"باريس عاصمة العالم" في مسيرة تاريخية ضد الإرهاب
بمشاركة قادة أكثر من 45 دولة، بينهم قادة عرب، احتشد مئات الآلاف من الفرنسيين في باريس في مسيرة حاشدة للتعبير عن تضامنهم مع ضحايا هجمات باريس، وللتنديد بالإرهاب.
مئات الآلاف تدفقوا عبر شوارع باريس، للتعبير عن تضامنهم ودعمهم لقيم الحرية والتسامح والتعددية، في مسيرة حاشدة حزنا على ضحايا الهجمات الإرهابية التي نفذها متطرفون إسلاميون في باريس، وأدت لسقوط 17 قتيلا.
وقبل ساعات من الموعد الرسمي لبدء "المسيرة الجمهورية" كانت الساحات والشوارع قد امتلأت بالحشود، لتكون أكبر مسيرة في فرنسا منذ أكثر من 70 عاما، وبالتحديد منذ عام 1944. وقدر المنظمون أعداد المشاركين ما بين 1.3 و1.5 مليون شخص.
بحر من الأعلام كان حاضرا، وخاصة علم فرنسا، إلى جانب أعلام لدول أخرى كثيرة، تعبيرا عن التضامن مع فرنسا. وشكلت حروف ضخمة ربطت بتمثال في ساحة الجمهورية كلمة "لماذا؟" وغنت مجموعات صغيرة النشيد الوطني الفرنسي.
تقدم الرئيس الفرنسي أولاند والمستشارة الألمانية ميركل "مسيرة الجمهورية" في باريس، التي شارك فيها قادة أكثر من 45 دولة، للتعبير عن رفضهم للإرهاب، وتضامنا مع ضحايا هجمات باريس.
وشبك الرؤساء والملوك أذرعهم ليتصدروا الحشود، في مسيرة لم يسبق لها مثيل، وسط إجراءات أمنية مشددة. الرئيس الفرنسي قال: "باريس اليوم هي عاصمة العالم" ضد الإرهاب.
العاهل الأردني عبدالله وعقيلته الملكة رانيا، كانا إلى جانب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أعلى الشخصيات العربية الحاضرة. وقالت الملكة رانيا إن وجودها وزوجها في باريس هو من أجل الوقوف مع شعب فرنسا في "ساعات حزنه الأشد" ومن أجل الوقوف "ضد التطرف بكل أشكاله".
وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي بادروا للاجتماع في باريس على هامش هذا الحدث. كما شارك أيضا وزير العدل الأمريكي، الذي أعلن عن اجتماع هام يضم الوزراء المختصين من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، خلال الأيام القادمة.
شارك نحو 2200 من أفراد الجيش والشرطة في دوريات في شوارع باريس لحماية المسيرة من أي مهاجمين محتملين، وتمركز قناصة على أسطح المباني وانتشر مخبرون بالزي المدني وسط الحشود. وفتش نظام الصرف الصحي في المدينة قبل المسيرة كما أغلقت محطات قطارات الأنفاق حول مسار المسيرة.
وخارج باريس شارك أكثر من مليون متظاهر ضد الإرهاب في مسيرات أقيمت في مدن فرنسية أخرى. أكبر تلك المسيرات كانت في ليون حيث تظاهر حوالي 200 ألف شخص، و100 ألف في بوردو، وحوالي 60 ألف في مرسيليا (ومنها الصورة).
كما تظاهر الآلاف في عواصم ومدن أوروبية عديدة: في برلين، ومدريد، وبروكسل، ولندن. والصورة من العاصمة البلجيكية.
وفي برلين تجمع حوالي 6000 شخص في ساحة باريس، قرب بوابة براندنبورغ الشهيرة، حيث توجد السفارة الفرنسية. وعبروا عن تضامنهم مع الدولة الجارة. في الصورة إحدى المتظاهرات في برلين تدافع عن حرية التعبير.