حكومة ميركل تنفي تخليها عن الرئيس الألماني ودعوات لاستقالته
٧ يناير ٢٠١٢نفت حكومة المستشارة الألمانية انغيلا ميركل السبت (7 يناير/كانون الثاني 2012) أن يكون رؤساء الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحكومي توافقوا على الإجراءات التي ستتخذ بعد استقالة محتملة لرئيس الدولة كريستيان فولف.
ورفضت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تقارير صحفية ذكرت أنها توصلت إلى تفاهم مع رئيس الحزب الليبرالي ونائب المستشارة فيليب روسلار بشأن خلف محتمل للرئيس الألماني كريستيان فولف. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن سايبرت في لقاء مع صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه": "بطبيعة الحال تحتفظ المستشارة بتواصل دائم بنائبها روسلار، إلا أنه لا يوجد داع حاليا للحديث عن خلافة للرئيس الألماني كريستيان فولف".
ردود فعل متباينة
في المقابل، قام حوالي أربع مائة وخمسين متظاهراً ألمانياً في العاصمة برلين برفع أحذيتهم أمام قصر الرئيس الألماني كريستيان فولف وطالبوه بالاستقالة، في حين يحاول الرئيس فولف في بداية العام الجديد اغلاق ملف الاتهامات الموجهة إليه في الآونة الأخيرة. وأظهر استطلاع للرأي أن أغلبية الألمان أبدوا عدم قناعتهم بما جاء في التصريحات التلفزيونية الأخيرة للرئيس فولف، والتي حاول فيها الرد على الانتقادات التي وجهت إليه مؤخراً، لكن أغلبية المشاركين في الاستطلاع اعتبرت أن الاتهامات الأخيرة ليست كافية للمطالبة باستقالة فولف.
وتشهد ألمانيا ردود فعل متباينة على تصريحات أدلى بها الرئيس فولف في المقابلة، ورد فيها على اتهامات له بمحاولة التأثير على حرية التعبير بشأن قرض شخصي مثير للجدل، بقيمة نصف مليون يورو. إذ اعتبر البعض أن إجابات الرئيس على أسئلة الصحافيين لم تكن مقنعة. وصرح الرئيس الألماني بأن قرضه الشخصي لا غبار عليه، إلا أنه أقر بارتكاب أخطاء فادحة فيما يتعلق بحرية الصحافة، واعتذر عنها، في حين أعلن عدم رغبته في الاستقالة.
هل حاول فولف منع نشر تقارير صحفية؟
وشارك الرئيس الألماني الجمعة في أولى احتفاليات العام الجديد، ورغم أن الاحتفالية لا علاقة لها بالسياسة، إلا أن أكثر من مائة وخمسين صحفيا حضروا الاحتفال، وتابعت قنوات التلفزة الألمانية الاحتفالية أملا في أن يتحدث الرئيس الألماني عن الانتقادات التي توجه له، حيث قال الرئيس: "أرجو ان لا أشهد مرة أخرى الأيام والأسابيع الأخيرة التي عشتها مؤخرا، لذا اعتقد أنكم تدركون حجم سعادتي بحلول عام الفين واثنى عشر، وبأن المرء يمكنه العودة مرة أخرى للتركيز على المهام والواجبات المنوطة به"
ولكن وسائل الاعلام الألمانية مازالت تتناول الانتقادات الموجهة للرئيس فولف، إذ مازال هناك سؤال بدون إجابة، وهو هل حاول الرئيس عبر مكالمة هاتفية مع صحيفة بيلد منع أو تأجيل نشر تقرير عن قرض حصل عليه بشروط ميسرة لشراء منزل، كما تدعي الصحيفة؟ وقد أرادت صحيفة بيلد نشر المكالمة الهاتفية، إلا أن الرئيس فولف رفض ذلك، وقد أعربت المستشارة الألمانية عن دعمها للرئيس الألماني، حيث قال أحد المتحدثين باسم حكومة ميركل إن "المستشارة ميركل تثق تماما في أن الرئيس الألماني سوف يجيب بكل صراحة على أي أسئلة قد تظهر مستقبلا، وبالطبع نحن الآن في بداية عام ألفين واثنى عشر، ونود العودة إلى الظروف الطبيعية للقيام بمهامنا"، وهو أمر يتمناه أيضاً الرئيس فولف الذي لم يحصل على كثير من الدعم في الأسابيع الأخيرة.
(ع.م/ د ب أ ، دويتشه فيله)
مراجعة: منصف السليمي