسين لإعادة "مجد" بابل وتخليد اسمه كسليل للملك نبوخذ نصر كما كان يصف نفسه.
بابل تحت بابل
مدينة كاملة وجدت مدفونة تحت الجزء الذي نقلته بعثة التنقيب الألمانية الى ألمانيا قبيل الحرب العالمية الأولى والذي ضم بوابة عشتار المعروضة حاليا في قاعة ميزوبوتاميا بمتحف بيرغامون ببرلين. الجزء المكتشف يضاهي في الحجم ويماثل الجزء الذي نقل الى المانيا قبل أكثر من قرن، وتقوم سلطات الآثار العراقية حالياً بصيانة هذا الجزء وقد أغلقته بوجه الزائرين.
قصر نبوخذ نصّر التليد
صورة للقصر الملكي الذي ورثه الملك البابلي الشهير نبوخذ نصّر عن أسلافه الملوك، فأضاف اليه قاعات، ومنصات وبوابات عدة. أجرت سلطات الآثار العراقية المتعاقبة عمليات صيانة على القصر وأضافت الى جدرانه قطع آجر لتقيها من التساقط. القصر هو أول معلمة تواجه زوار المكان.
قاعات وبوابات كالمتاهة
تنفتح قاعات قصر نبوخذ نصّر على بعض بشكل بوابات مقوسة مهيبة مرتفعة، تتوّجها مقرنصات الجدران التي ميّزت فن المعمار البابلي على مر الدهور.السقوف المرتفعة تناسب أجواء بلاد الرافدين الحارة. تظهر خلف البوابة الثانية منصة ربما كانت منصة العرش الداخلية. التخريب والسرقة طالت آجر الجدران هنا أيضاً.
متاهات الدفاع البابلي
تقع متاهة الممرات الحجرية مباشرة خلف سور بابل، وتضمن أنّ العدو الذي ينجح في اختراق السور، سيتأخر ويتيه في الممرات ويبقى مكشوفاً، بما يتيح للرماة اصطياد مقاتليه بنبالهم من خلف المقرنصات فوق سقوف القصر، أو يتلقاهم المقاتلون المدافعون حال خروجه من الشبكة بسيوفهم ورماحهم. الشبكة تمثل تقنية دفاع متطورة جداً بقياسات ذلك العصر.
تماثيل آلهة على الجدران
الحيوانات التي ذكرت في الرُقُم البابلية ترتبط بميثولوجيا أحفاد سومر، وقد جسّدها فنانوهم بنقوش بارزة على الجدران، ترافق السائر في طرقات وأزقة المدنية. النقوش كانت تكسو الجدران من الخارج. تُظهر الصورة حيواناً أسطورياً قد يكون مهراً، وتُظهر سرقات قطع الآجر المنتزعة، كما تُظهر آثار الترميم العشوائي ببقع جيرية تكسو التمثال.
معبد إله الحرب
معبد أعيد ترميمه على عدة مراحل، وتُظهر الصورة طبقة الخشت" الِلبِن" التي بُنيت في الأصل، تعلوها طبقة بُنيت باللِبِن الأحدث عمرا والآجر فيما بعد. صناعة اللِبِن في بابل القديمة جرت وفق وصفة سرية تخلو من القش، ومع ذلك بقيت متماسكة على مدى قرون طويلة، فيما احتوت الوصفة العراقية الحديثة التي حاولت أن تقلد القديمة على القش ولم تكن بمتانة المادة البابلية.
استكشافات حديثة
أجرت بعثة آثار دولية-عراقية منذ عام 2001 استكشافات جديدة، في تخوم المدينة القديمة، فظهرت مبانٍ جديدة احتفظت الى حد كبير بهياكلها. يتوقع القائمون على المكان أن تلتفت السلطات العراقية إلى أهمية المكتشف الجديد وتتجه الى صيانته وترميمه ليلتحق بالأجزاء المعاد إعمارها من المدينة.
بوابة عشتار
نسخة من مدخل بابل العظيمة الشهير. بُنيت هذه النسخة المقلدة للبوابة في ستينيات القرن العشرين بإشراف خبراء ألمان من متحف بيرغامون وبمساعدتهم، لتنتصب في مدخل المدينة مستقبلة زوارها. توجد البوابة الأصلية في متحف بيرغامون بالعاصمة الألمانية برلين منذ مطلع القرن العشرين.
رقيم بابلي
رقيم بابلي تعلوه كتابة مسمارية، يرقد مهملا على رصيف إحدى المنصات دون عناية. توجد ألوف القطع الشبيهة مدفونة خبيئة في أرجاء المكان، فيما سُرقت آلاف أخرى خلال تسعينيات القرن العشرين عبر عمليات تهريب منظّمة، كما سُرقت قطع كثيرة عقب التغيير عام 2003.
عودة السياحة والسياحة الأجنبية
عادت وفود الزائرين والسائحين تتوافد لزيارة المدينة الرافدينية الشهيرة. وتنقل مئات الحافلات خلال العطل والمناسبات آلافا منهم، حيث يتجولون في المكان ويطلعون عن كثب على تاريخ بلادهم. كما يصادف الزائر بعض السائحين الأجانب خلال جولته، لكنّ قلة الأدلاء السياحيين وغياب أماكن الاستراحة ومحلات بيع التذكاريات يمثل ظاهرة ملحوظة.
قصر صدام حسين
أنشأ صدام حسين لنفسه قصرا يطل على بابل. حملت واجهات القصر الحرفين "ص ح". سعى صدام لتخليد نفسه بإحياء مجد بابل، فأعاد بناء أغلب ملامحها الشاخصة اليوم معتبرا نفسه امتدادا لنبوخذ نصّر. عانى القصر من إهمال واضح بعد اسقاط نظام صدام حسين عام 2003، ونُهبت أبوابه وشبابيكه النفيسة وكذلك الثريات والقطع المرمرية والخشبية التي زينت جدرانه.
رسوم بابلية في قصر صدام
تُظهر الصورة أجزاء من رسوم بابلية نقشت على سقوف غرف وصالات قصر صدام حسين في بابل. يحتاج القصر الى رعاية وحماية فورية إذ ما زال بالإمكان اعادة تأهيله وصيانته وفتح أبوابه للزائرين الذين يتدفقون عليه اليوم رغم خرابه. وسبق أن اعلنت محافظة بابل عن مشروع لتحويل القصر الى قصر ضيافة يستقبل العرسان وحفلات زفافهم وليالي دخلتهم، لكن المشروع لم ير النور.