حصيلة الأسبوع الأول من الدراسة في الجامعات الألمانية
٢٨ أبريل ٢٠١٠الأيام الأولى من كل موسم دراسي قد تكون حاسمة لتحديد مسار الدراسة خلال الموسم، هذا أول ما يقال للطلاب الجدد عند استقبالهم في كل جامعة ألمانية. فخلال أيام قليلة فقط يجب عليهم التعرف على وسط جديد عليهم، والسعي إلى الحصول على أكبر قدر من المعلومات قبل أن يبدؤوا بالدراسة فعلياً.
أيام مهمة
الطالب الفلسطيني محمد رياض الناظر أحد هؤلاء الطلاب الجدد، فقد جاء إلى برلين لدراسة الطب في جامعة الشاريتي، بالطبع منذ أسبوع واحد فقط. وعلى الرغم من سماعه الكثير عن أجواء الدراسة من زملائه القدامى، إلا أن توقعاته لم تكن كبيرة في اليوم الأول. ويقول عن توقعاته: "دخلت كأي طالب آخر ثم استمعت إلى المحاضرة ثم ذهبت إلى البيت.“ اليوم الأول لم يكن شاقاً كثيراً بالنسبة له، لكونه في الوهلة الأولى لم يكن يعرف الكثير، كما يوضح. ويضيف قائلاً: "كان كل همي أن أعرف ما سيحصل خلال الأيام القادمة".
لكنه على الرغم من ذلك كان يدرك مدى أهمية هذه الفترة من الموسم الدراسي. فبصفته طالباً أجنبياً يحتاج محمد رياض الناظر إلى أن يركز بشكل أكبر في المحاضرات التوجيهية، حتى يتعرف على نظام الجامعة وكيفية الدراسة في الفصل الأول. عن هذا يعلق الطالب الفلسطيني بالقول: "كما أنني يجب أن أتعرف على زملائي الذين سأقوم بالعمل معهم خلال هذا الفصل من أجل إنجاز عمل تطبيقي تقدمه المجموعة نتائجه في نهاية الفصل".
محاضرات توجيهية ودراسات ميدانية
إن تقسيم الطلاب إلى مجموعات عمل صغيرة يعد من أهم ما يقوم به طلاب الطب في الأسبوع الأول من كل موسم. كل مجموعة تتكون من اثني عشر طالباً، يتم اختيارهم بشكل عشوائي مع مراعاة أن تكون كل مجموعة مختلطة الجنسيات، كما يقول الطالب محمد رياض الناظر. إضافة إلى ذلك، خصصت إدارة الجامعة يوماً تنظيمياً للطلاب الأجانب، لتوضيح النظام الجامعي وتقسيم الدراسة والامتحانات المطلوب تقديمها. بعد ذلك ذهب الطلاب إلى مكتبة الجامعة للإطلاع على نوع الكتب التي يمكن استخدامها، كما تم الاطلاع على الكتب التي يمكن استخدامها من قبل الطلاب الأجانب.
ومن المشاكل التي صادفت الطالب الفلسطيني البالغ من العمر 19 عاماً عدم قدرته على متابعة المحاضرات بشكل دقيق، وذلك نظرا لطريقة الإلقاء السريعة، ولاستخدام الأساتذة لمصطلحات طبية باللغة اللاتينية، اللغة التي لم يتعلمها الطالب الفلسطيني. لكن الأسبوع الأول تميز أيضاً بزيارة ميدانية لاقت إعجاب الطلاب للتعرف على حقول العمل المختلفة في مجال الطب، كما يوضح محمد رياض الناظر. ويضيف بالقول: "طُلب منا أن نذهب إلى مستشفى متخصص في الفشل الكلوي. هناك استقبلنا أحد الأطباء وأعطانا لمحة عن هذا المجال الطبي وعن إمكانيات التخصص الأخرى".
بالنسبة للطالب محمد رياض الناظر فإن الأسبوع الأول كان في غاية الأهمية، كما يقول: "أصبحت مدركا للنظام التعليمي بشكل جيد، كما أنني أعرف مخططات الأسبوع القادم. هذا الأسبوع شجعني كثيراً على مواصلة الدراسة.“
الكاتب: خالد الكوطيط
مراجعة: عماد مبارك غانم