برلين تشهد بناء أكبر محطة قطارات في أوروبا باشراف مهندس عربي
الوقت يمر بسرعة فخلال عشرة أشهر يجب الانتهاء من بناء محطة القطار الرئيسة الجديدة للعاصمة برلين. من المعروف أن شركة السكك الألمانية Deutsche Bahn تقوم ببناء هذه المحطة منذ ما يزيد عن عشر سنوات. وهذا الوقت الطويل ناتج عن ضخامة هذا المشروع. فالمحطة الجديدة عبارة عن صالة كبيرة مغطاة ومحاطة بالزجاج من جميع الجهات. ويبلغ عدد ألواح الزجاج المستخدمة في بناء هذا الصرح 9117 لوحاً زجاجياً، مما جعل الناس يطلقون عليه مداعبة تسمية "القصر الزجاجي".
مراقبة شبه يومية
يقع مكتب هارتموت مهدورن رئيس مجلس إدارة شركة السكك الحديدية الألمانية، في الطابق الـ 25 بإحدى ناطحات السحاب في وسط العاصمة الألمانية برلين. وكثيراً ما يستخدم السيد مهدورن منظاره المقرب ليس فقط لكي يتمتع بإلقاء نظرة على بوابة براندبورغ التاريخية، رمز الوحدة الألمانية، أو حدئق برلين الخلابة أو مبنى المستشارية ذو الشكل المعماري الفريد من نوعه، ولكن من أجل أن يتابع بنفسه أخر ما تم إنجازه في خطة بناء هذه المحطة الجديدة، التي ستكون بعد تدشينها أكبر محطة قطارات ليس في ألمانيا فحسب ولكن في أوروبا أيضاً.
مهندس عربي يشرف على بناء المحطة
أما المهندس المعماري الذي يدير مشروع بناء هذا الصرح الفريد من نوعه في ألمانيا وأوروبا فهو أحد أبناء وادي النيل. هذا المهندس هو السيد هاني عازر الذي ولد وترعرع في مصر. وبعد أن تخرج عازر في قسم هندسة المعمار بجامعة القاهرة عام 1975 توجه إلى ألمانيا لمباشرة دراسته الجامعية في جامعة الروهر بوخوم. ويقيم المهندس المصري البالغ من العمر 56 عاماً في مدينة دورتموند، إلا أنه يتردد منذ سنوات على العاصمة الألمانية برلين، لمباشرة أعمال إنشاء المحطة الجديدة.
المحطة الجديدة تجذب المتخصصين من كافة دول العالم
ويعمل هاني عازر يومياً لمدة لا تقل عن 12 ساعة يومياً يشرف خلالها على 450 من الموظفين والعمال الذي يعملون على قدم وساق لإنجاز هذا المشروع الهام. لا شك أن عازر يشعر بالفخر الشديد دائماً لأن المحطة التي مازالت في طور الإنشاء تعد بمثابة قبلة يؤمها المتخصصون في مجال البناء من مشارق الأرض ومغاربها.
المحطة معرض لأحداث التقنيات الألمانية
تحتوي المحطة على أحدث التقنيات التي تحمل عبارة "صنع في ألمانيا". فالقضبان الحديدية التي تشق المحطة المنتظرة مزودة بنظام إليكتروني خاص يجعل عبور القطارات من خلالها أكثر انسيابية، ويحول دون تصدع أو تأثر المباني بحركة القطارات السريعة، خاصة وأنها تقع بالقرب من حي الوزارات والدوائر الرسمية الألمانية العليا. أما القطارات التي ترد على المحطة فتذود بالطاقة من خلال كوابل نحاس دقيقة لا تراها العين المجردة بسهولة. وتتم عملية تزويد المحطة بالكهرباء والطاقة بأسلوب لم يسبق له مثيل، إذ تنتشر هناك المصابيح بأنواعها المختلفة وأضوائها البراقة التي تسر الناظرين إليها، مما يجعل إضاءة محطة برلين عمل فني آخر. وكثيراً ما يعبر المهندس هاني عازر عن نشوته أثناء حديثه مع الصحفيين بالقول: "انظروا جيداً أيها السيدات والسادة وأشبعوا أعينكم بكل شبر من المكان. فما تروه الآن في محطة برلين الجديدة لن تروه في أي مكان أخر في ألمانيا."
علاء الدين سرحان