تحذيرات من عودة "داعش" عقب الانسحاب الأمريكي من سوريا
٢٠ ديسمبر ٢٠١٨في أولى ردود الفعل على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب قوات بلاده من سوريا قالت وزارة الخارجية البريطانية أن تنظيم "داعش" (الدولة الإسلامية) لم يُهزم بعد في سوريا خلافا لما قاله ترامب. وقال ناطق باسم الوزارة في بيان إن "التحالف الدولي ضد داعش أحرز تقدما كبيراً، لكن لا يزال هناك الكثير من العمل ويجب ألا نغفل عن التهديد الذي يشكله. حتى بدون أرض، لا يزال داعش يشكل تهديدا".
وأعلن ترامب في ساعة مبكرة من صباح اليوم رسميا بدء سحب قوات بلاده من سوريا، وقال :"بعد الانتصارات التاريخية ضد "داعش"، حان الوقت أن يعود شبابنا العظيم إلى الوطن".
ومن جهتها نشرت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي اليوم الخميس تغريدات على تويتر تقول فيها إن "داعش أضعف من أي وقت مضى" مضيفة "لكن الدولة الإسلامية لم تمح من على الخريطة ولم تستأصل شأفتها. ومن الضروري أن تواجه الجيوب الأخيرة لهذه المنظمة الإرهابية هزيمة عسكرية حاسمة".
كما أعلنت ناتالي لوازو، الوزيرة الفرنسية للشؤون الأوروبية، الخميس أن فرنسا "تبقى" ملتزمة عسكريا في سوريا. وقالت لشبكة "سي نيوز" رداً على سؤال حول قرار الانسحاب الأميركي "في الوقت الراهن، نبقى في سوريا".
واعتبر قائد "وحدات حماية الشعب" الكردية بسوريا سيبان حمو أن قرار الرئيس ترامب صدر "أسرع بكثير مما توقعه الجميع". ورجح حمو وجود مصالح وحسابات أخرى للإدارة الأمريكية دفعتها لاتخاذه، ولكنه استغرب تبرير القرار بهزيمة تنظيم داعش، وقال لوكالة "د ب أ" :"تنظيم داعش لم ينته، وبالتالي لم تنته المعركة، فالتنظيم لديه نقاط تمركز جغرافية واضحة، ولديه خلايا نائمة عديدة، تقريبا في كل المواقع التي تم تحريرها من قبضته".
إسرائيل تحذر من "ممر شيعي"
ونقل عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله اليوم الخميس إن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا لن يؤثر على إسرائيل و"إسرائيل ستواصل الحفاظ على أمنها والدفاع عن نفسها على الساحة السورية". بينما حذر وزير الاستخبارات يسرائيل كاتس من محاولات "خلق ممر شيعي بين طهران ودمشق"، مؤكدا أن "إسرائيل ستعمل بصورة عملياتية لمنع اقتراب إيران من الحدود الإسرائيلية".
وحث ستة أعضاء بمجلس الشيوخ الأمريكي ترامب على إعادة النظر في قراره. ووقع الأعضاء ومن بينهم العضوان الجمهوريان ليندسي غراهام وماركو روبيو على رسالة إلى الرئيس اعتبروا فيها أنه جاء "سابقا لأوانه وخطأ مكلف". وجاء في الخطاب: "إن أي فلول لداعش في سوريا ستجدد حتما (نشاطها) وستعزز جهودها في المنطقة". وأضافوا أن تلك الخطوة من شأنها تعزيز "الديكتاتورية الوحشية لـ (الرئيس السوري) بشار الأسد"، وكذلك "خصمي الولايات المتحدة، إيران وروسيا".
إلى ذلك أفادت صحيفة "الوطن" السورية بأن أرتالا عسكرية أمريكية وفرنسية بدأت في الانسحاب من مناطق بشمال البلاد. ونقلت الصحيفة عن مصادر أهلية في الحسكة أن أرتال القوات الأمريكية والفرنسية ضمت عربات مدرعة وعربات همر.
ص.ش/ع.ج.م (أ ف ب، د ب أ، رويترز)