رواية "ليبيديسي" في ترجمة عربية
١٦ سبتمبر ٢٠٠٧ليبيديسي اسم مدينة شرقية متخيلة يعيش فيها الجاسوس الألماني سبايك برفقة ابنته التي تبناها ليزشن. ليبيديسي هي أيضا كل تلك المدن الشرقية التي يحكمها العنف والاقتتال الداخلي، وتتصارع أعراقها وطوائفها على السلطة. إنها كما قال مترجم الرواية إلى العربية أحمد فاروق:" رواية ليبيديسي لغيورغ كلاين احتفي بها لأنها رواية استشرافية بشكل كبير، لو تأملنا مدينة ليبيديسي ونظرنا إلى كابول أو بغداد أو مقاديشيو أو أي مكان آخر لا تحكمه سلطة مركزية، لقلنا بأن ليبيديسي هذه جاءت نبوءة بكل ما حدث بعد الغزو الأمريكي".
وصف مذهل للمدينة الشرقية
ولد كاتب الرواية، غيورغ كلاين، عام 1953، وتعتبر ليبيديسي روايته الأولى، وحققت الرواية بعد نشرها شهرة عالمية للكاتب. ومن المفارقات أن يكون كلاين عانى الأمرين قبل أن يحصل على دار نشر توافق على نشر عمله. وبعد نشر روايته الثانية "باربار روزا" حصل الكاتب على جائزة إنغبورغ باخمان الأدبية الشهيرة. وتعمد كلاين كما قال أحمد فاروق:" أن يخلق مدينة فيها الكليشيهات الغريبة عن الشرق، وكل التصورات الاستشراقية عن مدينة استعمرت سابقا من قوة غربية، ديانات مختلفة، أعراق متناحرة، تواريخ متداخلة، ما صنعه الغرب بحضارة قديمة، كيف تنظر هذه الحضارة إلى الآخر، إلى هذا الغرب، كراهيتها للأجانب، انغلاقها على ذاتها، كرهها للتغيير"، وبهذا كله فإنها تشكل إذن معالم صورة المدينة العربية، التي تفترس أبناءها وتطحن أمالهم وأحلامهم.
نقد لاذع للمركزية الغربية
ليبيديسي تسخر من الأحكام المسبقة للغرب تجاه الشرق. إنها سخرية لاذعة من الذات ومن المركزية الغربية والفوقية الغربية: تلك الصورة المتخلية التي لا تتعدى أجواء الحمام الشعبي والمثليين، ولكن أيضا من هذه المدن الشرقية التي فقدت ملامحها، وأضحت ضحية لتعددها الديني والعرقي.
استطاع المترجم المصري أحمد فاروق، كما نجح في ترجماته السابقة، أن ينقل إلينا وهج لغة ليبيديسي، بصورها ومجازاتها، وعوالمها الجديدة، فكلاين، كما يقول المترجم:" يعتمد صياغات ألمانية قديمة، ويخترع أمكنة وعرقيات وديانات، ومن وظيفة الترجمة نقل هذه الاختراعات بسلاسة إلى اللغة العربية، وخلق مقابل لها في اللغة العربية، يضاف إلى ذلك اعتماد كلاين على التفاصيل التقنية، التي تبدو بسيطة في الألمانية، ولكن يصعب نقلها بسهولة إلى اللغة العربية".