دراسة: الشركات الألمانية غير مستعدة لمواجهة التحولات الديموغرافية

أظهرت دراسة حديثة أن معظم الشركات الألمانية غير جاهزة في الوقت الحالي لمواجهة ظاهرة انخفاض عدد السكان وبالتالي نقص العمالة المدربة في المستقبل. الدراسة انتقدت غياب الوعي بالمشكلة لدى مدراء الشركات الكبيرة.

ذكرت دراسة حول سوق العمل في المستقبل أعدها معهد الدراسات الاقتصادية (بي.دبليو.سي PwC) أن مدراء الشركات الكبيرة يتجاهلون حقيقة التحول الديموغرافي الذي ستشهده ألمانيا بحلول عام 2030 عندما تتراجع أعداد السكان من 82 مليون نسمة في الوقت الحالي إلى 77 مليون نسمة، مما سيجعل العثور عن الكفاءات المميزة في سوق العمل أمرا عسيرا.

المطلوب اجراءات طويلة المدى

وأوضح تقرير مجلة "دير شبيجل" في موقعها على شبكة الانترنت اليوم الثلاثاء (19 أغسطس/آب) أن الدراسة التي شملت 53 شركة ألمانية من مختلف المجالات أظهرت استعداد نسبة 34 بالمائة فقط من الشركات بشكل جيد أو جيد جدا لظاهرة الانخفاض السكاني في ألمانيا، وذلك من خلال تطبيق سياسات بعيدة المدى.

وأشارت الدراسة إلى نقطة إيجابية وهي اهتمام 64 بالمائة من الشركات الألمانية بمزج الأجيال الشابة والكبيرة من العمالة المدربة لاكتساب الخبرات. في مقابل ذلك قل الاهتمام بزيادة خبرات العاملين وقدراتهم الفنية، حيث تقدم نسبة 23 بالمائة فقط من الشركات الفرصة لموظفيها تحت الخمسين لتنمية قدراتهم الفنية من خلال دورات تدريبية أو ما شابه، في حين تقل هذه النسبة لتصل إلى 17 بالمائة في حالة الموظفين فوق الخمسين.

وانتقدت الدراسة غياب الوعي بمشكلة نقص العمالة المدربة لدى مدراء الشركات الكبيرة وطالبت باتخاذ إجراءات على المدى الطويل لمواجهة نقص العمالة المدربة. وقال هولجر ليكبوش مدير معهد بي دبليو سي الذي أجرى الدراسة إنه بالرغم من أن بطء التحولات الديموغرافية يجعل من السهل التنبؤ بنتائجها بشكل كاف، لكن العيب يكمن في أن الشركات لا يمكن أن تكافح نتائجه سوى بسياسات طويلة المدى.