تزايد الضغوط على الرئيس الألماني بسبب محاولته "التأثير" على الصحافة
٣ يناير ٢٠١٢أفادت مجلة دير شبيغل الألمانية على موقعها الالكتروني اليوم الثلاثاء أن الرئيس الألماني كريستيان فولف حاول أيضا الضغط على صحيفة "فيلت أم زونتاغ" الألمانية في الصيف الماضي لمنعها من نشر تقرير لا يفضل الرئيس نشره في الصحافة. وذكرت الأنباء أن الصحيفة كانت تخطط وقتها لنشر تقرير عن تاريخ أسرة الرئيس فولف، إلا أنه اتصل هاتفيا بإدارة دار النشر المسئولة عن الصحيفة واحتج لديها على نيتها في نشر المقال. وقال موقع "فيلت أون لاين" على شبكة الإنترنت اليوم إن أحد كتاب الصحيفة استدعي للقصر الرئاسي في برلين لإجراء نقاش معه حول هذا الشأن. ولم يوضح الموقع ما هو الخبر بالتحديد محل النقاش، إلا أن الصحيفة كانت نشرت نهاية حزيران/يونيو الماضي خبرا عن عائلة فولف.
وتأتي هذه التطورات بعد أن أكدت صحيفة بيلد الألمانية، أكبر الصحف الألمانية من حيث المبيعات، ما تداولته وسائل الإعلام الألمانية من تقارير مفادها أن فولف اتصل شخصيا برئيس تحريرها الشهر الماضي وهدد باتخاذ إجراء قانوني إذا نشرت مقالا عن قرض لمسكن خاص حصل عليه بفائدة مخفضة من سيدة أعمال ألمانية تربطه بها وبزوجها علاقات صداقة.
ووفقا لصحيفة بيلد فقد ترك رئيس الدولة رسالة صوتية لرئيس التحرير، كاي ديكمان، يهدد فيها الصحيفة باتخاذ إجراء قانوني ضدها وبأن الرئيس الألماني عبر عن غضبه من خططها لنشر المقال. وقالت الصحيفة دون أن تذكر مزيدا من التفاصيل إن فولف اتصل ثانية بعد أيام للاعتذار عن "لهجة ومحتوى" الرسالة الصوتية. ورفض المكتب الرئاسي الإدلاء بتعقيب قائلا إن الرئيس في العادة لا يعلق على محادثات شخصية وأنه يقدر أهمية حرية الصحافة.
تصرفات الرئيس الألماني هذه زادت من حجم الضغوط عليه وسط اتهامات له بالتدخل في عمل الصحافة، فقد علقت صحيفة زود دويتشه تسايتونغ في عددها الصادر اليوم الثلاثاء قائلة: "الرجل الذي يتحدث عن حرية الصحافة ولا يحترمها، لا يجوز أن يكون رئيسا". فيما كتبت صحيفة فرانكفورته روندشاو إن محاولة فولف "عرقلة عمل صحيفة من خلال الضغط على إدارتها خطأ لايغتفر."
ويواجه فولف -وهو محافظ وحليف للمستشارة أنغيلا ميركل- ضغوطا من وسائل إعلام ألمانية للتنحي منذ أن نشرت صحيفة بيلد في منتصف ديسمبر/ كانون الأول تقريرا حول علاقته، عندما كان رئيسا لوزراء ولاية ساكسونيا السفلى، برجل أعمال ثري وحصوله من زوجة هذا الرجل قرضا بمبلغ 500 ألف يورو بدون ضمانات وبفائدة متدنية. واعتذر فولف فيما بعد عن إخفاء هذه المعلومات.
يذكر أن دور الرئيس في ألمانيا شرفي إلي حد كبير، لكن مشاكل فولف تهدد بأن تنعكس سلبا على المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، التي دعمت تعيينه في المنصب الذي يشغله منذ حوالي 18 شهرا.
مطالبة بكشف الحقائق
على الصعيد السياسي طالب الحزب الاشتراكي الديمقراطي، أكبر أحزاب المعارضة، الرئيس فولف بوضع الحقائق كاملة بشأن القرض الذي تلقاه لبناء منزله، وذلك على أسرع وجه ممكن. هوبرتوس هايل، نائب رئيس كتلة الحزب في مجلس النواب الألماني "بوندستاغ"، قال: "على الرئيس أن يقوم بذلك دون فتح الباب لأسئلة جديدة مرارا وتكرارا". وأوضح هايل أمس الاثنين في برلين :"تكتيك الكر والفر الذي يتبعه السيد فولف فيما يتعلق بهذا الموقف يجب أن ينتهي تماما، ولابد أن ينصب اهتمامه على هذا الأمر حفاظا على مقام منصب رئيس الجمهورية".
وفيما يتعلق بالاتصال الذي أجراه فولف مع رئيس تحرير صحيفة بيلد الألمانية قال هايل: "حتى وإن كنت في وضع لا يمكنني من الحكم على علاقات السيد فولف ببعض المؤسسات الصحفية، فإن من أهم المبادئ الرئيسية ألا يحاول رئيس الدولة الحيلولة دون نشر الانتقادات، وإذا صح ذلك يكون أمرا غير لائق". وانتقد هايل استمرار ظهور المعلومات والأسئلة الجديدة بشأن قرض فولف. وأوضح هايل أن السؤال لا يزال مطروحا ويتكرر دائما حول ما إذا كان فولف في فترة توليه منصب رئيس وزراء ولاية سكسونيا السفلى انتهك بنود القانون أم لا، مشيرا إلى أن هذه المسألة يجب أن يجاب عنها في برلمان الولاية ذاته.
(ش.ع / د.ب.أ / أ.ف.ب)
مراجعة: عبده جميل المخلافي