سوريا: تشكيل حكومة معارضة وإدارة انتقالية كردية
١٢ نوفمبر ٢٠١٣أعلن احمد طعمة رئيس الحكومة مؤقتة المنبثقة من الائتلاف الوطني السوري المعارض الثلاثاء أن العنوان الرئيسي لعمل حكومته سيكون إرساء السلم والأمن في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة وتلبية الحاجات المعيشية للسكان. وقال طعمة في كلمة ألقاها في اسطنبول غداة إعلان تشكيل الحكومة الانتقالية التي تضم تسعة وزراء وستتولى إدارة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية، أن حكومته ستكون "حكومة عمل لا حكومة كلمات (...) من أولى مهماتها نشر الأمن والسلم الأهلي في سوريا المحررة وتلبية الاحتياجات المعيشية للإنسان".
واختار مندوبو الائتلاف الوطني السوري المعارض ثمانية وزراء يعملون مع رئيس الحكومة المؤقتة. ومع هذا، لم يتفق ممثلو المعارضة على مرشحين لحقائب الداخلية والصحة والتعليم. واختير إبراهيم ميرو، عضو الأقلية الكردية ومسؤول سابق في البنك المركزي الهولندي، وزيرا للمالية، وفقا لما ذكرته قناة العربية الإخبارية. كما تولى أسعد مصطفى، وزير الزراعة السابق في حكومة بشار الأسد، حقيبة الدفاع، وفقا للقناة.
ويأتي الانتخاب بعد ساعات من موافقة الائتلاف المعارض على حضور مؤتمر جنيف 2 المدعوم من روسيا وأمريكا وذلك في حال استبعاد أي دور للأسد في أي سلطة انتقالية. كما طالبت المجموعة بضمانات لوصول المساعدات إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة وإطلاق سراح المعتقلين. ويكافح طعمة، وهو إسلامي معتدل، للموافقة على حكومة مؤقتة منذ اختيار المعارضة السورية له رئيسا للوزراء في أيلول/سبتمبر الماضي.
وقال مصدر في الائتلاف لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) إنه من المتوقع أن يمارس الوزراء مهام عملهم من مدينة غازي عنتاب التركية بالقرب من الحدود السورية، ويجرون زيارات إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة إذا اقتضت الضرورة.
الأكراد يشكلون إدارة مدنية انتقالية
من ناحية أخرى، أعلن الأكراد في شمال شرق سوريا في بيان الثلاثاء تشكيل إدارة مدنية انتقالية بعدما حققوا تقدما ميدانيا كبيرا في مواجهة المجموعات الجهادية. لكن مجموعات كردية كبيرة لم توقع هذا البيان الذي صدر بعد مشاورات جرت في مدينة القامشلي ذات الغالبية الكردية وبعد أربعة أشهر من إعلان قادة أكراد في سوريا عزمهم على تشكيل إدارة انتقالية.
وبموجب هذا القرار تقسم المنطقة الكردية في سوريا إلى ثلاث مناطق يكون لكل منها مجلسها المحلي الخاص وممثلين في المجلس الإقليمي العام. وأعلن البيان "تشكيل الإدارة المدنية الانتقالية لمناطق غرب كردستان - سوريا". وأوضح أن "مهمة الإدارة المرحلية هي إعداد قوانين الانتخابات المحلية والتحضير للانتخابات العامة وإقرار القوانين بالإضافة إلى القضايا السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية التي تعيشها المنطقة وسوريا".
لكن عدم موافقة العديد من المجموعات الكردية الكبيرة على هذه الإدارة الجديدة يلقي بظلال من الشك على قدرتها على الاستمرار.
وتدير المناطق الكردية في شمال سوريا مجالس كردية محلية منذ انسحبت منها قوات النظام السوري في منتصف 2012. واعتبر هذا الانسحاب تكتيكيا بهدف تشجيع الأكراد على عدم التحالف مع مسلحي المعارضة السورية.
وجرت مؤخرا مواجهات بين المقاتلين الأكراد والجهاديين وتمكن المقاتلون الأكراد في تشرين الأول/أكتوبر من السيطرة على معبر بالغ الأهمية على الحدود مع العراق. ويمثل الأكراد نحو 15 في المائة من تعداد الشعب السوري.
ي ب/ ع ج م (ا ف ب، د ب أ)