ساركوزي يبرم مع القذافي صفقات بمليارات الدولارات
١١ ديسمبر ٢٠٠٧أبرم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والزعيم الليبي معمر القذافي صفقات أعمال تقدر قيمتها بمليارات الدولارات في إطار زيارة الأخير إلى باريس. وشهد الزعيمان توقيع عقود لشراء طائرات إيرباص وللطاقة النووية واتفاقات أخرى، قالت باريس إن قيمتها إجمالا تزيد على عشرة مليارات يورو. وأضاف مصدر في الرئاسة الفرنسية تحدث إلى وكالة الأنباء الفرنسية أن ليبيا تنوي أيضا شراء 14 طائرة "رافال"، التي لم تنجح مجموعة داسو المنتجة لها في بيعها في الخارج من قبل، إلى جانب 35 مروحية ومعدات عسكرية أخرى تزيد قيمتها عن 5 مليارات يورو.
المفاعل النووي سيستخدم في تحلية المياه
وتم توقيع اتفاق للتعاون النووي مع شركة الغاز الفرنسية /جي.دي.اف/ وشركة الطاقة النووية أريفا، يتضمن بيع مفاعل نووي أو عدة مفاعلات نووية لتحلية مياه البحر كما يتضمن دعم أنشطة استخراج اليورانيوم. كذلك تم توقيع عقود مع شركتي فينسي وفيوليا ووتر الفرنسيتين لكن مكتب ساركوزي لم يذكر تفاصيل أخرى.
وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن العقد، الذي وقع أمس الاثنين(10 ديسمبر/كانون أول) بين الطرفين الليبي والفرنسي لإقامة مصنع لتحلية مياه البحر، يعتمد على مفاعل تجريبي تسلمته ليبيا من الاتحاد السوفيتي السابق في 1979 وموجود في تاجورا قرب طرابلس. ويهدف المفاعل النووي إلى إنتاج الكهرباء، التي يمكن استخدام كمية صغيرة منها لتشغيل مصنع تحلية المياه. وقد تكون ليبيا مهتمة أكثر بالقطاع النووي لإنتاج الطاقة وبيع النفط في الأسواق الخارجية، نظرا لسعره المرتفع.
وفي هذا السياق، احتجت الشبكة المدافعة عن البيئة "الخروج من النووي" (سورتير دو نوكليير) على هذه "المقايضة"، التي رأت أنها "مرتبطة مباشرة بالمفاوضات التي جرت للإفراج عن الممرضات البلغاريات". وأدانت هذه المجموعة "مخاطر انتشار نووي" ومخاطر النفايات التي ينتجها هذا المفاعل على البيئة.
انتقادات حادة للزيارة
زيارة الرئيس الليبي معمر القذافي لا تزال تثير انتقادات شديدة في الشارع السياسي الفرنسي، فقد انتقدت أمس الاثنين وزيرة الدولة الفرنسية لشؤون حقوق الإنسان القذافي قائلة إن فرنسا ليست "ممسحة أقدام" يمكن للقذافي أن يمسح بها دماء جرائمه، مضيفة أنها لا تشعر بارتياح لوصول القذافي إلى فرنسا في اليوم العالمي لحقوق الإنسان.
من ناحية أخرى قاطعت المعارضة الفرنسية لقاء الزعيم الليبي أثناء زيارته للجمعية الوطنية (البرلمان الفرنسي)، كما عبر عدد كبير من نواب اتحاد "من أجل حركة شعبية" الحاكم عن استيائهم ورفضوا الدعوة لحضور هذا اللقاء. وفي مواجهة الانتقادات الحادة، دافع الرئيس الفرنسي ساركوزي عن سجله في مجال حقوق الإنسان قائلا إنه كان مصيبا في استقباله القذافي، بعد أن تخلى الزعيم الليبي عن برامج أسلحة الدمار الشامل وكف عن دعم الإرهاب وأفرج عن مجموعة من المسعفين الأجانب في يوليو/ تموز الماضي.
وقال ساركوزي: "إنني هنا أيضا لأكافح من أجل الشركات والمصانع الفرنسية حتى ننال العقود وطلبيات الشراء، التي سعد الآخرون كثيرا بالحصول عليها بدلا منا، دون التخلي بأي شكل عن اقتناعاتنا الخاصة بحقوق الإنسان". ورداً على انتقادات وزيرة الدولة لشؤون حقوق الإنسان، قال ساركوزي: "راما ياد عبرت من قبل عن رفضها لمبدأ الزيارة، وهي وزيرة الدولة لشؤون حقوق الإنسان ومن الطبيعي أن يكون لديها قناعة بشأن هذه القضية، والتي أشاركها فيها وقد ذكرت الزعيم الليبي بأهمية إحراز تقدم فيما يخص حقوق الإنسان في ليبيا".