دعوة إلى مؤتمر يعالج قضايا الاندماج وسط ازدياد مشاكل المهاجرين
٢٨ أبريل ٢٠٠٦أعلنت الحكومة الألمانية أنها ستعقد مؤتمرا في برلين في بداية شهر تموز/ يوليو المقبل، تبحث فيه قضايا المهاجرين والمشاكل والعقبات التي تواجههم للاندماج بشكل كامل في المجتمع الألماني. ومن المتوقع أن يناقش المؤتمر قضية سياسة الاندماج بشكل موسع، كما سيتضمن مناقشة قضايا كفاءة اللغة والتعليم والتخطيط المدني. مما سيساعد الحكومة الألمانية لتطوير سياسة شاملة لجميع المهاجرين وعائلاتهم. هذا وقد جاء الإعلان عن هذا المؤتمر والدعوة العاجلة إلى عقده كردة فعل لازدياد حدة الجدل الدائر حول ازدياد مشاكل المهاجرين في البلاد. ففي بداية الشهر الحالي، أدانت محكمة برلين شابا تركيا من عائلة مهاجرة يبلغ من العمر 19 عاما، بقضية قتل أخته في أحد شوارع برلين السنة الماضية، وهي إحدى القضايا التي تعرف ب"جرائم الشرف". وقد أدهشت هذه القضية الرأي العام الألماني بقدر ما أثارت غضبه.
عزل المهاجرين ليس بالحل المناسب
وبالحديث عن التوتر السائد في بعض المدارس في برلين، قامت بيترا اجيبريشت مديرة مدرسة روتلي في حي نويكولن في برلين، بشرح مشاكل العنف المدرسي بشكل موسع، ووضحت أسبابه والنتائج التي قد تترتب عليه. فتقول ايجيبريشت:"83 بالمائة من الأطفال في مدارسنا هم أطفال عائلات مهاجرة. وسياسة الاندماج الفاشلة قادت هؤلاء الأطفال إلى الشعور بالانعزالية داخل المدارس. فتجدهم لا يملكون أي هدف في حياتهم، ولا أي نظرة مستقبلية، هذا بالإضافة إلى البطالة التي يعاني منها آبائهم. كل تلك المشاكل تجمعت في مدرستنا، مما دفع المدرسين إلى المطالبة بحل لها حتى لا تؤثر على العملية التعليمية في المدرسة، ولكن حتى الآن لم نصل إلى أي حال".
يذكر أن هيئة التدريس في المدرسة قد تقدمت في 31 آذار/مارس الماضي بخطاب استغاثة وبطلب إلى الإدارة التعليمية لكي تغلق هذه المدرسة، وذلك بسبب عجز المدرسين عن السيطرة على العنف المنتشر بين الطلبة والطالبات، والذي وصل إلى حد تهديد المعلمين بالأسلحة البيضاء. غير أن الإدارة التعليمية أبت الموافقة على هذا الطلب وطلبت من الشرطة تشديد الحراسة على المدرسة، لذا يقوم رجال الشرطة بمراقبة تلاميذ المدرسة وتفتيشهم بحثاً عن أسلحة قبل دخولهم إلى المدرسة.
لا نريد المزيد من اللامبالاة
وفي هذا السياق أكدت ماريا بومر المكلفة الحكومية لشؤون الاندماج وعضو في الاتحاد المسيحي الديموقراطي (CDU) أن زمن اللامبالاة وعدم الاكتراث بقضايا ومشاكل المهاجرين قد انتهى، وينبغي الاهتمام بتلك المشاكل ومعالجتها بكل جدية. وتضيف بومر:"هناك طالب من بين كل خمسة طلاب من العائلات المهاجرة لا يحصلون على التعليم العالي(الدبلوم). وفي برلين طالب من بين ثلاثة طلاب. وهناك ما نسبته 40% من الشباب المهاجرين لا يملكون أي مؤهلات لأي مهنة". ويعتبر هذا المؤتمر اختبار مهم لبومر، فهي سبق وان تعرضت للانتقاد بحدة من قبل، لأنها لم تؤد واجباتها كممثلة للمهاجرين الألمان، وكذلك لم يكن لديها أي اتصال مع المنظمات التي تعنى بشؤون المهاجرين. وسيدعى العديد من ممثلي منظمات المهاجرين للمشاركة في هذا المؤتمر.
جدل مستمر
ثبت بعد العديد من المحاولات التي قامت بها الحكومة الألمانية، لإيجاد حل لمشكلة اندماج المهاجرين، أن الوصول إلى حل مثالي هو أمر صعب المنال. فحتى هذا الوقت لا يوجد هناك إجماع في ألمانيا حول قوانين الاندماج، ولا حول الطريقة التي ينبغي بها التعامل مع ظاهرة الزواج القسري المنتشرة بين بعض جاليات المهاجرين. هذا وقد كان ادموند شويبر رئيس الحزب المسيحي الاجتماعي قد اقترح إلزام المهاجر الراغب في إذن إقامة بالانخراط في عملية الاندماج، وإذا رفض فإن من حق الدولة أن تلغي إذن الإقامة. وقد قوبل هذا الاقتراح بالرفض من قبل الديموقراطيين الاجتماعيين وحزب الخضر والحزب اليساري. وعلقت وزيرة العدل الألمانية بريغيتا تسيبروس قائلةً:" من الصعب أن نحدد رفض الاندماج بمصطلح قانوني معين". جدير بالذكر أن عدد المهاجرين في ألمانيا يقارب 14 مليون شخص.