سيدا: المجتمع الدولي يتذرع بانقسام المعارضة للتهرب من مسؤولياته
٤ سبتمبر ٢٠١٢شارك رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا في الاجتماع الذي استضافته العاصمة الألمانية برلين اليوم الثلاثاء (الرابع من أيلول/ سبتمبر 2012) لـ "مجموعة أصدقاء سوريا". وقد افتتح وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله هذا الاجتماع الذي خصص لتحديات إعادة الإعمار في مرحلة ما بعد سقوط الأسد. DW عربية التقت سيدا وأجرت معه الحوار التالي:
DW عربية: بالحديث عن قرارات إعادة الإعمار فيما بعد الأسد، كيف تقيمون نتائج اجتماعات اليوم وهل انتم راضون عن دعم المجتمع الدولي؟
عبد الباسط سيدا: الاستعداد لمرحلة ما بعد السقوط لا بد منه. طبعا هناك جهود حثيثة نشكر عليها الحكومة الألمانية ودولة الإمارات وبقية الدول المشاركة. لكن اليوم في لقائنا مع وزير الخارجية الألماني قلنا لابد أن تكون هناك جهود حازمة وجدية من أجل وقف القتل، لأن ما يتعرض له السوريون هو ذبح حقيقي والرأسمال الحقيقي بالنسبة لسوريا يتمثل في الإنسان السوري، هذا الإنسان الذي يتعرض للذبح في مختلف المناطق.
الحديث الآن يدور حول ضرورة تقديم مساعدات إنسانية فورية، هل يمكن إيصال هذه المساعدات إلى المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري الحر؟
نحن حين نطالب بذلك نطالب بفرض مناطق حظر جوي وهناك بعض المناطق التي أصبحت مفتوحة والطريق إلى حلب بات مفتوحا والمساعدات يمكن أن تصل إلى هناك. لكن وضع بعض المناطق في الداخل كحمص وريف دمشق مختلف، لذلك نحن نطالب بفرض ممرات آمنة من أجل إيصال المساعدات هناك إلى المحتاجين.
وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله طالب المعارضة بتشكيل حكومة انتقالية وبشكل ملح. الكثيرون يتهمون المعارضة بالتشرذم لذا متى سترى هذه الحكومة الانتقالية النور؟
أعتقد أن مسألة تشرذم المعارضة باتت ذريعة للتهرب من الاستحقاقات التي يجب الالتزام بها. موقف المجتمع الدولي سلبي إزاء ما يحصل في سوريا. لنقارن الوضع في سوريا بالوضع في ليبيا، لقد تحرك العالم كله لدرء المأساة التي كانت يمكن أن تحدث في بنغازي. حاليا أصبحت كل المدن السورية شبيهة ببنغازي، فهناك قصف بكل أنواع الأسلحة لمختلف المدن السورية، مع ذلك لم يتحرك المجتمع الدولي.
أما بالنسبة إلينا كمعارضة فقد اجتمعنا تحت سقف جامعة الدول العربية في شهر تموز/ يوليو الماضي واتفقنا على وثيقتين: الأولى كانت وثيقة العهد الوطني تحدد ملامح سوريا المستقبل، الوثيقة الثانية تمثل خارطة طريق للمرحلة الانتقالية. نحن ندعو في المجلس الوطني السوري دائما إلى الحوار مع سائر القوى، ونحن نسعى إلى تشكيل هذه الحكومة التي لا بد أن تتشكل لمواجهة تحديات ما قبل سقوط النظام وما بعده. سنتحاور مع مختلف الفصائل ولدينا الآن دعوة لحوار وطني مع الفصائل الأساسية من أجل الاتفاق على ملامح هذه الحكومة وكيفية تشكيلها لكي تقوم بمهامها في اقرب وقت ممكن.