جولة مصورة في معرض للفن الإسلامي في برلين يحتفي بكنوز كريم آغا خان الفنية
٢١ مارس ٢٠١٠تبين الصورة معالم فترة حكم محمد خان في إيران، وقد رسمت تقريباً عام 1540، وتعكس اهتمام محمد خان بالفن والثقافة التي راجت في عهده. عرف هذا الأمير بحبه للخيل، إضافة إلى مكانته في العالم الإسلامي كخليفة للرسول محمد. ويلاحظ المتفرج زهو الألوان، الذي يعكس بدوره تنوع الثقافة الإسلامية. وجدت هذه الصورة في مدينة تبريز ورُسمت بالحبر وبالألوان المجسمة، وهى من الألوان المائية المعتمة، إضافة إلى الذهب على قطعة من الورق تبلغ مساحتها 47×31,8 سم.
تحمل هذه اللوحة عنوان ساحة غيومارس، وتعود أيضاً إلى السلطان محمد في إيران وقد تم رسم اللوحة تقريباً ما بين 1522 و 1525. وتبين تقديس المسلمين للخليفة، فجلوس السلطان محمد على مكان مرتفع يبين المكانة المرتفعة السلطان بين المسلمين. وكسابقتها تم رسم هذه الصورة بالحبر والألوان المجسمة والذهب على قطع من الورق تبلغ مساحتها 13,8 ×47 1س.
توضح هذه الصورة اهتمام المسلمين بالقرآن وتقديسهم له وتبين اهتمام الثقافة الإسلامية بالخط العربي، والذي يعتبر فرعا من فروع الفن الإسلامي. وقد تم تصميم هذه القطعة الفنية من قطعتين من الورق ذات لون ازرق. ومنشأ هذه القطعة الفنية هو شمال إفريقيا مابين القرن التاسع والعاشر الميلادي. وتم خط آيات القران الكريم بالحبر والألوان المجسمة والفضة والذهب على ورق أزرق تبلغ مساحته 69×26 سم. وتجدر الإشارة إلى تعدد طرق كتابة القران لدى المسلمين ما بين النقش على الحجر إلى الكتابة بالذهب والفضة، غير أن أسلوب الكتابة يختلف من رقعة جغرافية إلى أخرى مما يعكس بالتالي غنا الفن الإسلامي.
لم يقتصر اهتمام المسلمين بالقرآن فحسب، بل امتد ليشمل الأحاديث النبوية، لذا ازدهر فن خط الأحاديث بين المسلمين وبرز رواد كبار في هذا المضمار كما تبين هذه اللوحة، التي تم خطها من قبل أحمد أن نيريزي في إيران. ولا تختلف هذه اللوحة كثيراً عن سابقتها من حيث المواد المستخدمة في الكتابة. وقد اقترن فن الخط بالاستشراق، حيث برز العديد من الرواد في هذا المضمار وتعدت مدارس الخط الإسلامي من أسبانيا غرباً إلى الصين شرقاً.
لعل ما تميز به الفن الإسلامي هو المباخر، غير أنه لم يقتصر على صناعة المباخر وحسب وإنما تعداه إلى تزيين هذه القطع الفنية الرائعة، وهذا ما نشاهده في هذه الصورة، التي تمثل مبخرة على شكل حمامة، وقد تم صنعها من البرونز. ومن الواضح أن أصل هذه القطعة هو جزيرة صقليه في الفترة ما بين القرن الحادي عشر الثاني عشر الميلادي. ويشير هذا إلى اختلاط ثقافة البحر الأبيض المتوسط بالثقافة الإسلامية.
اقترن الفن الإسلامي بالأدوات المستخدمة يومياً كما هو الحال مع هذا الصحن، الذي يعود إلى القرن السادس عشر. وقد صنع من الكوارتز الذي تبلغ قطر مساحته 36,5 سم، وتم زخرفته برسم تزيني يمثل أسد. وجدت هذه التحفة في مدينة ايزنيك التركية. ويلاحظ المتفرج اللمسات الشرقية في هذه الأعمال.
تعكس هذه الزبدية مع تمثال التنين الملحق بها الدرجة الرفيعة، التي وصل إليها الفن الإسلامي في القرن السادس عشر والقرن السابع عشر. كما وتعكس أيضاً اختلاط الفن الإسلامي بفن الأمم الأخرى، وفي هذه القطعة بالذات بالفن المنغولي وفن شرق آسيا والذي أثر وتأثر بالفن الإسلامي. كما ويستطيع المشاهد ملاحظه الدقة في العمل حيث يستقر الإناء والتمثال على قاعدة من حجر المرمر.
ازدهرت في العصر الصفوي في إيران صناعة القوارير والأباريق المزخرفة والملونة بالألوان الزاهية، وهذا ما تبينه هذه القارورة المصنوعة من حجر الكوارتز المرصع بالزمرد الأخضر والتي تعود إلى العصر الصفوي في القرن السابع عشر.
هذه القطعة الفنية تعد من إحدى أهم روائع الفن الإسلامي وتستحوذ على انتباه المشاهدين، وهي كتابة لآية قرآنية، وهي سورة الإسراء، على ورقه من الكستناء. ويعود هذا العمل الفني إلى العهد العثماني في تركيا في القرن التاسع عشر. وتجدر الإشارة إلى أن للخط الإسلامي أهميه كبيرة في نطاق حركة الكتابة في أوربا، حيث تم ترجمة العديد من المخطوطات العربية إلى اللغة الايطالية ومنها إلى اللغات الأوربية الأخرى.
يعرض في متحف برلين بعض الأدوات، التي كانت تُستخدم في الدول الإسلامية ، إلا أن الكثير منها أصبح تحف فنية نادرة، حيث يشير هذا الإسطرلاب، وهو آلة فلكية قديمة، إلى المهارة والدقة في الصناعة. وقد وجد في مدينة طليطلة في أسبانيا، ويعود إلى القرن الرابع عشر، وهذا دليل آخر على انتشار الفن الإسلامي من أسيا إلى أوربا
تجدر الإشارة إلى أن القطع المعروضة توثق الفن الإسلامي في فترة زمنية تزيد عن ألف عام. وتعود هذه الكنوز الفنية النادرة إلى كريم آغا خان، الملقب أيضاً ب آغا خان الرابع، الزعيم الروحي للطائفة الإسماعيلية. ويريد كريم آغا خان عرض مجموعته الفنية والتي تحوي مخطوطات للقران ومخطوطة ل"كتاب الملوك" للشاعر أبو القاسم الفردوسي في أحد متاحف مدينة تورنتو في كندا عام 2013.
اعداد: محمد السراي
مراجعة: لؤي المدهون